كشفت بيانات صادرة من الجهات المصرفية القطرية، عن تراجع احتياطيات قطر من العملات الأجنبية بمقدار 3.4 مليار دولار خلال شهر سبتمبر الماضي. يأتي ذلك التراجع نتيجة أزمة العزلة التي تتعرض لها الدوحة من الدول الخليجية، ما أثر سلبًا على الاقتصاد. ووفقًا لوكالة "موديز" فإن قطر استهلكت 38.5 مليار دولار من احتياطاتها المالية الضخمة في شهري يونيو ويوليو. وأضافت "الوكالة" أن الأزمة فرضت ضغوطًا على العملة القطرية واضطرت البلاد إلى إنفاق احتياطاتها للحفاظ على قيمة الريال مقابل الدولار، حيث قامت قطر بضخ الأموال إلى بنوكها لتعويض تدفقات رأس المال الكبيرة في شهري يونيو ويوليو الماضيين. وتشير تقديرات "موديز" إلى أن نحو 30 مليار دولار قد خرجت من النظام المصرفي في تلك الأشهر، مع احتمال خروج المزيد من الأموال. كانت قطر قد اعتمدت كثيرًا في الماضي على السعودية والإمارات في جزءٍ كبير من وارداتها، والتي تتضمن ثلث إمداداتها الغذائية، كما أنها كانت تستورد معظم مواد البناء من كلا البلدين. وأصدرت سندات بقيمة 9 مليارات دولار في يونيو العام الماضي لآجال 5 و10 و30 عاماً، ولكن قرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر في يونيو الماضي يسبب تعقيدات عند لجوء قطر في الوقت الحالي لسوق السندات الدولية. وأظهرت بيانات أن احتياطيات قطر الدولية والسيولة من العملة الصعب سجلت تراجعا حادا بعد فرض العقوبات. ويقول مصرفيون إن ذلك قد يرجع لضخ سيولة من جانب صندوق الثروة السيادي الذي يمتلك أموالا كافية لدعم ميزان المدفوعات لسنوات.