توقعت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن يتنصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووى الإيرانى فى الخطاب، الذي يلقيه اليوم الجمعة، منددا بحكومة طهران. ولكنه في الوقت نفسه لن يدعو الولاياتالمتحدة للانسحاب من الاتفاق، وذلك وفقا لما ذكره مسؤولون حول نيات الرئيس. كان مسؤولون أوروبيون قد أعربوا عن ارتياحهم، لأن خطاب البيت الأبيض اليوم لا يمثل -على ما يبدو- إلغاء الولاياتالمتحدة لاتفاق عام 2015. في الأشهر الأخيرة، كان ترامب قد أشار إلى أنه لا يريد الاستمرار في الاتفاق، الأمر الذي جعل الدبلوماسيين الأوروبيين يضغطون بشكل مكثف في واشنطن لوقف انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق بشكل كامل. ونقلت "الجارديان" عن أحد المسؤولين الأوروبيين قوله: "من بين كل الخيارات الأخرى، فإن هذه النهاية قد تكون الأفضل". وعلى الرغم من ذلك، فإن الخطاب سيتخذ موقفا حادا تجاه إيران، الأمر الذى سيزيد التوترات في العلاقات بين الأطراف البارزة. الصحيفة البريطانية قالت إنه من المتوقع أيضا أن يقول الرئيس الأمريكى إن الخطوات التى اتخذتها إيران كجزء من الاتفاق لا تتناسب مع تخفيف العقوبات التي منحت لها. وأكدت "الجارديان" أن ترامب لن يطلب من الكونجرس إعادة فرض عقوبات، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي على الأرجح إلى انهيار اتفاق 2015. وبدلا من ذلك، سيطالب الكونجرس بتعديل تشريعاته الخاصة بحيث تؤدي الانتهاكات الإيرانية للصفقة، والإجراءات الأخرى المحتملة خارج نطاق الاتفاق، تلقائيا إلى إعادة فرض تلك العقوبات. وسيتضمن خطاب ترامب قائمة الادعاءات المتعلقة بالسلوك الإيراني الخبيث، مع التركيز على برنامج الصواريخ الباليستية، ودوره في دعم نظام بشار الأسد السوري ودعمه لحزب الله اللبناني. وتوقعت "الجارديان" أن يفرض ترامب أيضا عقوبات على أعضاء الحرس الثورى الإيرانى، ويركز على دعمه للمجموعات المسلحة فى الخارج، ولكن الأمر لن يصل إلى إدراج الحرس الثورى كجماعة إرهابية. كانت أكبر المخاوف الأوروبية هي أن يقرر ترامب نسف الاتفاق النووي، من خلال إعادة فرض عقوبات، أو دعوة الكونجرس للقيام بذلك. ولكن بدلا من ذلك، سيعلن ترامب أن إدارته ترغب فى العمل مع الكونجرس وحلفاء الولاياتالمتحدة لإيجاد "عيوب" فى الاتفاق، ويتعهد بفرض مزيد من إجراءات التحقق من امتثال إيران للاتفاق. "الجارديان" نقلت عن مسؤول أمريكي قوله: "في الواقع، يقول ترامب إنه إذا تجاوزت إيران الاتفاق بخطوة واحدة خارج حدود خطة العمل الشاملة، فإن الولاياتالمتحدة ستغادر. لن تكون هناك مرونة". وأضاف أن ترامب سيطلب من الكونجرس تعديل قانون عام 2015 المعروف باسم قانون مراجعة الاتفاق النووي الإيراني، لإدراج محفزات تلقائية لإعادة فرض العقوبات وتغيير الشرط الذي يتطلب منه التصديق على الاتفاق كل 90 يوما، لأنه دائما ما يصف الاتفاق بأنه "أسوأ صفقة على الإطلاق". وبموجب نسخة جديدة يجري التفاوض بشأنها مع الكونجرس، سيتعين عليه تأييد الاتفاق بشكل أقل، ولكن أجهزة المخابرات الأمريكية سيكون عليها تقييم ما إذا كانت إيران تقوم بنشاطات سرية فى المنشآت التي لا تزورها الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي ظل إدارة أوباما، تجاوز مخزونات إيران من المياه الثقيلة (التي يمكن استخدامها في المفاعلات النووية) ضعف الحدود المتفق عليها، على الرغم من أنه وفقا لأحدث تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإنه الآن أقل بكثير من هذا المعيار. وقالت الأطراف الأخرى المشاركة في الاتفاق، وهي المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين وإيران، إنه من غير الواقعى محاولة إعادة التفاوض على شروطها. غير أن الموقعين الأوروبيين قالوا إنهم مستعدون لمناقشة كيفية تعزيزها بتدابير أشد صرامة تستهدف برنامج إيران للصواريخ، وما هو الاتفاق النووي الذي يمكن أن يتبع خطة العمل الشاملة.