التقويم اليهودي أو التقويم العبري، هو التقويم الذي يستخدمه اليهود لتحديد مواعيد ذات أهمية دينية مثل الأعياد اليهودية والاحتفالات الرسمية أو أيام الحداد المتكررة سنويا، ويعتبر هذا التقويم في دولة الاحتلال الاسرائيلي رسميا إلى جانب التقويم الميلادي، لكن اليهود والمؤسسات الإسرائيلية يفضلون استخدام التقويم الميلادي لتحديد المواعيد العادية غير الاحتفالية. واحتفل اليهود أمس الخميس بأول أيام السنة رقم 5775؛ ويعتبر التقويم العبري، من أعقد التقاويم في العالم، إذ إن السنة به شمسية وشهوره قمرية، لذلك فهم يضيفون 7 أشهر في كل 19 سنة للتوفيق بين كون السنة شمسية والأشهر قمرية. وبدأ احتساب السنة اليهودية أو العبرية سنة 3761 قبل الميلاد، وحسب الأدبيات اليهودية والإسرائيلية وحسب معتقدهم فإن التاريخ اليهودي يحمل نقطة بدايته خلق السموات والأرض، وقد أخذ أحبارهم في حساب أعمار الأسلاف وضم بعضها إلى بعض منذ آدم «عليه السلام»، ملتزمين في ذلك بحرفية نص الكتاب المقدس، ما يعني أن العام الجاري 2017 ميلادية يسجل التقويم اليهودي سنة 5775 من بدء الخليقة، وهو بالطبع تاريخ خرافي أسطوري متأخر جدا عن بدء الخليقة الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى. وحسب الدين اليهودي تعتبر ليلة رأس السنة والعيد ذاته (اليوم التالي، يوم الخميس) يوم الحساب الذي يحاسب فيه البشر بما يخص مستقبلهم في العام القريب، حسب معتقدات اليهود. يبدأ اليهود عيدهم هذا اليوم بتناول "تفاح بالعسل" اعتقادا منهم أنها تحل عليهم سنة حلوة كالعسل، ثم يتناولون بعض ثمار "الرمان" اعتقادا منهم أنه يرمز إلى الوفرة والجودة. وبعد ذلك تقام في المعابد وبجانب ما تسميه إسرائيل (حائط المبكى) بالقدسالمحتلة صلوات وشعائر خاصة أبرزها النفخ في قرن الكبش. ويعتبر النفخ في قرن الكبش (الشوفار)، رمزًا لكبش الفداء الذي منَّ به الرب على إبراهيم الخليل، عندما امتثل لأمر ربه وهم بذبح نجله إسحاق، حسب الرواية التوراتية، على جبل موريّا في القدس، وهو الجبل الذي أُقيم عليه فيما بعد الهيكلان المقدسان الأول والثاني، حسب الزعم اليهودي. وقد حدثت أضحية إسحاق، حسب العقيدة اليهودية، في رأس السنة العبرية، كما أن الملائكة بشروا السيدة سارة بولادته في مثل هذا اليوم أيضا. وقد استخدم "الشوفار" في البداية للنفخ فيه وقت الحرب لدعوة الناس للخروج للحرب، أو لإثارة خوف العدو، ويستخدمه المراقب كى يعلن عن خطر قريب، وقد استمعوا لصوت "الشوفار" في مشهد جبل سيناء. ومن الضرورى أن يستمع اليهودي في رأس السنة لتسع نفخات، لكنهم ينفخون ثلاثين نفخة منعًا للشك، أما في المعبد فينفخون مائة مرة، ويرى أحبار يهود أن "الشوفار" يبلبل الشيطان ويوقف مؤامراته ضد اليهود. أما التقليد الثاني، فهو "التشليخ"، أي التوجه إلى مصدر مياه مثل البحر أو أحد الأنهار أو الينابيع، حيث يتم تلاوة بعض آيات التوراة وإلقاء قطع من الخبز في الماء، رمزا ل"إلقاء" جميع ما ارتكبه الإنسان من خطايا خلال العام المنصرم. ويعود هذا التقليد إلى الآية 19 من الإصحاح السابع لسفر ميخا، التي تقول: "وتطرح في أعماق البحر جميع خطاياهم". وتقام هذه الشعائر عصر اليوم الأول من العيد، أو في اليوم الثاني، في حال صادف اليوم الأول يوم السبت، ومن الممكن أيضا رمي أهداب الثياب، كإشارة إلى نبذ وطرح الخطايا. كما تجري العادة في رأس السنة من إكثار الصلوات الطويلة تحديدًا، الاحتفالات التي تتضمن التراتيل الدينية، تلك التراتيل وكذلك الألحان تختلف باختلاف الطوائف، التشديد في الصلوات والتراتيل والوقوف بحضرة الرب للحساب. من بين الطقوس التي تتبع في هذا العيد هو تدفق كبير إلى أومان في أوكرانيا، وخلال السنوات الأخيرة اعتاد البعض من مؤيدي الحاخام براسلاف وآخرين أداء صلاة رأس السنة في أومان، قرب ضريح الحاخام نحمان من براسلاف، الذي، حسب التقاليد، يجلب البركة والأمان في العام الجديد، بقية مؤيدي براسلاف يصلون في القدس.