أنهت الكنيسة القبطية أزمة دير الأنبا مكاريوس بوادى الريان في الفيوم، بعد توقيع اتفاقية مع وزارة البيئة لتقنين ممارسة الأنشطة الكنسية مع سداد المقابل المالى لذلك. ووجهت الكنيسة القبطية، في بيان لها اليوم الأربعاء، الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى والأجهزة المعنية بعد انتهاء أزمة الدير. ونشبت أزمة بين الحكومة ورهبان الدير بعدما قررت الدولة إنشاء طريق دولى بالفيوم في عام 2014 يمر بدير وادى الريان «الدير المنحوت» مما يستلزم هدم بعض مبانيه. ودير وادي الريان غير معترف به كنسيًا، وهو تجمع رهبانى يبعد عن مدينة الفيوم ب75 كيلومترًا، ويعود للقرن الرابع الميلادي وتم إحياؤه عن طريق الأب متى المسكين عام 1960، واستمر 9 سنوات، وأعاد إحياءه مرة أخرى الأب اليشع المقاري في تسعينات القرن الماضي، وضم إليه في 2006 عددًا من طالبي الرهبنة وآخرين تعرضوا لعقوبات كنسية بأديرتهم وبعض الأقباط الذين تم رفض قبولهم بأديرة الكنيسة، إذ ضم المكان 112 من طالبي الرهبنة، و124 راهبا. وحينما أرادت الدولة شق الطريق رفض الموجودون بالمكان، مما دفع الكنيسة لإبعاد الأب اليشع المقاري عن إدارة المكان والتبرؤ من عدد من رهبان المكان، وتشكيل لجنة مجمعية لبحث الأمر، وعينت مديرًا إداريًا جديدًا للمكان، إلا أن الرهبان لم ينصاعوا للكنيسة، ونشبت مشاجرات بين المؤيدين والمعارضين وصلت لأقسام الشرطة. وتبرَّأت الكنيسة القبطية من بعض الرهبان الخارجين عن طاعتها في الأزمة وناشدت الباقين طاعتها، إلا أن الأمور تطورت لاشتباكات دموية بين الرهبان المؤيدين والمعارضين للكنيسة، ليحدث انشقاق بينهما تم على أثره ترك الرهبان المؤيدين للكنيسة الدير لأماكن أخرى. وتجددت الأحداث العام الماضى بعدما قامت الأجهزة التنفيذية في الفيوم بأعمال هدم سور الدير -الذي بناه الرهبان على جزء من أرض محمية وادي الريان الطبيعية، عقب ثورة 25 يناير، بطول 8 كيلومترات ووضع اليد على مساحة 13 ألف فدان- من أجل شق طريق يمر بالدير يربط ما بين طريق "القاهرة - أسيوط الغربي" بطريق الواحات.