بدأ إيرنيستو فالفيردي المهمة الفنية لبرشلونة بأسوأ صورة ممكنة من خلال خسارة أول مباراتين رسميتين أمام ريال مدريد في السوبر الإسباني، فلم يخسر أي مدرب لبرشلونة لقاءين كلاسيكو متتاليين منذ المدرب الهولندي فرانك ريكارد في موسم 2007- 2008. وتبدو الأمور غير جيدة على الإطلاق في البيت الكتالوني في الوقت الراهن، ولكن من شأن تلك الأمور أن تتحسن في حال أبرم البرسا بعض الصفقات قبل نهاية الميركاتو الحالي. ولكن وعلى الرغم من قلة التدعيمات، ارتكب فالفيردي العديد من الأخطاء التي أدت إلى تلك الصورة الباهتة لبرشلونة في بداية الموسم الجديد استعرضها موقع "سكواكا" في السطور التالية كالأتي: 1- الإعتماد على نيمار في جولة الولاياتالمتحدة في الوقت الذي حامت فيه الشكوك بالشدة حول مستقبل نيمار مع برشلونة، لم يتردد فالفيردي في الدفع باللاعب البرازيلي أساسيًا في مباريات البرسا في جولته التحضرية للموسم الجديد في الولاياتالمتحدة. ونجح نيمار في تلك الجولة في تشكيل ثلاثي هجومي ناري مع ليونيل ميسي ولويس سواريز، وسجل أول ثلاثة أهداف للبرسا في تلك الجولة وسط سعادة كبيرة من الجماهير، ولكن كان ذلك الخطأ فادح، فلم يحضر فالفيردي بديل نيمار عند رحيله. وعلى الرغم أنه من الوارد أن تكون الأمور الدعائية أجبرت فالفيردي على الدفع بنيمار في تلك المباريات، ولكن كان حينها يتوجب عليه الدفع به في الشوط الثاني لبعض الدقائق، وليس الإعتماد عليه أساسيًا كما لو كان سيكمل مع البرسا في الموسم الجديد. 2- البدء بأندريس إنيستا كان أندريس إنيستا أحد أضلاع القوة الضربة في برشلونة لسنوات طويلة، وظهر ذلك جليًا في نهائي كأس ملك إسبانيا في عام 2016 عندما قاد 10 رجال من برشلونة للتتويج باللقب، ولكن تعرض الرسام للعديد من الإصابات في الموسم الماضي إلى جانب تقدمه في العمر الذي أثر على مستواه البدني بشكل كبير. وبدا واضحًا أنه من الصعب للغاية الإعتماد على إنيستا في التشكيل الأساسي لبرشلونة، ومع ذلك بدأ في مباراة الذهاب من السوبر الإسباني ولم يتمكن من مجاراة القوة البدنية والحالة الفنية العالية للاعبي ريال مدريد، وكان من الأفضل تواجده على مقاعد البدلاء ودخوله في الشوط الثاني للتحكم في سير المباراة. وبالفعل غادر إنيستا ذهاب السوبر الإسباني في الدقيقة 68، ولكن بعد فوات الأوان ومن ثم غاب عن لقاء الإياب بسبب الإصابة، ولكن يتوجب على فالفيردي عند تعافي إنيستا من الإصابة الإعتماد عليه لبعض الدقائق وليس بصورة أساسية. 3- تهميش نيلسون سيميدو كان برشلونة بحاجة إلى التعاقد مع ظهير أيمن منذ عام 2012 بعدما ظهرت علامات على إنخفاض مستوى اللاعب البرازيلي داني ألفيس، ومع عدم وجود أي لاعب قادر على تعويض رحيل ألفيس، إعتمد البرسا على بعض الخيارات الضعيفة مثل أليكس فيدال حتى هذا الصيف عندما تعاقد العملاق الكتالوني مع ظهير بنفيكا نيسلون سيميدو. وخلال المباريات التحضيرية للموسم الجديد، شارك سيميدو في الشوط الثاني من المباريات رفقة البدلاء، ولم يشارك في ذهاب السوبر الإسباني ولم يبدأ في لقاء الإياب، قبل أن يشارك بعد 50 دقيقة من بداية المباراة ليمنح البرسا متنفسًا جديدًا، ليؤكد على أنه كان من المفترض أن يشارك من لقاء الذهاب لزيادة القوة الهجومية لبرشلونة. 4- خطة 3-5-2 بعدما قرر فالفيردي تغير خطته بعد إنتهاء الشوط الأول من لقاء الذهاب في السوبر الإسباني والإعتماد على طريقة 3-5-2، قرر البدء بتلك الخطة في للقاء الإياب بصورة صريحة بدلًا من خطة لويس إنريكي التي إعتمدت على اللعب ب3-3-1-3. وكانت المشكلة الواضحة بأن لاعبي برشلونة لم يرتاحوا مع تلك الطريقة، بل وقدم البرسا خلال مباراة الإياب واحدة من أسوأ عروض الفريق الكروية لأكثر من عقد من الزمن. ولم يظهر في فريق برشلونة بالكامل سوى ليونيل ميسي وسيرجيو بوسكيتس الذي بدا عليهما بعض الشيء أنهما يعلمان ماذا يفعلان، وكان من حسن البرسا أن المباراة انتهت بفوز ريال مدريد بثنائية فقط. 5- البدء بماسكيرانو وجوميز إلى جانب سوء الخطة التي اعتمد عليها فالفيردي لمواجهة ريال مدريد، إلا أن الفريق الملكي أنجح في استغلال نقاط ضعف برشلونة بصورة كبيرة والتي تمثلت في في توجد كل من خافير ماسكيرانو وأندريه جوميز. فبالنظر إلى هدف ريال مدريد الأول الذي أتى عبر تسديدة قوية من ماركو أسينسيو، نجد أن أندريه جوميز تواجد بالقرب من اللاعب الإسباني ولكنه لم يحاول منعه عن التسديد. فمنذ الموسم الماضي، يعاني جوميز في اللعب بصورة جيدة مع برشلونة على الرغم من إمتلاكه المهارات التي تؤهله لأن يصبح من أفضل لاعبي خط الوسط في العالم، ولكنه دائمًا ما يفتقد للقوة الذهنية والتركيز المطلوب في المباريات. أما مشاركة ماسكيرانو فكانت غريبة هي الأخرى، فكان من المفترض على فالفيردي عند إتخاذه القرار باللعب بثلاث لاعبين في خط الدفاع أن يدفع باللاعب الشاب مارلون سانتوس، خاصة أن اللاعب الأرجنتيني لم يتمكن من مجاراة لعب ريال مدريد وكان من الأسباب الرئيسية للهدف الثاني لريال مدريد، عندما تقدم إلى الأمام وأجبر سيرجي روبرتو على الدخول في العمق لتغطية مكانه، وأصبحت الجهة اليسرى فارغة أمام مارسيلو لصنع الهدف بسهولة شديدة.