انهالت الشكاوى خلال الفترة الماضية على رؤساء الأحياء بمحافظة القاهرة بسبب المواقف العشوائية المنتشرة في العديد من شوارع وميادين القاهرة، والتي أصبحت تؤرق السكان بسبب التكدس المروري والمضايقات التي يتعرضون لها بسبب سائقي الميكروباص والتوك توك. نشوى عثمان، إحدى سكان المعادي، قالت ل"التحرير" إن المعادي تعد من الأحياء الراقية بالقاهرة، ولم تشهد قديما ما تشهده الآن من فوضى بشوارعها، موضحة أنه منذ أكثر من عامين انتشرت مواقف الميكروباص العشوائية في أماكن مختلفة بالمعادي، مؤكدة أنها تدخل معارك يومية مع سائقي الميكروباص الذين يتمركزون أمام منزلها. وأضافت "عثمان" أنها تتعرض وعائلتها لمضايقات لا تنتهي بسبب الألفاظ التي لا يكف عن نطقها سائقو الميكروباص، بالإضافة إلى إلقاء القمامة أسفل سياراتهم، مطالبة شرطة المرور والمسئولين بمحافظة القاهرة بضرورة منع هذه الظاهرة التي تؤثر على المظهر الحضاري للشوارع. ومن جانبه قال أحمد توفيق، أحد سكان المعادي، إنه يسكن بشارع اللا سلكي أمام القرية التكنولوجية وفوجئ بموقف عشوائي لأصحاب الميكروباص، وبالرغم من شكاوى المواطنين فإن الشكاوى كانت دون جدوى، مضيفا أن الأمر لا يتوقف فقط عند المواقف العشوائية، حيث تعاني المعادي من الباعة الجائلين والمحال والكافيهات غير المرخصة، مطالبا بضرورة توفير ساحات منظمة كموقف للميكروباص دون المساس بحق المواطن الدستوري في سكن آمن. وأضاف توفيق أن المواقف العشوائية لا تقتصر فقط على الميكروباص وإنما هناك مواقف عشوائية لأصحاب التوك توك، الذين يقفون بجوار لافتة الغرامة الخاصة بهم في تحد منهم للقانون، نهاية سور مبنى حي المعادي. ومن جانبه قال وليد عبد الله، أحد سكان مدينة نصر، إن المواطنين بشرق وغرب مدينة نصر يعانون من انتشار المواقف العشوائية، وإنها قد تختفي أثناء الحملات المكبرة ولكن بشكل مؤقت ثم تعود مرة أخرى، لافتا إلى أن الأمر متفاقم بالحي العاشر، لافتا إلى أنه لا بد من سحب رخص أي سائق ميكروباص يخالف القوانين. مريم حمدي، إحدى سكان منطقة حلوان، قالت ل"التحرير" إن المواقف العشوائية انتشرت بشكل مبالغ فيه بحلوان، رغم تخصيص الدولة أراضي بالملايين من أجل القضاء على هذه الظاهرة، مؤكدة أنهم يختارون أماكن لا تصلح كمواقف سيارات، حيث يقف بعضهم بجوار المدارس والبعض الآخر بالقرب من الأسواق المزدحمة وأمام العقارات وبعض الجراجات، مما يسبب حالة من التكدس المروري هذا بجانب ما يتعرض له السكان من إزعاج ومضايقات، مطالبة المسئولين بالمرور ومحافظة القاهرة بإيجاد حلول عاجلة. الدكتور حسن الخيمي الخبير بالإدارة المحلية قال ل"التحرير" إن عدد سيارات السرفيس المرخصة بالقاهرة أكبر من المواقف المخصصة لهم بكل الأحياء، لافتا إلى أن الأمر يحتاج إلى التوسع في إنشاء المواقف والمتابعة المرورية اليومية من خلال تعيين دوريات مرورية ثابتة تمنع ظهور مثل هذه المواقف مرة أخرى. اللواء مجدي الشاهد الخبير المروري قال ل"التحرير" إن كل محافظ بدائرة محافظته مكلف بإعداد مواقف سيارات الأجرة وتعريفتها وأماكن انتظارها، وهذه الأماكن لا بد أن تكون مجهزة لذلك، لافتا إلى أن عدم توفير المواقف بالشكل الكافي الذي يستوعب هذا الكم من السرفيس، يدفع سائقى الميكروباص للجوء إلى المواقف العشوائية، مشيرا إلى أن الأزمة ليست في القاهرة فقط، ولكنها منتشرة في كل المحافظات. وأضاف الشاهد أن المواقف العشوائية نشأت من خلال سيطرة أصحاب الإتاوات، حيث يوفرون لسائقي الميكروباص عناء تحميل الركاب من داخل المواقف، مؤكدا أن الظاهرة ستظل قائمة طالما لا يوجد مخطط واضح لإنشاء المواقف، مضيفا أن التشريع الضعيف يساعد أيضا على انتشار المواقف العشوائية لأنه يسمح بالتصالح المروري بعد دفع غرامة 50 جنيها، فتعود الرخصة إلى السائق بالإضافة إلى انقضاء الدعوى الجنائية.