"محمد بن سلمان رجلاً ذو وجهين".. هكذا وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، ولي العهد السعودي في تقريرها اليوم الاثنين، مشيرة إلى الإصلاحات التي يقوم بها في البلاد. وأوضحت الصحيفة أن الأمير محمد بن سلمان، يرغب في تغيير المملكة المنغلقة والمحافظة، وجعلها أكثر انفتاحًا وحرية، وقد أعلن بالفعل أنه سيتم السماح للنساء بقيادة السيارات، وأطلق حملة لمكافحة الفساد، والسماح بفتح دور السينما العام المقبل، وكشف عن طموحات واسعة لتنويع الاقتصاد بعيدًا عن اعتماده على النفط بشكل كامل". إلا أن حملة مكافحة الفساد، التي تم فيها اعتقال 159 شخصصا من أغنى رجال الأعمال والأمراء والمسؤولين في المملكة، كانت مجرد بداية للاستيلاء على السلطة، بحسب الصحيفة. وتعتبر مشكلة الفساد هي أمر حقيقي في البلاد، ولكن بدلًا من أن يقوم "بن سلمان" بمحاكمة أولئك المحتجزين محاكمة عادلة، يقوم بإجبارهم على التنازل عن عشرات المليارات من الدولارات والأصول لتجنب الملاحقة وكسب حريتهم، وهذه هي طريقة الأنظمة الاستبدادية، وليست دولة حديثة تطبق سيادة القانون. وتابعت "واشنطن بوست" "إذا كان ولي العهد السعودي مهتم حقًا بإظهار القيادة المستنيرة والحديثة، فيجب عليه أن يقوم بالإفراج عن أولئك الأشخاص الذين وضعوا في السجن ظلمًا، خاصة الكُتَاب الذين ينتقدون النظام أو رجال الدين أو المفكرين. ورغم ذلك قام في الآونة الأخيرة، بالإشراف على الحملة التي اجتاحت رجال الدين والناشطين والصحفيين والكتاب بتهم غير حقيقة، وهي تعريض الأمن القومي للخطر، في حين أن السماح لهذه الأصوات بالازدهار والوجود في البلاد سيكون إسهامًا حقيقيًا في نوع وشكل المجتمع الذي يريده. واستشهدت "الصحيفة" بالمدون رائف بدوي، الذي يقضي عقوبة السجن لمدة 10 سنوات في المملكة بسبب كتاباته الحرة، إذ قال: إنه "يتطلع إلى مجتمع سعودي أكثر تحررًا، وإن الليبرالية تعني بكل بساطة أن تعيش وتجعل الآخرون يعيشون". وطالبت "واشنطن بوست" أن يصدر قرارًا بالعفو الفوري على (بدوي)، قائلة: إن "هذا الأمر من شأنه أن يساعد في تغيير المملكة العربية السعودية بشكل جذري، بدلًا من شراء يخوت فاخرة وفيلا في فرنسا"، في إشارة إلى القصر واليخت الذي قام "بن سلمان" بشراءهم بملايين الدولارات.