يبدو أن الصراع بين كوريا الشماليةوأمريكا وحلفائها بلغ ذروته وأصبح حديث الساعة، وذلك بعد أن توعدت بيونج يانجواشنطن التي تسعى للسيطرة على العالم ب"معاقبتها"، ردًا على فرضها عقوبات جديدة وتهديدها بشن عملية عسكرية. بالأمس، دعا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى معالجة ملف كوريا الشمالية، والتهديد الذي يشكله برنامجها النووي والبالستي، مؤكدًا أن نظام بيونج يانج أصبح مصدرًا للمشاكل، الأمر الذي دفع كوريا الشمالية بانتقاد ترامب، واصفة إياه ب"هتلر". يأتي ذلك بعد أسبوع من وصف بيونج يانج الرئيس الأمريكي ب"المضطرب عقليًا" على خلفية تصاعد التوتر بسبب وفاة الطالب الأمريكي، أوتو وارمبير، الذي أطلق سراحه الأسبوع الماضي، وأعيد إلى الولاياتالمتحدة وهو في حالة غيبوبة بعد سجنه 18 شهرًا في كوريا الشمالية. وفي هذا الصدد، اعتبرت كوريا الشمالية أن سياسات ترامب الرامية إلى السيطرة على العالم "نازية"، وتشبه ديكتاتورية "هتلر" التي تهدف إلى تفريق الآخرين لفئتين "أصدقاء وأعداء" لتبرير "القمع". وغالبًا ما تهدد كوريا الشمالية أعدائها عبر مصطلحات تستخدمها في دعايتها السياسية، إلا أن التشبيه بمن أطلق الحرب العالمية الثانية، يشكل خرقًا حتى لمعاييرها، وفقًا ل"فرانس برس". يأتي ذلك بعد منع الولاياتالمتحدةالأمريكية وصول مساعدات طبية إلى كوريا الشمالية، في تصرف غير أخلاقي وغير إنساني، يفوق حصار هتلر ل"لينينجراد"، وتسبب في مقتل الملايين. ورغم ما تنتهجه واشنطن من قمع وحصار اقتصادي بحت لكوريا الشمالية، إلا أن الحرب العسكرية بين البلدين مٌستبعدة، وأن نظرية أمريكا في السيطرة على العالم ستفشل. " التحرير " رصدت أسباب فشل توجيه ضرب عسكرية إلى بيونج يانج: جنون زعيم بيونج يانج تهور كيم جونغ أون، دفع ترامب إلى التراجع عن ضرب كوريا الشمالية، خشية أن يضع جميع أنحاء منطقة شرق آسيا في خطر بالغ. التوازن لا يمكن توجيه ضربة عسكرية مباشرة إلى كوريا الشمالية، حيث أن ذلك سيغير من توازن القوى في المنطقة متفجرة. فقدان الحلفاء لم يحظ الرئيس الأمريكي بدعم دعم روسيا والصين لتوجيه ضربة محدودة تحد من قدرات كوريا الشمالية، الأمر الذي أضعف من قدرات ترامب. كوريا الجنوبية تراجع الشعب الكوري الجنوبي وعدم تأييده التصعيد مع جارته الشمالية، كان الأبرز في عدم توجيه ضربة عسكرية. دمار نووي يخشى الرئيس الأمريكي تكرار تجربة النووي مجددًا، بعد ماعانته "هيروشيما ونجازاكي" من دمار، خلفت ورائها ماليين القتلى، وهو ما قد يؤكد أن المواجهة العسكرية ليست الخيار الأمثل.