«ورد مسموم» فيلم روائي طويل تبلغ مدة عرضه 80 دقيقة، مهتم بالحياة اليومية للعاملات في مصر، لا يتطرق إلى الحديث عن الشائع من تحرش أو فقر وظروف اجتماعية سيئة كما رصدت أعمالا سينمائية سبقته، وشارك في العديد من المهرجانات وحصل على عدد من الجوائز، وكان آخرها عرضه أمس، في مهرجان روتردام السينمائي الدولي، ولكنه قبل أن يخرج للنور واجهه مشاكل وأزمات كادت أن تعصف به. الفيلم هو رابع تجربة سينمائية روائية طويلة تخوضها شركة «ريد ستار» بعد إنتاجها «نوارة» و«الأصليين» و«فوتوكوبي»، لكنه تجربة جديدة اعتمدت على المزج بين الأفلام التسجيلية والروائية، من خلال التصوير في المواقع الحقيقية ك«المدابغ»، والاستعانة بشخصيات واقعية من العمال هناك، وهو من تأليف وإخراج أحمد فوزي صالح، وبطولة محمود حميدة، ومريهان مجدي، وصفاء الطوخي، وإبراهيم النجاري، وكوكي، ويشارك في إنتاجه عدد من الشركات مثل «البطريق». اعتمد الفيلم على الوجوه الجديدة أمام وخلف الكاميرات، فأغلب فريق العمل من الخريجين الجدد في معهد السينما، وهذا أحد أسباب مشاركته في «روتردام» الذي يركز على صناعة الأفلام المستقلة والتجريبية من قبل المواهب الناشئة، لذلك يعد المهرجان الدولي بوابة المرور لمخرجين كبار. قصة العمل تدور قصة الفيلم والمأخوذة عن رواية للكاتب أحمد زغلول الشيطي، حول صقر «إبراهيم النجاري»، الذي يريد الفرار من حي المدابغ الذي يعيش ويعمل فيه بمصر، إلا أن أخته تحية «كوكي» تريد منعه من السفر بأي ثمن، لتخرّب العلاقة الرومانسية المزدهرة بين شقيقها وطالبة في كلية الطب، كما تحاول إحباط خطط صقر، المستقبلية بأن يصبح لاجئًا في قارب إلى إيطاليا، ومن بين الجلود المجففة والبغال المتعبة، يشاهد الساحر «محمود حميدة» المشهد بصمت من عرشه، ويساعد تحية بحل غامض لتستعيد أخيها. أزمات هددت العمل عانى القائمين على تصوير الفيلم من مضايقات مالية وإدارية لا تفسير لها، فسيناريو الفيلم حصل على دعم قدره 750 ألف جنيه، من وزارة الثقافة كمشاركة في إنتاجه، وتم توقيع العقود الملزمة للطرفين منذ حوالي 5 سنوات، وحصل فريق العمل حينها على 300 ألف جنيه، على شكل دفعات، وكانت الأمور تسير على ما يرام حتى ديسمبر 2014، فمنذ ذلك الحين تم وقف صرف باقي الدفعات ليمر عام 2015 بالكامل و8 أشهر من عام 2016 دون صرف جنيه واحد من أصل 450 ألف جنيه مستحقة للفيلم؛ والسبب هو «الضرائب»، على حد تبرير مسئولي مكتب وزير الثقافة والمركز القومي للسينما. احتفاء عالمي بعد كفاح مع الروتين، نجح القائمين على الفيلم في استكمال التصوير وخروج الصورة النهائية للعرض، تكلل ذلك بحضور جماهيري كبير خلال أول عرض عالمي له في مهرجان «روتردام» السينمائي الدولي، واحتفى الحاضرون بصُناع الفيلم وسط إشادات كبيرة من النقاد. قال أحمد فوزي صالح، مخرج العمل: «شعرنا بالفخر بسبب الاحتفاء بالفيلم، مناقشاتنا مع الجمهور استمرت لنحو ساعة بعد العرض، وأغلب الأسئلة انحصرت حول الصعوبات التي واجهتنا خلال تصوير الفيلم». وأضاف فوزي: «الفيلم يخوض عدة جولات حول العالم في مهرجانات سينمائية مختلفة، قبل طرحه في مصر»، مشيرًا الى أن هذه الجولات تعتبرعروضًا تجارية يكون لها مردود مادي. وفي تصريحات صحفية، أوضحت الفنانة كوكي، أن الفيلم سيستمر عرضه في المهرجانات السينمائية لمدة عام تقريبا، وبعد ذلك يعرض في دور العرض السينمائية، مؤكدة: «اعتبر دوري في هذا العمل من أصعب الأعمال التي قدمتها، فقد عانيت بسبب تواجدي في المدابغ حيث الروائح الكريهة من الكيماويات والجلود والآلات التي تصنعه، خاصة أنني كنت حامل في هذا التوقيت».