في رحلة للقرية هذا الأسبوع مررت علي عدة مراكز وعدد كبير من القري فوجدت أن أعداد "التوك توك" فيها تفوق أعداد البشر.. فأصبحت مصر بتلك الظاهرة ليست هي "المحروسة" ولا بلد "الكنانة".. وإنما بلد "التوك توك"!! من الذي استورد هذا "التوك توك"؟! ومن الذي سمح بدخوله؟! يقال إنه صناعة هندية.. فبدلاً من أن تصدر لنا الهند بضاعة نكون في حاجة ماسة لاستخدامها علميًا أو صناعة متقدمة أو زراعة حديثة آثرت أن يكون تصديرها لنا هو "التوك توك" الذي انتشر في مصر بطريقة عشوائية فاقت كل مظاهر العشوائيات في بلادنا!! في الطريق إلي القرية كانت "التكاتك" لا تفضل إلا السير عكس الاتجاه وكان السائق يتعمد ذلك.. فبدلاً من أن يسير عدة أمتار ليكون اتجاهه صحيحًا فإن هذه الأمتار كانت تصعب عليه فيضطر للسير عكس الاتجاه!! كان جميع السائقين يحاولون عدم الاصطدام به.. فيؤدي ذلك إلي ارتباك المرور.. ونسمع أصوات آلات التنبيه المزعجة تدوي في آذاننا تفاديًا لهذا الخطر!! امتنع دخول التوك توك إلي القاهرة وعواصم المحافظات حفاظًا علي المظهر الحضاري لها.. وفجأة رأيناه في أطراف المدينة ثم بدأ يتغلغل شيئًا فشيئًا حتي وصل إلي كل أحيائها. وبدأنا نراه في أطراف القاهرة.. ثم زحف إلي كل الشوارع حتي في الأحياء الراقية.. قال الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب إن البرلمان يراعي عند إعداد التشريعات المصلحة العليا للبلاد وليس أصحاب المصالح مؤكدًا الحاجة لتعديل قانون المرور الحالي لأنه يعد أسوأ قانون. وقال د. علي عبدالعال إنه يجب محاسبة المسئول عن فوضي التوك توك حسابًا عسيرًا لافتًا إلي أن التوك توك دخل البلاد بدون ترخيص وبعدما كان ممنوعا في شوارع القاهرة نجده وصل الزمالك والمعادي.. فنحن أمام فوضي ولابد من تدخل تشريعي حازم. وأنا أقول للدكتور علي عبدالعال إن التوك توك وصل فعلاً لكل الأحياء الراقية والآن هو يا دكتور علي بعد خطوات من مجلس النواب ومن مجلس الوزراء يمرح في شوارعها ذهابًا وإيابًا.. بل انه يتعمد السير في عكس الاتجاه في الشوارع القريبة من مجلسكم الموقر!! كم شكونا مر الشكوي من هذه الظاهرة الغريبة علينا.. ولكن لا حياة لمن تنادي.. فالفوضي ضاربة في كل أنحاء مصر.. وفوضي التوك توك أصبحت مشكلة بلا حل.. ولن يستطيع قانون المرور الجديد الذي تعدونه أن يتغلب علي هذه الظاهرة لأن القائمين علي التنفيذ لا يبالون به. سيادتك يا دكتور تطالب بمحاسبة المسئول عن فوضي التوك توك حسابًا عسيرًا.. فهل أنت علي علم بهذا المسئول؟! ومن الذي سمح بهذه الفوضي لتصبح قاهرة المعز مثلاً للعشوائيات من كل نوع؟! وما هو الحساب العسير الذي ستحاسبه به؟! مصر تخصص الميزانيات لتطوير العشوائيات في كل مكان بها.. وقد انتهت بالفعل من تطوير بعضها وأصبحت تلك الأماكن ننظر إليها بإعجاب.. وعندما ننتهي من عشوائيات المساكن سنجد أنفسنا توغلنا في عشوائيات التوك توك ولا أحد يحاسب أحدًا!! لم تكفنا فوضي الميكروباص الذي يسير في شوارعنا ويقف في أماكن تعطل أحوال الناس.. وسبق أن طالبنا بمنع الميكروباص من إغلاق جراج العمارات بالحي الحاشر من مدينة نصر وقيام السائقين بالتبول في عز النهار بالشارع الأمر الذي جعل ربات البيوت يحرمن أنفسهن من التمتع بشرفات المنازل.. إلي جانب تعطل السكان عن الخروج بسياراتهم. نقول لرئيس البرلمان واصفين حال من نشكو إليهم: "لقد أسمعت إذ ناديت حيًا ... ولكن لا حياة لمن تنادي؟"