لاقت الصحفية دافني كاروانا جاليزيا، التي قادت التحقيق الاستقصائي الذي كشف عن "وثائق بنما" مصرعها، اليوم الإثنين، في حادث انفجار سيارة بالقرب من منزلها في جزيرة مالطا. وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن المدونة التي جذبت قراءً أكثر من الصحف المملوكة للدولة، بأنها "منظمة ويكيليكس في حد ذاتها". وكان آخر ضحايا تحقيقات الصحفية البالغة من العمر 53 عامًا، رئيس الوزراء المالطي جوزيف موسكات، واثنين من أكبر مساعديه، والتي كشفت عن علاقات تجمعهم مع شركة متهمة ببيع جوازات سفر مالطية، وتلقي أموال من الحكومة الأذربيجانية. وكانت جاليزيا، قد تلقت تهديدات بالقتل من مجهولين منذ نحو 15 يومًا، في الوقت الذي لم تعلن فيه أية جهة مسؤوليتها عن الحادث. ودعت رئيسة مالطا، ماري لويز كوليرو بريكا، إلى الهدوء. وأضافت "فى هذه اللحظات، عندما تتعرض البلاد بهذا الهجوم الشرس، أدعو الجميع إلى قياس كلماتهم، وعدم إصدار أحكام مبكرة، والاكتفاء بالتضامن". وتأتي وفاة جاليزيا بعد أربعة أشهر من فوز موسكات رئيس حزب العمل في الانتخابات التي دعا إليها في وقت مبكر بسبب مزاعم جاليزيا التي ربطته وزوجته بفضيحة وثائق بنما. وأدان موسكات في بيان "الهجوم البربري"، قائلًا إنه طلب من الشرطة التواصل مع أجهزة الأمن في الدول الأخرى للمساعدة في التعرف على الجناة. وادعى أدريان دليا رئيس الحزب القومي في مالطا، إن وفاة جاليزيا مرتبطة بأعمالها الصحفية، حيث قال في بيان "إن حادث اغتيال سياسي وقع اليوم"، مضيفًا "أن ما حدث اليوم ليس جريمة قتل عادية، ولكن نتيجة لانهيار حكم القانون، والذي بدأ منذ 4 سنوات". وكانت جاليزيا قد قادت فريق التحقيقات الذى كشف عن تقديم شركة "موساك فونسيكا" للخدمات القانونية فى بنما، خدمات تتعلق بالحسابات الخارجية لرؤساء الدول وشخصيات عامة وسياسية أخرى، فيما عرف باسم "وثائق بنما". وثائق بنما هي 11.5 مليون وثيقة سرية لشركة موساك فونسيكا للخدمات القانونية، تم تسريبها في 3 أبريل 2016، وكشفت خدمات المكتب لرؤساء دول وشخصيات بارزة أخرى في التهرب الضريبي بإنشاء ملاجئ ضريبية غير قانونية.