قالت صحيفة "الجارديان" إن رحيل ستيف بانون، المستشار الاستراتيجي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن منصبه يسعد كثيرين ممن يعتبرونه بمثابة تجسيدا لشعبوية ترامب الخطيرة والمظلمة. وظهر هذا واضحا بعد أحداث العنف في "شارلوتسفيل" بولاية فرجينيا، عندما فشل ترامب في إدانة النازيين الجدد والجماعات العنصرية، محاولا المساواة بين المؤيدين والرافضين للتمييز العرقي. "الجارديان" قالت إن رحيل بانون يعني أيضا أن هناك ثلاثة مراكز قوة متنافسة أنشأها ترامب بعد فترة وجيزة من انتخابه في نوفمبر الماضي، لا يزال منها واحدا فقط. في الوقت الحالي، يبدو أن ابنته إيفانكا وصهره جاريد كوشنر وما يعرف ب"فصيل نيويورك" لهم اليد العليا. بعد سبعة أشهر في المنصب، ترك بانون وصمة عار لا تمحى في البيت الأبيض. فهو متهم بمعاداة السامية والعنصرية وكراهية الأجانب. كما أنه شن حربا على ما يسمى بالنخب الليبرالية، بما في ذلك وسائل الإعلام، التي وصفها بأنها تنتمي إلى حزب المعارضة. وقد أثار تعيينه كبير المستشارين الاستراتيجيين في البيت الأبيض موجة من الغضب والاحتجاج، كما أنه أدخله في منافسة فورية مع رئيس الأركان آنذاك رينس بريبوس، وهو ما أدخله مواجهة مؤسسة الحزب الجمهوري الذي فوجئ بانتخاب ترامب. وأشارت "الجاردين" إلى أنه كان من المتوقع أن يحدث نزاع شامل، إلا أنهما لا يتمتعان بخبرة في مجال السياسة العامة فشكلا تحالفا للراحة المتبادلة، وهو ما ظهر بوضوح خلال ظهورهما المشترك في أحد المؤتمرات في فبراير الماضي. ولكن في الشهر الماضي، ظهر بريبوس ضعيفا وغير فعال في منصبه. وتابعت "الجارديان" بالقول "لكن هناك مركز قوة آخر، هو إيفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنر، اللذان لديهما دور رسمي في البيت الأبيض. وهما من بين فريق قوي يدعم الرئيس، بما في ذلك مايكل أنطون، كيليان كونواي، جاري كوهن، جيسون جرينبلات، هوب هيكس، جوش رافيل، ستيفن منوشين، دان سكافينو، كيث شيلر، دينا باول و ويلبر روس"، يعرف باسم "فصيل نيويورك". ورجحت الصحيفة أن تكون إيفانكا وكوشنر قد خدعا مدير الاتصالات السابق أنتوني سكاراموتشي، الذي قضى في منصبه 10 أيام فقط، وغادر بسبب تصريحات انتقد فيها بريبوس وبانون. وأوضحت الصحيفة أن إيفانكا وزوجها يشكلان جبهة معارضة للجناح "القومي الشعبوي" الذي يضم بانون ويرفع شعار "أمريكا أولا".