بات التعامل مع عناصر تنظيم "داعش" الأجانب مشكلة تؤرق دول التحالف الدولى فى مناطق الصراع بسورياوالعراق. فلم يتوصل وزراء دفاع "14" دولة من البلدان المشاركة فى التحالف الدولى ضد "داعش"، خلال الاجتماع الذى عقد أمس فى روما، إلى تسوية مسألة "الدواعش" الأجانب المحتجزين فى سوريا وتحديد مصيرهم. احتجاز المئات وتطالب الولاياتالمتحدة بعدم إبقاء هؤلاء العناصر محتجزين فى سوريا بسبب الوضع الأمنى غير المستقر فى هذا البلد، وخوفًا من أن يتمكنوا من الإفلات والعودة إلى حمل السلاح، وتفضل واشنطن أن يقوم كل بلد بمحاكمة "الدواعش" من حملة جنسيته. وفى ختام اجتماع روما، قال وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس إن "قوات سوريا الديمقراطية" تحتجز "المئات" من عناصر داعش الأجانب، حسب ما نقلت وكالة "فرانس برس". وأضاف ماتيس "أساس المشكلة أننا لا نريد أن نراهم مجددا فى شوارع أنقرة أو تونس أو باريس أو بروكسل أو كوالالمبور أو نيودلهى أو كابول والرياض"، مضيفًا "إنها مشكلة دولية ولا بد من حل لها يشارك فى وضعه كل المعنيين بها". وذكر ماتيس "أن البقاء مكتوفى الأيدى ليس خيارًا"، رافضا الرد على سؤال حول إمكانية نقل المحتجزين الأجانب إلى قاعدة جوانتانامو. وهذه ليست المرة الأولى التى يتم فيها فتح ملف محاكمة الدواعش الأجانب فى بلادهم وليس سجون العراقوسوريا، فقد سبق مناقشة هذا الأمر على مدار السنوات الماضية خصوصا فى الفترة التى منيت بها هزائم متعددة، وتم أسر عدد كبير من مقاتليها، فعلى سبيل المثال عندما انهارت داعش فى الرقة السورية العام الماضي، بدأت ظاهرة عودة المقاتلين الأجانب إلى بلادهم. خطط التعامل يأتى ذلك فى الوقت الذى تبحث وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) خطط التعامل مع عدد هائل من مسلحى تنظيم "داعش" الإرهابى فى سوريا بعد أن أسرتهم فصائل مدعومة من الولاياتالمتحدة. وصرحت كاثى ويلبارغر، المسؤولة عن الأمن الدولى فى وزارة الدفاع الأمريكية حسبما نقلت وكالة "رويترز" بأن الولاياتالمتحدة ترغب فى إعادة المقاتلين الأجانب إلى بلادهم لمحاكمتهم. وأوضحت ويلبارغر "نعمل مع التحالف حول مسألة المقاتلين الأجانب المعتقلين، ونتوقع أن يعود هؤلاء المعتقلون إلى بلدانهم التى يتعين عليها التكفل بأمرهم". فيما أكد مسؤولون أمريكيون أن قوات سوريا الديمقراطية وهى تحالف فصائل تهيمن عليه وحدات حماية الشعب الكردية، أسرت اثنين من أربعة متشددين يعرفون باسم "البيتلز" بسبب تحدثهم بالإنجليزية. وأوضح مسؤول أمريكى أن الولاياتالمتحدة تجرى محادثات مع بريطانيا بشأن ما يتعين فعله معهما، لكن لا توجد خطط فى الوقت الراهن لترحيلهما إلى الولاياتالمتحدة أو معتقل جوانتانامو، وذلك حسبما نقلت "رويترز". "قنبلة موقوتة" وأحد الخيارات التى جرى بحثها هو نقل المتشددين المحتجزين إلى بلدانهم الأصلية لمقاضاتهم لكن الاقتراح لم يلق قبولا يذكر من قبل الحلفاء الغربيين. إلا أن العديد من الدول رفضت استعادة "الدواعش" الذين يحملون جنسياتها خصوصًا الذين يحملون جنسيتين على غرار إلكسندا كوتى والشافعى الشيخ اللذين اشتهرا بانتمائهما إلى مجموعة عرفت باسم "البيتلز" وكانت مسؤولة عن قتل وذبح عدد من الرهائن الأجانب. وترفض لندن تسلم كوتى والشيخ المسؤولين عن قتل نحو (20) رهينة من الغربيين بينهم الصحفى الأميركى جيمس فولى الذى قطع رأسه عام 2012. ويأتى رفض الدول لاستقبال عناصر التنظيم، حسبما يرى خبراء أن هناك مخاوف لدى بعض الدول أن عودة "الدواعش" الأجانب إلى بلدانهم ربما تشكل قنبلة موقوتة قد تنفجر فى أى وقت. عدة جنسيات وذكرت دراسة أعدها مركز الدراسات الألمانى "فيريل"، أن عدد المقاتلين الذين يحملون جنسيات أوروبية وأمريكية بلغ 21500، وأن عدد العائدين منهم إلى دولهم بلغ 8500 شخص. وقدرت دراسة أخرى عدد العائدين الدواعش على النحو التالي: أقل من 100 إلى كل من البوسنة والدنمارك والنمسا، وحوالى 100 إلى السويد ونحو 200 إلى ألمانيا و250 إلى فرنسا و350 إلى بريطانيا. ويبلغ عدد الأتراك الذين التحقوا بتنظيم داعش 25800 تركي، قُتل منهم 5760، وبلغ عدد المفقودين منهم 380 شخصا، فى حين تقدر دراسات أخرى عددهم بحوالى 2200 شخص فقط، عاد منهم قرابة 600 شخص. أما عدد الشيشان الذين التحقوا بالتنظيم فيصل إلى 21 ألف شخص، قتل منهم 5230 شخصا، فيما بلغ عدد المفقودين 1920 مفقودا.