وصل الرئيس السوداني، عمر البشير إلى القاهرة في زيارة تستغرق يومًا واحدًا، يلتقي خلالها الرئيس السيسي، لبحث نحو ست عشرة قضية خلافية -حسب محللين-. فهل يحل اللقاء القضايا العالقة بين البلدين؟ أم يكون أرضية لحوار مثمر؟ وهل سيتناول ملفات سد النهضة، وعلاقة السودان بتركيا وقطر وجماعة الإخوان؟ أم لا؟ السيسي: زيارة البشير تعكس روح التوافق والمؤاخاة استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الرئيس السوداني عمر البشير، بمطار القاهرة الدولي في زيارة سريعة للقاهرة. ورحب الرئيس السيسي، بنظيره السوداني، والوفد المرافق له، مؤكدا علاقة الأخوة الأزلية والروابط المشتركة التي تجمع بين شعبي وادي النيل، وتأكيد أهمية الشراكة الاقتصادية بين البلدين، وأهمية تعزيز وتعظيم علاقات الأخوة وتعزيز علاقات التعاون المشترك بما يليق بأهمية العلاقة بين البلدين. وأضاف السيسي في كلمته في القمة المصرية السودانية بقصر الاتحادية، أن هذه الزيارة الكريمة تأتي من الأخ البشير والوفد المرافق لتعكس روح التوافق والمؤاخاة بين البلدين وتعزيز التشاور والتنسيق وتعزيز أواصر التعاون بين البلدين في القضايا ذات الاهتمام المشترك. لا تنتظروا تغيرات كبيرة في المواقف السودانية «ليس بالضرورة، حدوث تغير في المواقف السودانية، فمن الصعب إحداث نقلة كبيرة في وقت وجيز» هكذا رد الدكتور هاني رسلان، رئيس وحدة حوض النيل بمركز الأهرام، على سؤال: هل سيحدث لقاء الرئيسيين عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير، تغيرا في مواقف الدولة الشقيقة في سياساتها تجاه أزمة سد النهضة وعلاقاتها بتركيا وقطر وجماعة الاخوان، مستبعدًا أن يتناول اللقاء تفاصيل تخص علاقتها بتلك الدول والجماعات. وأضاف رسلان ل«التحرير»، أن الجانب السوداني تبنى تصعيدا متواليا في علاقته مع القاهرة، وصل لسحب سفيره لأسابيع طويلة، وشكاوى في الأممالمتحدة حول حلايب وشلاتين -المصريتيين- رغم حرص القيادة المصرية الشديد على التهدئة. ويرى رئيس وحدة حوض النيل بمركز الأهرام أن أهمية زيارة البشير للقاهرة تشير إلى انحيازهم للتهدئة والتواصل والحوار، لفك التشابك فيما يخص المواقف الشائكة بين البلدين، وإتاحة الفرصة لخلق مناخ إيجابي، لحوار مثمر، وإيجاد أرضية مشتركة للحوار. لم الشمل ومنع التراشق.. أبرز الملفات وأكد السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن اللقاء في غاية الأهمية، لما يمثله الحوار بين الجانبين في تهدئة الأجواء، مشيرًا إلى أن أهم ملف سيركز عليه اللقاء، هو الخاص بلم الشمل ومنع التراشق الذي كان متبادلا حتى وقت قريب. وأوضح بيومي أن قضية استقرار الشأن الداخلي بالسودان -الحرب الأهلية- وتثبيت أركانه، سيتم التركيز عليها، كذا تأكيد حل شكوى متبادلة، من توفير ملاذ آمن لعناصر من المعارضة في البلدين، حيث يشتكي السودان من استضافة القاهرة المعارض صادق المهدي، في المقابل هناك شكاوى من استضافة عناصر إخوانية مطلوبة. وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن الملف الأمني، الخاص بتسرب عناصر إرهابية من السودان إلى مصر، والعكس، سيكون له جزء كبير من الحوار، ناهيك بملفات التعاون الثنائي، على صعيد الزراعة والصناعة. وتابع: «أيضا سيكون التنسيق حاضرا في ملف المياه بصفة عامة، وسد النهضة بصفة خاصة، لقطع الباب على المستفيدين من تصاعد التوتر بين الدولتين». وفيما يخص منح السودان جزيرة سواكن بالأحمر الأحمر لتركيا، وما يمثله من قلق للجانب المصري، وعلاقتهم بقطر والجماهة الارهابية، أكد السفير جمال بيومي أن: «كل ما يخطر في بالنا ستتم مناقشته، في اللقاء، وليس بالضرورة أن يتم الإعلان عن تناوله». 16 قضية خلافية وعلى صعيد التناول الإعلامي السوداني لزيارة الرئيس عمر البشير للقاهرة، كتب الصادق الرزيقي، رئيس تحرير صحيفة الانتباه مقالا بعنوان «البشير إلى القاهرة بماذا سيعود..؟»، واصفًا إياها ب«الزيارة التاريخية»، بعد خلافات عاصفة بين البلدين، وبرود في العلاقات، وتبادل اتهامات بين العاصمتين والبلدين الجارين. وأضاف أن زيارة البشير، تأتي ردًا على زيارة مدير جهاز المخابرات المصرية المكلف اللواء عباس كامل للخرطوم، والتي حملت مؤشرات ذات مغزى واضح في سبيل حل الخلاف، وبنيت على اللقاء الذي جرى في الثامن من فبراير الماضي بين وزيري الخارجية ومديري جهازي المخابرات في البلدين، وهي اللجنة الرباعية التي تكونت بعد لقاء أديس أبابا خلال القمة الإفريقية نهاية يناير الماضي في زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للرئيس البشير في مقر إقامته بالعاصمة الإثيوبية -حسب المقال-. وأفصح الرزيقي أن اللجنة الرباعية ناقشت ست عشرة قضية ونقطة خلافية، ثم تواصل الحوار في الخرطوم في زيارة مدير المخابرات العامة المصرية، ومن الشحيح الذي تسرب، يبدو أن هناك رغبة مصرية في طي ملفات الخلاف مع السودان، إذ أن المطالبات في كل اللقاءات التي تمت بين الجانبين هي سودانية، تبدأ بقضية حلايب وتنتهي بملفات المعارضة السودانية المقيمة في مصر والدعم المصري المُقدم لها، والخلاف وتباين وجهات النظر في القضايا الإقليمية وأخيرا ملف المعدنين السودانيين -الباحثين عن الذهب- هذا غير ملف مياه النيل وهو ملف تشترك فيه كل دول الحوض من جانب، وملف ثلاثي يتعلق بسد النهضة الإثيوبي.