أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إقالة مستشاره للأمن القومي، إتش آر ماكماستر، وتعيين السفير الأمريكي السابق لدى الأممالمتحدة، جون بولتون خلفًا له. إقالة ماكماستر تأتي بعد أقل من أسبوع من انتشار تقارير تؤكد نية ترامب إقالته، والتي نفتها المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، في تغريدة، لافتة إلى أنه يحتفظ بعلاقات جيدة معه. بولتون الوافد الجديد للإدارة تصفه صحيفة "الجارديان" البريطانية، بأنه دبلوماسي متعصب، يؤيد استخدام الولاياتالمتحدة لقوتها بشكل منفرد، ورافض للدبلوماسية الدولية، ودعا أكثر من مرة إلى قصف إيرانوكوريا الشمالية. من هو جون بولتون؟ تشير شبكة "بي بي سي" البريطانية، إلى أن بولتون البالغ من العمر 69 عامًا، عمل في إدارات الرؤساء الجمهوريين رونالد ريجان وجورج بوش الأب، وجورج دبليو بوش. وعمل مندوبًا للولايات المتحدة في الأممالمتحدة خلال فترة رئاسة جورج دبليو بوش، وتلقى العديد من الانتقادات بسبب أسلوبه الحاد في التعامل. اقرأ أيضًا: ترامب يقيل مستشاره للأمن القومي ويعين جون بولتون خلفًا له وشارك في إعداد ملف يدعي امتلاك الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين أسلحة دمار شامل، والذي كان ذريعة لغزو العراق، وثبت في وقت لاحق أنه كان خاطئا. يعمل بولتون حاليًا كبير الباحثين في معهد "إنتربرايز" الأمريكي للأبحاث السياسية العامة، ذي التوجه الميني. مخاوف مشروعة وقالت "الجارديان" إن إقالة ماكماستر الذي كان ينظر إليه على أنه من الأصوات المعتدلة في إدارة ترامب، واستبدال واحد من أكثر المفكرين عدائية في تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية به، أثارت العديد من المخاوف في الدوائر الدبلوماسية، من أن إدارة ترامب قد تأخذ منحى أكثر عدائية. ويأتي تعيين بولتون بعد أيام من إقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون وتعيين مايك بومبيو مدير وكالة الاستخبارات المركزية، المعروف بآرائه المتشددة في السياسة الخارجية. اقرأ أيضًا: «تيلرسون» لم يكن الأول.. أبرز 10 مسؤولين غادروا إدارة ترامب هذا التغيير في دوائر السياسة الخارجية الأمريكية، جاء في وقت تستعد فيه واشنطن لعقد قمة بين الرئيس الأمريكي ونظيره الكوري الشمالي كيم جونج أون، لبحث أنشطة بيونج يانج النووية. وأعلن بولتون الذي من المقرر أن يشغل منصبه في البيت الأبيض في التاسع من إبريل المقبل، أن الطريقة المثلى للتعامل مع كوريا الشمالية هي قصفها. وفي مقالة له نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الأسبوع الماضي، وضع بولتون الأساس القانوني لضربة وقائية ضد بيونج يانج، حيث كتب "إنه من القانوني تمامًا، أن ترد الولاياتالمتحدة على المخاطر التي تثيرها الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، عن طريق المبادرة بقصفها". ولم تكن إيران بعيدة عن النهج الهجومي الذي اتبعه السفير السابق، الذي كثيرًا ما انتقد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، بسبب محاولاتها للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني عن طريق المفاوضات. حيث كتب في 2015 في مقال في صحيفة "نيويورك تايمز" أن القصف الأمريكي والإسرائيلي لمنشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية هو الحل الوحيد لمنع وقوع كارثة. تعيين متوقع لقد كان وصول بولتون إلى الدائرة المقربة من الرئيس ترامب أمرًا متوقعًا منذ وقت طويل، حيث كشف مايكل وولف في كتابه "البيت الأبيض: النار والغضب"، أن ستيف بانون، كبير المستشارين السابقين في إدارة ترامب، حث الرئيس على تعيين بولتون. وهو ما فعله الرئيس التنفيذي السابق لشبكة "فوكس نيوز"، روجر آيلز، الذي قال لترامب، العام الماضي "إنه قاذفة قنابل"، مضيفًا أنه "قد يكون شخصية غريبة، لكنك بحاجة له "، حسب ما ذكره وولف. اقرأ أيضًا: هل تؤثر إقالة «تيلرسون» على سياسة واشنطن تجاه الأزمة الخليجية؟