مأساة تعيشها أسر 9 أطفال رضع، من قرية محمد جاويش، التابعة لمركز الزقازيق، محافظة الشرقية، بعدما أصيب أطفالهم باشتباه تسمم، إثر تناولهم تطعيمات في الوحدة الصحية بكفر أحمد جبران. انتلقت عدسة «التحرير» إلى مستشفى صيدناوي الجامعي بمدينة الزقازيق، حيث يتواجد الأطفال وذووهم الذين تركوا أعمالهم لمصاحبة أطفالهم في رحلة معاناة ومرض. يقول زكي سعيد، مسئول مبيعات ووالد الطفل «حمزة»، إن نجله أصيب بارتفاع شديد في درجات الحرارة عقب تناوله تطعيم «السنة ونصف» بالوحدة الصحية بكفر أحمد جبران، مضيفًا أنه بدلًا من أن تكون التطعيمات إيجابية وتحمي طفله من المرض، أصبحت وبالا عليه وأصابته بأعراض غريبة. وأضاف سعيد أن أعراض المرض بدأت في الظهور تباعًا: «إسهال وترجيع وزرقان في الشفايف، جريت به على المستشفى وفوجئت إن مش حمزة لوحده اللي تعب، كمان فيه أطفال غيره عندهم نفس الأعراض وكانوا أخدوا نفس التطعيم». واستنكر والد الطفل، ما يثار في وسائل الإعلام عن تصريحات لوكيل وزارة الصحة وعدد من المسؤولين، عن أن ما يتعرض إليه الأطفال مجرد "نزلة معوية"، منوهًا بأن الأطفال جميعهم مصابون بورم شديد في الذراع الأيمن استدعى تدخلا جراحيا، فضلا عن ارتفاع درجة حرارتهم لأكثر من 40، مطالبًا من يدعي عكس ذلك، بأن يذهب إلى المستشفى ليطمئن على حالتهم بعينه. وذكر أنه تلقى اتصالًا من زوجته، يوم التطعيم، أخبرته بقيام أحد الأشخاص، بالنداء على الأهالي من خلال ميكروفون المسجد الموجود بالقرية، ليخبروهم بضرورة الذهاب بأطفالهم ممن تناولوا التطعيمات إلى مستشفى الجامعة، لأن التطعيمات مسممة، على حسب قوله. أما عبد الغني أحمد، والد الطفلة «منى»، فقال إن نجلته تعرضت لتدخل جراحي بذراعها الأيمن؛ بعدما أخبره أطباء المستشفى بإصابتها بحالة تسمم أثرت على إنزيمات الكبد لديها، ما استدعى التدخل جراحيا لنزع الصديد من زراعها. وشدد أحمد، على أنه منذ مرض نجلته، عقب تناول التطعيمات، السبت الماضي، وهو في حالة يرثى لها؛ حيث ترك عمله وجلس بجوارها، داعيًا الله بأن يتم شفاؤها على خير. والدة الطفلة حنين تامر منير، أوضحت هي الأخرى بأن نجلتها تعرضت لتدخل جراحي لنزع الصديد، لافتةً إلى أن التطعيمات هي السبب. واتهمت أم حنين، جميع المسؤولين عن الصحة بمحافظة الشرقية، بالتورط في الإهمال، الذي أدى لإصابة نجلتها وآخرين بالتسمم، مطالبة بمحاسبة الجميع حتى لا يتكرر الأمر. ونوهت والدة الطفل حمزة ذكي سعيد بأن عدد الأطفال الذين تعرضوا للتسمم كانوا 9 أطفال، بينهم طفل عمره 9 أشهر، خرج من المستشفى، اليوم الخميس، بعدما تبين إصابته بنزلة معوية وتلقى العلاج اللازم. من جانبه قال الدكتور حسام أبو ساطي، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، إن الحالات التسع وصلت مستشفى جامعة الزقازيق، السبت الماضي، لإصابتهم بارتفاع في درجات الحرارة وقيء؛ عقب تناولهم التطعيم في الوحدة الصحية بكفر «أحمد جبران». وأضاف أبو ساطي، ل«التحرير» أن 3 أطفال لم يتم حجزهم بالمستشفى؛ بعدما تبين أن أعراضهم لم تكن تستدعي ذلك، موضحا أن باق الحالات تم حجزها بالمستشفى، وهم موجودون حاليا بمستشفى صيدناوي الجامعي، وحالتهم مستقرة. ولفت إلى أن من تلقوا التطعيمات في وحدة كفر «أحمد جبران» يوم الواقعة، بلغ عددهم 27 طفلا، تم تطعيمهم من خلال 3 عبوات تطعيم، حيث تلقى الأطفال الستة (المصابون) تطعيماتهم من العبوات الثلاث. وشدد وكيل وزارة الصحة، على أنه إذا كانت التطعيمات مسممة كما يقال، فإن هناك 21 طفلا آخرين تلقوا التطعيمات ولم يحدث لهم شيء، مؤكدًا أن هناك 2127 طفلًا، تلقوا التطعيمات في ذلك اليوم، وأن جميع التطعيمات واحدة، فيما تم تشخيص حالات المصابين الستة على أنها «أعراض نزلة معوية». فيما، لا تزال نيابة الزقازيق العامة، تباشر تحقيقاتها، في تقديم أهالي 9 أطفال رضع، بلاغ يتهمون فيه أطباء الوحدة الصحية بكفر «أحمد جبران» بالتسبب في إصابة أطفالهم باشتباه في حالات تسمم، بعد تناولهم تطعيمات بالوحدة. كان اللواء رضا طبلية، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارا من مأمور مركز شرطة الزقازيق، يفيد باستقبال مستشفى الزقازيق الجامعي: محمد إسلام السيد، ضحى نبيل محمد، ريم نبيل جمعة، منى أحمد علي، زينب سعيد محمد، وحمزة زكي سعيد، يبلغون من العمر سنة ونصف، ومنى عبد الغني أحمد، وحنين تامر منير، يبلغان من العمر سنة واحدة، وعبد الرحمن محمد حمدي، 9 أشهر، مصابون جميعا بارتفاع في درجات الحرارة وقيء مستمر واشتباه في حالات تسمم. واتهم أهالي المصابين، أطباء الوحدة الصحية بكفر «أحمد جبران» بالتسبب في إصابة أطفالهم، إثر تناولهم التطعيمات بالوحدة الصحية، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 288 / 31 أحوال ثان الزقازيق لسنة 2017.