كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن تعرض 16 من العاملين في السفارة الأمريكية في العاصمة الكوبية "هافانا"، لهجوم غامض، وفقًا لما أعلنت عنه وزارة الخارجية الأمريكية. وأضافت، أن الهجوم الذي من المحتمل أن نتج عن آلة موجات صوتية، قد وقع في ديسمبر الماضي، إلا أن المسؤولين الأمريكيين لم يلاحظوا وجود نمط في الإصابات إلا بعد مرور شهرين. وقالت هيذر نويرت، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، "إن المسؤولين استغرقوا وقتًا للتأكد من تكرار نمط ما في تلك الإصابات"، مؤكدة أن الحكومة بدأت في التحقيق بمجرد التأكد من وجود أمر غريب. وأضافت نويرت، "نحن نأخذ هذا الأمر على محمل من الجد"، مشيرة إلى أنه لم يتم تحميل أية جهة مسؤولية الهجوم، وما زالت المسألة قيد التحقيق. وقالت قناة "سي بي إس نيوز" الأمريكية، إن أحد موظفي السفارة أصيب إصابة خفيفة في الدماغ من المحتمل أن تكون قد تسببت في بعض الأضرار للجهاز العصبي المركزي، فيما أصيب معظم العاملين بصداع ودوار وفقدان للسمع. مضيفة أن على الأقل ستة من الموظفين في السفارة نقلوا إلى مستشفى جامعة ميامي، وشخصت إصابة أحد العاملين في السفارة بمرض خطير بالدم. وأكد عدد من الخبراء، أن العاملين في السفارة تعرضوا لهجوم "صوتي" في منازلهم، والتي وفرتها لهم الحكومة الكوبية، ومن المتوقع أن تأخذ الواقعة منحى آخر بعد أن أكدت كندا أن عددًا من العاملين في سفارتها أصيبوا بنفس الأعراض. ويأتي الهجوم كحلقة في سلسلة من الاضطرابات في العلاقة بين الولاياتالمتحدةوكوبا، والذي أدهش عدد من الخبراء الكوبيين، الذين تساءلوا إذا ما كان الهجوم جزءًا من مغامرة غير محسوبة العواقب لأجهزة الاستخبارات الكوبية للقضاء على جهود الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما للتصالح بين البلدين، أم أنها مجرد تقنية تجسس جديدة فاشلة. ومن جانبها، قالت الخارجية الكوبية، إن "الحكومة الكوبية لم ولن تسمح بأي عمل عدائي ضد الدبلوماسيين الأجانب أو أسرهم، على الأراضي الكوبية، دون استثناء". وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن كوبا لديها تاريخ في التحرش بالدبلوماسيين الأمريكيين في هافانا، ففي أثناء الحرب الباردة أكد عدد من المبعوثين الأمريكيين أنهم وجدوا مخلفات بشرية في منازلهم، كما كان يتم قطع الكهرباء عنها، مضيفة أن رجال المخابرات الكوبية كانوا يتعقبون سيارات الدبلوماسيين الأمريكيين. وأكدت أن الحكومة الكوبية علمت بمرض أعضاء البعثة الدبلوماسية الأمريكية في فبراير الماضي، ومن جانبها قامت الحكومة الأمريكية بطرد 2 من الدبلوماسيين الكوبيين من الولاياتالمتحدة، بعد أن فشلت الحكومة الكوبية في الحفاظ على سلامة موظفيها.