أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن روسيا ترى تأييدا واسعا لمؤتمر الحوار الوطني السوري من قبل السوريين، بمن فيهم زعماء القبائل. وأشار لافروف، في معرض حديثه حول مؤتمر ما يسمى ب"الحوار الوطني السوري" المقرر عقده في سوتشي نهاية يناير المقبل إلى أن الدعوة لحضور المؤتمر وجهت كذلك إلى المعارضة في الخارج، بما في ذلك قوى المعارضة التي تشارك في مفاوضات جنيف. وأكد أن هذا المؤتمر يهدف إلى إرساء الأساس لإطلاق إصلاح دستوري في سوريا، وسيساعد على إقامة حوار مباشر بين نظام الأسد والمعارضة في جنيف. وقال إن "هدفنا إرساء أساس فيه أوسع تمثيل ممكن، لإطلاق إصلاح دستوري، سيتفق على شروطه السوريون أنفسهم، وبهذا المعنى سيتم تنفيذ بند قرار 2254 الخاص بضرورة الحوار بين الحكومة وكامل أطياف المعارضة". وأضاف الوزير الروسي: "نحن على قناعة بأنه، مثلما أعطت مبادرة إنشاء منصة أستانا قبل عام دفعة لزملائنا في الأممالمتحدة، الذين بدأوا بتحركاتهم نحو استئناف المفاوضات بعد فترة توقف دامت 10 أشهر، سيساعد مؤتمر الحوار الوطني السوري، المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا وزملاءه على إقامة حوار مباشر بجنيف في نهاية المطاف، وذلك من دون أي شروط مسبقة، وخاصة حول مواضيع الدستور والتحضير للانتخابات". من جهة أخرى اعتبر لافروف أن المهمة الرئيسية لمحاربة الإرهاب في سوريا الآن هي دحر تنظيم "جبهة النصرة". وقال خلال لقائه مع رئيس تيار "الغد السوري" المعارض أحمد الجربا "نحن نلاحظ تغيرات إيجابية في سوريا. وقد تم توجيه ضربة حاسمة إلى "داعش"، وعلى الرغم من أن بعض المسلحين الذين فروا من ميدان القتال يحاولون إعادة التمركز في سوريا أو الهروب إلى الخارج، فإنه من الواضح أن القتال الأساسي قد انتهى". وأوضح أن المهمة الأساسية في الوقت الراهن لمكافحة الإرهاب هي دحر "جبهة النصرة"، مشيرا إلى أن "الجيش السوري وحلفاءه بدعم روسي يتقدم على مواقع التنظيم، لكنه يبدي مقاومة، بما في ذلك بفضل الحصول على دعم من الخارج، حسب معلوماتنا". وأكد لافروف أن القوات الجوية الروسية ستدعم الجيش السوري في حال تنامي نشاط الإرهابيين، مضيفا أنه "لهذا الغرض اتخذ القرار المبني على اتفاقية مع دمشق، حول القاعدتين الدائمتين للقوات المسلحة الروسية في طرطوس وحميميم". من جانبه، اعتبر المبعوث الروسي الخاص للتسوية السورية ألكسندر لافرينتيف أن الحل في سوريا لا يتطلّب المماطلة أبدا وشدد على ضرورة الإسراع في عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي. وقال: "لقد تعهدت الدول الضامنة للتسوية خلال مشاورات أستانا الأخيرة بالعمل على تسهيل انعقاد هذا المؤتمر الهام، الذي سيشكل منعطفا هاما على طريق التسوية السياسية في سوريا". وأكد لافرينتيف أن "موعد سوتشي تقرر بشكل نهائي، وسيعقد يومي 29 و30 يناير المقبل، والجميع وافقوا على هذا الموعد لإدراكهم ضرورة عدم المماطلة بما يخدم التمهيد لمفاوضات جنيف وتطويرها".