"لماذا قررت الولاياتالمتحدة الإسراع في نقل سفارتها إلى القدس؟".. هكذا تساءلت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، في تقريرها اليوم الإثنين، مشيرة إلى التصريحات الأخيرة بشأن نقل السفارة في مايو المقبل. كان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أعلن في السادس من ديسمبر الماضي، عن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وعلى ما يبدو أن وزير الخارجية ريكس تيلرسون، حاول تهدئة الغضب الفلسطينى والعربي، بالقول إن عملية نقل السفارة سوف تستغرق سنوات، في حين أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة الماضية، أنها ستقوم بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس على مراحل تبدأ أولها في مايو المقبل، بالتزامن مع الذكرى السبعين لاستقلال إسرائيل. يرى البعض أن هذه الخطوة جاءت في الوقت المناسب لإعطاء نتنياهو دفعة سياسية، وذلك بسبب التحقيقات العديدة التي جرت ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، واتهامه بقضايا فساد، حيث أن ترامب يريد لنتنياهو البقاء في المنصب، وسوف يفعل ما في وسعه لمساعدته سياسيا، وبالطبع فإن عملية نقل السفارة قد تفعل ذلك، وفقا للصحيفة. ويرى آخرون أن هذه الخطوة مرتبطة بردود الفعل الفلسطينية الغاضبة تجاه إعلان ترامب بأن القدس عاصمة إسرائيل، حيث تحول غضبهم تجاه الولاياتالمتحدة إلى إدانات، فقد ألقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بخطابه قبل أيام في مجلس الأمن، وقد تكون هذه الخطوة من باب الرد على قوله إن واشنطن لم تعد الوسيط المقبول في عملية المفاوضات. ولكن هناك تفسير ثالث لتسريع الجدول الزمني لنقل السفارة، فعندما أدلى تيلرسون بتعليقاته حول عملية النقل في عام 2020، كان يفكر في عملية نقل كامل، وهو إنتاج ضخم يستلزم الاضطرار إلى إيجاد موقع والتفاوض على شروط وتوفير الأمن وبناء المبنى. وعندما اتضح بالفعل أن هذا الأمر سيستغرق سنوات، بدأت أطراف آخرى تنظر في هذه المسألة، بما في ذلك السفير الأمريكي في إسرائيل دانيال فريدمان، وأصبح هناك العديد من السيناريوهات الأخرى التي يجرى تقييمها، واحدة منها كان القيام بهذه الخطوة على مراحل. والمنطق الكامن وراء ذلك هو أنه إذا كان القرار قد اتخذ بالفعل، فينبغي تنفيذه في أسرع وقت ممكن. فضلاً عن رغبة ترامب في جني الفوائد السياسية جراء هذا القرار الذي اتخذه ضد رغبة معظم البلدان، وأن يرى هذا الأمر على الأقل في ولايته الأولى.