من المقرر أن يناقش اليوم في موسكو المبعوث الأممي للتسوية السورية ستيفان دي ميستورا الأزمة السورية وسبل تسويتها في جنيف مع وزيري خارجية ودفاع روسيا. ويأتي لقاء المبعوث الأممي للتسوية في سوريا مع وزيري الخارجية الروسي سيرجي لافروف، والدفاع سيرجي شويجو على خلفية مطالبة موسكو بتأجيل لقاء "جنيف 8" إلى شهر نوفمبر. وأشار دي ميستورا، عشية مباحثاته في العاصمة الروسية، إلى أن المناقشات مع الجانب الروسي ستتركز على سير تنفيذ اتفاقات مناطق ما يسمى ب"تخفيف التوتر"، وسبل إعادة إطلاق مفاوضات جنيف بين المعارضة السورية ونظام بشار الأسد برعاية الأممالمتحدة. وقال إن اللقاءات ستتناول موضوع استئناف العملية التفاوضية في جنيف وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2254. من جهة أخرى، أعلنت مصادر في وزارة الخارجية الروسية أن المفاوضات حول تسوية الأزمة السورية في جنيف، قد تبدأ في نوفمبر المقبل، حيث يعتمد كل شيء على من سيمثل المعارضة في هذا الاجتماع. وكان دي ميستورا قد أعلن في وقت سابق أن لقاء "جنيف 8" سيتم في نهاية شهر أكتوبر الحالي، غير أن موسكو ترى صعوبة ذلك لعدم اكتمال وفد المعارضة السورية، على حد تعبيرها. ويركز الجانب الروسي على مشاورات أستانا بين المعارضة السورية المسلحة وممثلي نظام الأسد، والتي انتهت جولتها السادسة في منتصف سبتمبر الماضي باتفاق حول إقامة منطقة رابعة لما يسمى ب"تخفيف التوتر" في إدلب، تتواجد بموجبها قوات تركية في تلك المحافظة، غير أن تناقضات حادة ظهرت بين روسيا ونظام الأسد الذي يطالب بخروج القوات التركية. إضافة إلى ظهور تناقضات أخرى بين موسكو وأنقرة بشأن ملفات قد تنعكس آثارها على الأوضاع في سوريا، حسب مراقبين. كما أعرب مراقبون عن دهشتهم من لقاء دي ميستورا مع وزير الدفاع الروسي، معتبرين أنها المرة الأولى التي تدفع فيها موسكو بوزير دفاعها إلى مباحثات سياسية – دبلوماسية، وهو ما رآه المراقبون انعكاسا للتحولات على الأرض في سوريا من جهة، ومؤشرا على تعقد الأمور في المشهد السوري من جهة أخرى.