رغم العادات والتقاليد والأعراف المنتشرة في محافظة قنا ومختلف محافظات الصعيد، فإن "سهيلة سيد"، الطالبة بكلية الحقوق بجامعة جنوب الوادي، قررت أن تحقق أحلامها وطموحها، لتفتتح أول محل لبيع الورود في المحافظة، وذلك بسبب شغفها الكبير تجاه الورود والنباتات المختلفة. سهيلة، البالغة من العمر 21 عاما، لاحظت منذ الصغر شغفها الشديد الذي يتزايد عاما بعد الآخر تجاه الورود، حتى قررت العمل على تحقيق أول طموحاتها لتبدأ في العمل في عدة محلات لبيع الورود، وعملت بمدينة الغردقة بعدة محلات، لكنها لم تكمل العمل لأسباب متعددة، حتى قررت أن تتعلم وتتابع الورود وأنواعها المختلفة عبر الإنترنت وشبكات مواقع التواصل الاجتماعي. شغف الورود لم يتوقف لدى الفتاة التى تشارك في العديد من الأعمال والبرامج التطوعية، حتى قررت أن تبدأ الدعوة لإيفنت لبيع الورود بمشاركة زميليها، محمد محمود سعد ، وأحمد سمير، طالبين بجامعة جنوب الوادي. الحلم الذي ظل يراود الفتاة العشرينية قارب على أن يتحقق بعد أن لاقى الإيفنت الذي تمت الدعوة له في أحد المولات التجارية بمركز قنا نجاحا وقبولا من المواطنين بقنا، حتى قررت بصحبة زميليها افتتاح مشروع خاص بها لبيع الورود، لتصبح أول فتاة تفتتح محلاً لبيع الورود بصحبة زميليها في قنا، وبدأ الرواج الكبير عليه، وذلك على الرغم من الضغوطات التى واجهتها الفتاة العشرينية. وحسب سهيلة فإنها واجهت رافضي فكرتها، بسبب كونها فتحت محلاً لبيع الورود علي غير عادات وتقاليد الصعايدة، التى قررت الفتاة أن تغيرها وأن ترسي ثقافة الورود والنباتات من خلال محلها الكائن في وسط المدينة، قائلة: "الناس بدأت تدعمنا معنويا ويقفوا بجانبنا". وتضيف الفتاة في حديثها ل"التحرير" إنها تطمح بصحبة زميليها في افتتاح أكثر من فرع لمحلها في أنحاء عديدة بمدينة قنا، فضلا عن افتتاح فروع أخرى في مدن ومراكز المحافظة المختلفة، لافتة إلى أن فكرة المشروع الذي سمته -فريسيا لبيع الورود- يغير في الثقافة الصعيدية التى لم تتجدد منذ سنوات. وذكرت الفتاة أنها افتتحت مشروعها ليس لكونه مشروعا استثماريا فقط، ولكن في المقام الأول لأن الورد يعد شغفها الأول الذي باتت تحلم به منذ صغرها، قائلةً "إحنا تحملنا الأعباء المادية في بداية المشروع على الرغم من كوننا طلبة من أجل تحقيق الهدف"، وأضافت: "إحنا بننشر السعادة والفرحة بأقل التكاليف".