اختتم مؤتمر ما يسمى بالحوار الوطني السوري أعماله في منتجع سوتشي الروسي وسط آراء متناقضة تميل إلى فشله. وتعود أسباب الفشل، وفق مراقبين، إلى غياب فصائل المعارضة الحقيقية والمؤثرة، ومقاطعة دولية تمثلت في الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا، ورفض دول أخرى كثيرة الدعوة الروسية للمشاركة فيه ولو حتى بصفة مراقبين. واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن هذا المؤتمر نجح كخطوة أولى نحو التسوية، مشيرا إلى أن اللجنة الدستورية المشكلة ستعمل وفق إطار عملية جنيف. وقال إن اللجنة الدستورية سوف تتشكل ممن حضروا لقاء سوتشي، دون الإشارة إلى ما إذا كانت هذه اللجنة استشارية فقط، أم أنها ستقرر إعادة النظر في الدستور الذي وضعه نظام الأسد وإقرار دستور بديل. وقال لافروف "لقد وضع هذا المؤتمر مهمة، تعتبر أوسع بكثير من عملية أستانا، بل وحتى أنها أكثر من محادثات جنيف، والتي، كما قلت، شاركت فقط المعارضة الخارجية. هنا تمكنا من جمع تحت سقف واحد ممثلي الجانب السوري، الرسمي من برلمانيين وأعضاء الحزب الحاكم والنواب المستقلين، وممثلي المعارضة الداخلية والمعارضة الخارجية ممثلين عن العشائر التي تعد مهمة جدا في الحياة الاجتماعية في سوريا". وأضاف وزير الخارجية الروسي: هذه هي بداية العملية، والتي تهدف إلى نقل القرار 2254 إلى التنفيذ العملي تحت رعاية الأممالمتحدة، وخاصة فيما يتعلق ببدء الحوار حول أهم المسائل، ففي سوريا يريد أن يعيش السوريون، ومثل هذا الحوار يطلق بعقد مؤتمر سوتشي. وعلى الرغم من الخلافات الروسية – التركية الواضحة بشأن هذا المؤتمر وقضايا أخرى تتعلق بالعمليات العسكرية التركية في سوريا وانعكاسها على مسار مؤتمر سوتشي، أجرت روسيا هذا المؤتمر على أراضيها بحضور ما يقرب من ألف وثلاثمئة شخص، غالبيهم من حلفاء نظام الأسد الذين جاؤوا من دمشق، بينما لم يأت من الخارج إلا حوالي مائة شخص فقط. كما انتهى المؤمر المثير للتساؤلات أعماله ببيان ختامي لا يتضمن أي جديد عن ما طرح، سواء في جولات مفاوضات جنيف أو في تصريحات كافة مسؤولي الدول التي تمثل أطراف الأزمة السورية، ومن بينها وحدة أراضي سوريا وإقامة نظام ديمقراطي، وتشكيل لجنة دستورية من ممثلي الحكومة والمعارضة لإصلاح الدستور وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2254. واعتبر مراقبون أن غالبية التصريحات المتزامنة مع جلسات المؤتمر أو بعده حماسية وتفتقد إلى الدقة، مطالبين بالانتظار قليلا لحين صدور ردود أفعال واضحة من جميع الأطراف الفاعلة والمؤثرة في الأزمة السورية، وخاصة في ما يتعلق بمحاولات روسيا سحب البساط من حت أقدام مفاوضات جنيف، وسعيها لقيادة العملية السياسية في سوريا.