كشفت تحقيقات النيابة المالطية، وجود روابط بين اغتيال الصحفية، كاروانا جاليزيا، وتورط جهات إيطالية مع قادة ميليشيات ناشطة على أراضي ليبيا في تهريب النفط من غرب البلاد إلى إيطاليا عبر مالطا. وقال كارميلو زوكارو، كبير المدعين العامين في صقلية الذى يقود تحقيقات تهريب النفط، لصحيفة "الجارديان" البريطانية: إنه "لا يستطيع استبعاد احتمالية تورط بعض الرجال المنضمين لشبكات مافيا عالمية في قتل كاروانا جاليزيا". وأضاف أن "جاليزيا" عملت في الماضي على إجراء تحقيقات وكتابة مقالات بشأن تهريب النفط بين ليبيا ومالطا، وقامت بكتابة بعض أسماء المشاركين في هذه العمليات بشكل علني في مقالاتها. وبينما تجري تحقيقات بشأن عمليات تهريب النفط التى تبلغ قيمتها عدة ملايين يورو منذ أشهر، قامت السلطات الإيطالية بسلسلة من الاعتقالات بعد أيام من اغتيال كاروانا جاليزيا، بينما لم يتم اتهام أي من المعتقلين رسميًا بتورطه في مقتل الصحفية. وأضافت "الصحيفة" أنه تم القبض على دارين ديبونو، فى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية يوم الجمعة الماضية، واتهم بأنه جزء من شبكة مافيا مالطية، يزعم أن لها صلات بقادة الميليشيات الليبية وقامت بكسب عشرات ملايين اليورو من تهريب النفط من ليبيا إلى أسواق أوروبا. وحسب المحققين، تم تهريب النفط من ليبيا، ثم تم شحنه إلى مالطا قبل نقله إلى إيطاليا وإسبانيا وفرنسا. كان ديبونو، وهو لاعب كرة قدم سابق بمالطا، قد تم ذكره بين الموضوعات الصحفية لجاليزيا، في مدونات نشرت في فبراير من العام الماضي، حيث كتبت: إن "ديبونو كان صاحب مطعم وصياد وقام بالكثير من الأعمال التجارية مع ليبيا". وأضافت "الصحفية" في مدونتها أن "ديبونو" وقع في خطر، وذلك بعد مقتل اثنين من الصيادين تربطهما علاقات تجارية مع ليبيا. وأضافت "الجارديان" أنه تم اعتقال فهمي بن خليفة، حيث يقال إنه الرأس المدبر للشبكة، فيما أوضح الادعاء أن "بن خليفة" سجن في عهد نظام القذافي لكن أطلق سراحه بعد وفاته، ويعتقد أنه أصبح زعيم مجموعة ميليشيات لها صلات بشركة النفط الوطنية الليبية وقام بتهريب الأسلحة. يذكر أن الصحفية جاليزيا، البالغة من العمر 53 عاما والتي اتهمت حكومة بلادها بالفساد، لقيت مصرعها في انفجار قنبلة بسيارتها، وذلك حسب الشرطة في مالطا، التي أوضحت أن السيارة التي كانت تقودها انفجرت بعد وقت قصير من مغادرتها المنزل في بلدة "موستا".