122 تريليون قدم مكعب غاز في منطقة شمال شرق المتوسط في عام 2010 قامت الجمعية الأمريكية للجيولوجيا بنشر نتيجة مسح منطقة شرق المتوسط والمسماة بحوض اليفانانت، ونتيجة مسح آخر لمنطقة شرق المتوسط الواقعة أمام حوض دلتا النيل المصرية والمحاذية لقبرص، الذي أثبت وجود احتياطيات ضخمة من الغاز في شرق البحر المتوسط تقدر بنحو 122 تريليون قدم مكعب أو 3455 مليار متر مكعب من الغاز وكذا 1.7 مليار برميل من النفط، قبالة سواحل إسرائيل وقطاع غزةوقبرص وسوريا ولبنان ومصر. وفي ديسمبر 2013، وقعت مصر وقبرص اتفاقية إطارية تهدف إلى استغلال المصادر الطبيعية الممتدة عبر "منطقة اقتصادية خالصة" لهما شرق البحر المتوسط. وعُقدت قمة ثلاثية في القاهرة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء اليوناني، ساماراس، والرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس في نوفمبر 2014، لترسيم الحدود البحرية بسبب حقول الغاز. صراع مصري تركي اشتعلت مؤخرا حدة الصراع على حقول الغاز في منطقة شرق المتوسط بين كل من مصر وتركياوقبرص، حيث تسعى تركيا إلى التحول إلى مركز عالمي لنقل الطاقة، خاصة في روسيا وكازاخستان لنقلها إلى أوروبا عبر مشروع "السيل التركي". وأعلنت شركة "غاز بروم" الروسية في مايو 2017، أنها شرعت في أعمال مد خط أنابيب مشروع "السيل التركي" (لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا). ويتكون "السيل التركي" من خطي أنابيب لنقل الغاز الطبيعي بسعة 31.5 مليار متر مكعب، ويخصص أحد الخطين لنقل الغاز إلى تركيا، فيما يواصل الثاني طريقه إلى عدة دول في أوروبا. بينما تقترب مصر من التحول إلى مركز إقليمي للطاقة، حيث أعلنت قبرص أنها سوف تزود مصر بالغاز من حقل أفروديت، الذي اكتشفته شركة نوبل إنرجي الأمريكية. ويحتوي الحقل على نحو 4.5 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي. كانت شركة دولفينوس المصرية للطاقة قد تعاقدت، الاثنين، مع شركتي نوبل إنرجي وديليك لشراء الغاز من حقلي تمار وليفياتان الإسرائيليين بالبحر المتوسط، لتصديره إلى خارج مصر عبر وحدات إسالة الغاز المصرية. وتتبقى خطوة واحدة أمام الشركات الثلاث للبدء في إجراءات التعاقد وهي موافقة الحكومة المصرية على العقد المبرم لمدة عشر سنوات. ويوجد بمصر مصنعان لإسالة الغاز الطبيعي، الأول مصنع إدكو، المملوك للشركة المصرية للغاز الطبيعي المسال، ويضم وحدتين للإسالة، والآخر في دمياط ويتبع شركة يونيون فينوسا الإسبانية الإيطالية ويضم وحدة واحدة فقط. ووظيفة هذه الوحدات، هي تحويل الغاز الطبيعي من حالته الغازية إلى سائلة، حتى يمكن تحميله على سفن وتصديره، بدلا من ضخه في الأنابيب. وفي الخامس من الشهر الجاري، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن تركيا لا تعترف بالاتفاق المبرم بين مصر وقبرص عام 2013 بترسيم الحدود البحرية بين البلدين للاستفادة من المصادر الطبيعية في المنطقة الاقتصادية الخالصة للبلدين في شرق البحر المتوسط. وردت وزارة الخارجية المصرية أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص "لا يمكن لأي طرف أن ينازع في قانونيتها، حيث إنها تتسق وقواعد القانون الدولي وتم إيداعها كاتفاقية دولية في الأممالمتحدة". وحذّرت من أي محاولة ل"المساس أو الانتقاص من حقوق مصر السيادية في تلك المنطقة،" مؤكدة أن القاهرة تعتبر ذلك "أمرا مرفوضا وسيتم التصدي له". كان جاويش أوغلو قد قال في حوار له مع صحيفة "كاثيميريني" اليونانية، إن بلاده تخطط للبدء في أعمال تنقيب عن النفط والغاز شرقي المتوسط في المستقبل القريب، وشدد على أن التنقيب عن هذه المصادر وإجراء دراسات عليها يعد حقا سياديا لتركيا، كما رأى أن الاتفاقية المبرمة بين مصر والشطر اليوناني من قبرص "لا تحمل أي صفة قانونية". ثلاثة خيارات قال الرئيس عبد الفتاح السيسي الأربعاء، حول استيراد شركة خاصة الغاز الطبيعي من إسرائيل، إن هناك ثلاثة خيارات حتى تصبح مصر مركزًا إقليميًا للطاقة في شرق المتوسط -مع الاعتبار أن لدينا تسهيلات ومنشآت للتعامل مع الغاز الطبيعي الخام غير موجودة في أي دولة بشرق المتوسط- لافتا إلى أن تلك الخيارات هي: تصدير الغاز عن طريق تركيا، أو عن طريق الدول المنتجة نفسها "إسرائيل، قبرص، لبنان، مصر"، أو عن طريق مصر. وأكد أننا في كل الحالات مستفيدون، فإذا تم استخدام المنشآت المصرية لتكرير الغاز ستحصل مصر على مقابل لذلك، وإذا تم استيراد الغاز وتصديره عن طريق مصر فستحصل أيضًا على مقابل. وأضاف: "إحنا جبنا جون يا مصريين في الموضوع ده، النهارده مصر حطت رجليها إنها تبقى مركز إقليمي، ده اللي كنا بنحلم بيه، إننا نبقى مركز إقليمي للطاقة في المنطقة، وده ليه إيجابيات كتير جدًا". ويتجاوز استهلاك مصر من الغاز الطبيعي 6 مليارات قدم مكعب يوميا حاليا، بينما يصل الإنتاج إلى نحو 5 مليارات قدم مكعب يوميا. تركيا تحذر اليونان بينما وجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خطابا حاد النبرة حول قضية الثروة النفطية في شرق البحر المتوسط، وحذر اليونان مما قال إنها "انتهاكات للمياه الإقليمية والمجال الجوي التركي"، مشيرا إلى أن الجنود الأتراك "سيقومون بما يلزم" عند حصول ذلك.