بعد عامين من التوقف، كانت لزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين الماضي لمصر، ولقاءه مع الرئيس السيسي، وتوقيع عدد من الاتفاقيات يعد أبرزها، توقيع عقود المشروع النووي المصري بالضبعة بقرض من روسيا ب 25 مليار دولار ومدة العقد تتخطى ال 60 عامًا، كما كانت لهذه الزيارة عامل الحسم لإزابة الجليد وعودة الطيران الروسي لمصر مجددًا، مطلع فبراير من العام المقبل. توقف الرحلات من نوفمبر 2015 وتوقفت رحلات الطيران الروسية إلى مصر، في نوفمبر من عام 2015 الماضي، وذلك على خلفية حادث إسقاط الطائرة الروسية في شرم الشيخ، الذي أسفر عن مقتل 224 شخصًا. ويقدر عدد السياح الروس الزائرين لمصر في عام 2014، بنحو 3 ملايين سائح، وهو مايعادل 31% من إجمالي عدد السياح، الذين زاروا مصر في هذا العام، وبلغ عدد السياح الروس، وحقق السياح الروس 2.5 مليار دولار إيرادات لمصر عام 2014، من أصل 7.3 مليار دولار حققها قطاع السياحة ككل خلال العام نفسه تقريبا وكانت أولى خطوات عودة الرحلات، بتوقيع بروتوكول أمس، بين وزير الطيران المدنى، شريف فتحى، ووزير النقل الروسى مكسيم سوكولوف، بشأن أمن الطيران المدنى تمهيدا لاستئناف الرحلات الجوية بين البلدين. على أن تستأنف الرحلات أولًا إلى مطار القاهرة الدولي، ومن ثم تعود تدريجيًا إلى مطارات المنتجعات السياحية مثل شرم الشيخ، والغردقة، على شاطئ البحر الأحمر. استئناف الرحلات في 1 فبراير المقبل وقال وزير الطيران شريف فتحى: "يمكننا أن نعتبر أن الطيران بين موسكووالقاهرة اعتبارا من 1 فبراير سيكون مفتوحا، مضيفًا:"تم الاتفاق بمنح الضوء الأخضر لشركات الطيران لاستئناف الرحلات بين دولتينا فى شهر فبراير المقبل على أن تتخذ شركات الطيران ما تراه مناسبا من إجراءات تجارية لعملها". فى السياق ذاته، عقب وزير النقل الروسى مكسيم سوكولوف، عقب توقيع بروتوكول استئناف الرحلات الجوية بين موسكووالقاهرة، أنه لا توجد عقبات قانونية لاستئناف الرحلات الجوية المنتظمة بين القاهرةوموسكو بعد إدخال التعديلات اللازمة على مرسوم الرئيس الروسي”. وبحسب ما نقلت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء، فإن البروتوكول المقرر توقيعه يأتى وفقا للملحق 17 من اتفاقية شيكاغو، فى أحقية الدول باتخاذ تدابير أمنية إضافية لتأمين رحلاتها، بمبدأ المعاملة بالمثل، بحيث يعطى للدولتين حق متابعة إجراءات التفتيش على رحلاتهما. وقالت الوكالة إنه وفقا للاتفاقية يُسمح بوجود رجال أمن طيران تابعين للجانب الروسى لمتابعة جميع الإجراءات الأمنية لرحلات شركتى إير فلوت الروسية ومصر للطيران المتجهة إلى موسكو. الاتفاق مع شركات أمنية خاصة لتوفير أمن المطارات وقال وزير الطيران شريف فتحي، إنه يتعين على الجانبين الروسي والمصري فى الفترة المقبلة الاتفاق مع شركات أمنية خاصة لتوفير أمن المطارات، مشيرًا إلى أن مسألة أن تكون هذه الشركات مصرية أو روسية ما تزال قيد البحث. وأضاف فتحي فى مقابلة أجراها مع وكالة «سبوتنيك» الروسية: «شركات الطيران الروسية والمصرية ستتفق مع شركات أمنية خاصة لتوفير أمن الرحلات، الجانب الروسي فى الفترة الحالية يحتاج بعض التدابير الإضافية، وهذا الأمر يرجع له، لأنه سيتفق مع شركات أمنية خاصة وكذلك ستعمل مصر للطيران، طبعا سنحاول توحيد الشركات قدر الإمكان». وبعد ما صرح به وزير الطيران المدني، تواصلت"التحرير" مع عدد من المتخصيين في شأن السياحة والطيران لتوضيح ما إذا كان الاتفاق عم الجانب الروسي على تامين رحلات الطيران الروسية إلى مصر والعكس، تنازل عن أمر سيادي لصالح عودة السياحة، أم هو إجرتاء طبيعي؟. التعجل بعودة السياحة الروسية في غير محله بدوره، قال عماري عبدالعظيم رئيس شعبة السياحة والطيرن السابق، إن التعجل بعودة السياحة بعد توقيع البروتوكول أمس، فيما بين وزيري النقل الروسي والطيران المصري في غير محله، مطالبًا بأن الأحداث في أحجامها الطبيعية، حيث أن البروتوكول يتضمن إجراءات أمنية في