جاءت خسارة الزمالك من الأهلي بثلاثية نظيفة في اللقاء، الذي جمع بينهما مساء أمس الإثنين، ضمن منافسات الجولة 17 من مسابقة الدوري لتكشف الستار عن المشاكل الفنية، التي يعاني منها أبناء ميت عقبة، ورغم أن إيهاب جلال المدير الفني الجديد للقلعة البيضاء أعلن قبل اللقاء عن تحمله مسؤولية قيادة الفريق في المباراة، ظنا منه أنه يمتلك القدرة على تحقيق نتيجة إيجابية بهذه المجموعة من اللاعبين، إلا أنه تلقى صدمة كبيرة في اللقاء. صدمة إيهاب جلال لم تكن في خسارة الزمالك، لأن الجميع كان يعلم مسبقا أن كفة اللقاء تميل ناحية الأهلي، لكن تأتي الصدمة بسبب المستوى السيئ، الذي ظهر عليه لاعبو الزمالك، بعدما طالبهم جلال بتنفيذ أسلوب اللعب المعروف عنه، وهو بناء الهجمات من خط الدفاع عن طريق تسليم وتسلم الكرة على الأرض بين اللاعبين، وعدم اللجوء إلى الكرات الأمامية العالية، أو تشتيت الكرة، حيث فشل اللاعبون في تنفيذ الأسلوب خلال اللقاء، وبات واضحًا ضعف قدرات بعض اللاعبين، خاصة في حالة الضغط عليهم من المنافس، وهو ما وضح في الهدف الأول، الذي جاء نتيجة خطأ مشترك في التنسليم والتسلم بين أحمد الشناوي وطارق حامد، وهو خطأ تكرر أكثر من مرة من جانب علي جبر وأحمد الشناوي وطارق حامد وحازم إمام ومحمود دونجا، وكاد يتسبب في أهداف أخرى لصالح الأهلي، إذا أحسن وليد أزارو استغلال هذه الأخطاء. إيهاب جلال طوال الوقت لديه طريقة لعب تعتمد على تدوير الكرة على الأرض، وهو ما ظهر جليًا فى أداء الفرق التى تولى تدريبها من قبل مصر المقاصة أو حتى إنبى، ويكفى أنه بعد خسارته أمام الأهلى برباعية فى الدورى خرج بتصريحات مفادها أنه سيعيد النظر فى مسألة استمراره فى الفريق، ومدى قدرة لاعبيه على تطبيق أسلوب لعبه. تدوير الكرة فى منتصف الملعب هو أمور قد يجيدها أحمد مدبولى وأيمن حفنى، اللذان شاركا فى لقاء الأمس معًا إلا أنهما لم ينجحا فى استخدام مهارتهما العالية فى خلق فرص حقيقية لمهاجمى الزمالك، وإذا كان إيهاب جلال اعتمد على طارق جامد ودونجا معًا فى الوسط، ومن خلفهما على جبر ومحمود حمدى الونش فى خط الدفاع، فإن بناء الهجمات من الخلف سيواجه فيه الفريق الأبيض مشكلة حقيقية، لأن الرباعى لا يجيدون الخروج بالكرة دون عمل تمريرات طويلة، التى يرفضها المدير الفنى الجديد للزمالك. ومن المؤكد أن إيهاب جلال سيمنح بعض لاعبيه فرصًا جديدة لاستيعاب فكره الجديد، إلا أنه سيضطر فى النهاية للبحث بين أوراقه عمن يستطيع تنفيذ طريقة لعبه، ووقتها قد يفاجأ الكثيرون باستبعاده الرباعى الأخير من حساباته، واللعب بلاعبين آخرين، خاصة معروف يوسف، الذى سيكون له دور بارز مع جلال، لأنه يعد واحدًا من أفضل لاعبى الوسط فى الدورى المصري، حيث يجيد التسليم والتسلم والتمرير الصحيح، وهناك أيضًا أحمد داوودا لاعب الوسط المنتقل من المقاصة إلى الزمالك، الذى غيَّر إيهاب جلال مركزه من لاعب وسط مهاجم للاعب وسط مدافع، لكى يحقق له ما كان يسعى له من سيطرة وتدوير للكرة فى منتصف الملعب. ومن اللاعبين الذين سيعتمد عليهم إيهاب جلال عبد الله جمعة وأحمد رفعت وومحمد رمضان، لما يمتلكونه من مهارات وقدرات خاصة، وربما يحصل محمد إبراهيم على فرصة أخرى أو ينتظر إيهاب جلال الوقت المناسب للاعتماد عليه، لكى يحقق ما يسعى إليه من خلال تنفيذ طريقة لعبه المعروف بها. وتبقى المشكلة الحقيقية لإيهاب جلال فى قلبى الدفاع على جبر والونش، لذا ربما يكون لمحمد مجدى مدافع المصرى السابق دور فى اللعب، لأنه يجيد بناء الهجمات من الخلف والزيادة خلف المهاجمين، الدور الذى كان يفعله فى صفوف المصرى قبل انتقاله إلى القلعة البيضاء، ونفس الأمر بالنسبة لمحمود علاء وإن كانت كرة لأخير ليست جيدة مثل مجدى، لكن ربما يكون أميز من جبر والونش. فشل لاعبي الزمالك في تطبيق أسلوب لعب إيهاب جلال في لقاء القمة والوقوع في أخطاء ساذجة يطرح تساؤلًا هامًا: وهو هل سيتمسك جلال بطريقة وأسلوب لعبه خلال الفترة القادمة مع هذه العناصر التي وضح ضعف قدراتها على تحمل هذا الأسلوب أم سيلجأ إلى التغيير واللعب بشكل يناسب قدرات هؤلاء اللاعبين حتى لا يسقط الفريق مجددا خلال المباريات القادمة؟