أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن موسكو تتطلع لإقامة عملية تسوية سياسية في سوريا بين جميع أطراف النزاع. وأكد بوتين، على استمرار دعم القوات الروسية لقوات بشار الأسد، ورفع مستوى القدرات القتالية لها ومساعدتها عند الضرورة في حال احتاجت لسلاح الطيران أو المروحيات أو الخبراء. وقال إن "مهمتنا على المدى القريب تكمن في رفع مستوى قوات الأسد وقدراتها القتالية، لكي نتمكن بعد ذلك من الانسحاب بهدوء إلى مراكز المرابطة في حميميم وفي قاعدة طرطوس، ونتيح لقوات النظام فرصة العمل بفعالية وتحقيق أهدافها". وأوضح الرئيس الروسي، أن موسكو تنوي نقل جميع قواتها في سوريا إلى قواعدها العسكرية هناك، وأن الخطة تقتضي إدماج الفصائل المختلفة ضمن ما أسماه ب "الجيش السوري". وأضاف، أن القوات المسلحة الروسية اكتسبت مهارات وخبرات عالية من التجربة العسكرية في سوريا، مشددا على أن العسكريين الروس سيتمركزون مستقبلا في القواعد العسكرية الروسية في سوريا، في حميميم وطرطوس، مؤكدًا أن العملية العسكرية في سوريا جاءت بمنفعة كبيرة بالنسبة لقطاع التصنيع العسكري في روسيا، إذ سمحت باختبار أحدث أنواع الأسلحة وتصحيح العيوب وزيادة جودة هذه الأسلحة. من جهة أخري، قال بوتين إن موسكو لا تعتبر الولاياتالمتحدة عدوا لها، وحذر من استحالة تسوية الأزمة السورية بدون تعاون روسي أمريكي بناء، موضحًا خلال حواره السنوي المباشر مع المواطنين أن هناك مجالات كثيرة تتطلب تعاونا وثيقا بين البلدين. وخلال حديثه عن الأزمة السورية وقضايا الشرق الأوسط، أكد على أنه قد "اتضح للجميع أننا لن ننجح في شئ بدون تعاون مشترك". وكانت وزارة الخارجية الروسية قد استبقت مؤتمر بوتين بالتأكيد على أن الوقائع العسكرية السياسية الجديدة في سوريا توفر الظروف الملائمة لإلحاق الهزيمة النهائية بتنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة". وقالت الناطقة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن روسيا ترصد باستمرار التطورات الإيجابية للوضع العسكري السياسي في سوريا، مشيرة إلى أن تنفيذ المذكرة الخاصة بإنشاء مناطق تخفيف التوتر في سوريا، يسمح بمواصلة تثبيت نظام وقف إطلاق النار، وبتركيز قوات النظام على محاربة مسلحي "داعش" و"النصرة" والتنظيمات الإرهابية الأخرى.