غادرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، لندن، مساء أمس الثلاثاء، متوجهة إلى الشرق الأوسط، في زيارة تستمر ثلاثة أيام، تلتقي خلالها قادة السعودية والأردن، في مسعى منها لتعزيز العلاقات. صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، قالت: إن "هدف زيارة تيريزا ماي، إلى الشرق الأوسط هو تعزيز الروابط فيما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع شركاء تجاريين آخرين". ومن المتوقع أن تناقش ماي، في زيارتها الأزمة الإنسانية في اليمن الذي مزقته الحروب، حيث تسببت السعودية فى معاناة السكان المحاصرين. واتهمت الأممالمتحدة التحالف الذي تقوده السعودية بقصف المستشفيات والمدارس باليمن، من أجل هزيمة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. وعلى الرغم من جميع هذه الانتهاكات، فإن "ماي" رفضت العديد من الدعوات المطالبة بتعليق مبيعات الأسلحة البريطانية إلى المملكة العربية السعودية، بعد أن بلغت أكثر من 3.3 مليار جنيه إسترليني منذ بدء أزمة اليمن في مارس عام 2015. لكنها ستناقش الأزمة اليمنية وخطر المجاعة خلال زيارتها، مؤكدة أهمية وصول المساعدات الإنسانية والتجارية إلى البلاد، بحسب الصحيفة. وأوضحت "الإندبندنت" أن "ماي" ستجتمع مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اليوم الأربعاء، ومن المتوقع أن يبحثا الأزمة الدبلوماسية السعودية مع قطر. وستعرض رئيسة وزراء بريطانيا دعم بلادها لبرنامج الإصلاح الاجتماعي في المملكة العربية السعودية، الذي يتضمن زيادة وجود عدد النساء في العمل وانخراطهم في المجالات الأخرى. وستجرى غدًا الخميس، محادثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله ورئيس الوزراء هاني الملقي، حول كيفية دعم بريطانيا لاقتصاد البلاد، وستقدم دعم المملكة المتحدة لخلق المزيد من فرص العمل في المنطقة من خلال اجتماع أعضاء صندوق المشاريع النسائية العربية، وستلقي خطابا حول موضوع دعم الإصلاح الاقتصادي الأردني للبرلمانيين وقادة الأعمال ووسائل الإعلام، وفقًا للصحيفة. من جانبه قال متحدث باسم رئيسة الوزراء: إن "الزيارة تدل على أن بريطانيا عازمة على إقامة علاقات وطيدة في العالم، بعد خروجها من الاتحاد الأوروبى"، مضيفًا "يجب أن ننظر إلى التحديات التي ستواجهها الأجيال القادمة، ونقوم ببناء شراكات أقوى مع الدول التى سيكون لها دور حيوي لأمننا". وأوضح أن المصالح الأمنية للمملكة المتحدة تقتضي دعم الأردن والسعودية فى مواجهة التحديات الإقليمية لخلق منطقة أكثر استقرارًا". واختم متحدث ماي بقوله: إن "استمرار الأمن والاستقرار الاقتصادي في الأردن أمر أساسي لمستقبل سلمي في الشرق الأوسط، وبالطبع يصب في مصلحتنا الوطنية المشتركة". يذكر أن تيريزا ماي، زارت الرياض وعمّان في أبريل الماضي، سعيًا منها لتعزيز الشراكات بين لندن وعمان والرياض في مجالات مكافحة الإرهاب والتعاون الدفاعي والأمني.