المقام الأول، وتضمن عودة الطيران فيما بين القاهرةوموسكو، وليس شرم الشيخوموسكو، كما هو متوقع، وتم إرجاء عودة الطيران إلى وقت لاحق لشرم الشيخ. عبدالعظيم أضاف ل"التحرير"، أن عودة السياحة بشكل كامل ستحتاج إلى توقيع بروتوكلات جديدة، وتعتمد من الرئيس الروسي، بينما مجرد عودة الطيران مجددًا بين مصر وروسيا بعد ما يزيد عن عامين من التوقف، على خلفية حادث تفجير الطائرة الروسية، هو"بشرة خير"، على حد قوله. نوعية التأمين تحدد نوع التدخل الروسي في حدود السيادة المصرية على حسب نوعية التأمين يعتبر الآمر تعدي على السيادة المصرية من عدمه، هذا ما أفاد به رئيس شعبة السياحة والطيران السابق، منوهًا بأنه حتى الآن شروط البروتوكول الأمني غير واضحة بشكل كامل، فهل سيكون دور الشركات الأمن الخاصة التي طالب بها الجانب الروسي، مقصورة فقط على تأمين الرحلات المقلعة من وإلى مصر وروسيا، ففي هذه الحالة يعتبر الآمر " طبيعي" في ظل القلق بشكل عام من التوترات في منطقة الشرق الأوسط. أما في حالة تطور الآمر وبات هناك تواجد لشركات أمن أجنية داخل أروقة المطارات المصرية، لتأمين السياح، لاسيما الروس منهم، فحسب عماري، فهذا يعد تعدي واضح على السيادة المصرية. وفي السياق ذاته، قال فتحي غازي رئيس غرفة السياحة والطيران بالغرف التجارية حاليًا، إن قرار عودة الطيران الروسي هو قرار صائب 100%، وسينعكس على انتعاش حركة السياحة من خلال عودة السياحة الشارتر، وما يليها من عودة السياحة الروسي إلى المقاصد المصرية، لاسيما شرم الشيخ. رحلات الطيران مؤمنة برجل أمن أو اثنين على متن الطائرة وفيما يخص البروتوكول الأمني الموقع بين مصر وروسيا، وهل هو إجراء طبيعي أم يمث جزء من السيادة المصرية، فعقب غازي في تصريحه ل"التحرير"، بأن هذا الإجراء ما هو إلا تحصيل حاصل، حيث أن كل رحلات الطيران مؤمنة من خلال رجل أمن أو اثنين متواجدين على متن الطائرة ، كما هوالحال في رحلات طيران مصر للطيران، فنجد في مقدمة الطائرة موظف يرتدي زي المضيفين، ولكنه موظف أمن تابع للشركة ومدرب على أعلى مستوى. وردًا على سؤال "التحرير"، عن إعلان الجانب الروسي عن شركات لتأمين الرحلات وليس أفراد أمن، فأفاد رئيس غرفة السياحة والطيران بأن، هذا الآمر ماهو إلا إجراءات أمنية أكثر دقة لطمئنة الروس، ولا يمث السيادة المصرية، كون التواجد للشركات أثناء الرحلة فقط، لافتًا إلى أن المطارات المصرية مؤمنة حاليًا تأمين على أعلى مستوى يحاكي غيره إن لم يكن أكثر من المطارات الأخرى. روسيا تصدر 18 مليون سائح وأشار غازي إلى أن روسيا من أكثر الدول المصدرة للسياح حول العالم، منوهًا بأن 18 مليون سائح من روسيا تجولوا في أرجاء العالم العام الحالي، ومصر تستهدف أن يزور من السياح الروس، ما يزيد عن 2 مليون سائح خلال عام 2018، متوقعًا أن تتراوح عائدات السياحة خلال العام المقبل ما بين 15 إلى مليار دولار، لتوفق أكبر نسبة عائدات سجلتها مصر في عام 2010 الماضي. 12.5 مليار دولار عائدات في 2010 وشهدت عائدات السياحة أكبر أعداد لها عام 2010، بزيارة 14.7 مليون سائح وحققوا لمصر 12.5 مليار دولار، بينما يعتبر عام 2016 أسوأ أعوام السياحة على مصر، حيث زار مصر 5 ملايين سائح بعائد 4 مليارات دولار. وقال الدكتور عاطف عبداللطيف، رئيس جمعية مسافرون للسياحة والسفر، وعضو جمعيتي "مستثمري مرسى علم وجنوب سيناء"، إنه سيترتب على قرار عودة الطيران الروسي، رواج في الحركة السياحية الوافدة إلى مصر من باقي الدول الاوروبية التي كانت مترقبة للقرار الروسي هذا فضلا عن عودة السياحة الروسية الى الصدارة في الدول المصدرة للسياحة الى مصر. نستهدف 4 مليون سائح روسي لمصر العام المقبل وأضاف عبداللطيف، أن مصر استقبلت قرابة 3 ملايين سائح روسي في عام الذروة 2010 وعقب عودة رحلات الطيران بين البلدين تشير التوقعات لاستقبال مصر اكثر من 4 ملايين سائح روسي خاصة مع عودة رحلات الشارتر وهذا ما تؤكده الاحصائيات والتقارير السابقة عن السياح الروس