كتب - أحمد مطاوع يبدو أن مياه باردة تنصب عن طريق أطرافًا خارجية كأمريكاوتركيا، صوب الأزمة القطرية الخليجية المشتعلة، وأن طريقًا يتمهد لفك الكثير من جمود المشهد المتأرجح حتى في وصفه ما بين "المقاطعة و"الحصار"، وإن كان الأقرب في تشريح الحالة أنه "شرخ" يمزق جسد الخليج، المنقسم بين معسكر المقاطعة "السعودية والإمارات والبحرين"، ومعسكر التقريب والمصالحة "الكويت وعمان"، وقطر الحائرة بسياستها المنشقة عن أشقائها. الغباشي: لا بديل عن الحوار ويرى الدكتور مختار الغباشي، المحلل السياسي ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن العالم العربي فى "واقع مؤلم للغاية، وأصبحت قضاياه مختطفة في أيدى قوى إقليمية ودولية تتحكم فيها ليست بيد العرب حلها". وشدد الغباشي، في تصريح ل"التحرير"، على ضرورة عدم فتح جبهات جديدة في المنطقة العربية، مؤكدًا أن الأزمة القطرية الخليجية "شرخ جديد يضاف لشروخ العالم العربي، وأزمة جديدة تكثر من الأزمات"، وأنه لا بديل غير الحوار للخروج من الأزمة.
لهجة السعودية تتراجع: جاهزون للمساعدة مؤشرات التقارب تقودها أطرافًا خارجية ابرزها حاليًا أمريكاوقطر، بجانب محاولات معسكر المصالحة الخليجي، فعلى الرغم من رفض السعودية أي تدخل أجنبي في الأزمة مع قطر باعتبارها شأن يخص دول التعاون الخليجي الست، إلا أن لقاء وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، مع نظيره الأمريكي ريكس تيليرسون، الثلاثاء، في الولاياتالمتحدة، يظهر تراجعًا كبيرًا في الموقف السعودي من الأزمة القطرية، إذ أكد أن "بلاده لا تفرض حصارًا على الدوحة"، معربًا خلال مؤتمرًا صحفيًا عقده الثلاثاء، عقب اللقاء، عن استعداد المملكة لتقديم المساعدات الغذائية والطبية لقطر، إذا احتاجت إليها. اتصالات موسعة وتفاؤل أمريكي تصريحات الجبير، تعطي تلميحات بأن الرياض تمد اليد للدوحة تمهيدًا لتهدئة وحوارات رسمية بين المتنازعين للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف وينهي الأزمة، وأضفى تأكيدًا على هذه الرؤية التفاؤل الذي أعربت عنه وزارة الخارجية الأمريكية، باحتمالية خل الأزمة الخليجية بين قطر والدول العربية، مشيرة إلى أن هناك تقدمًا ملحوظًا حدث في هذا الشأن، وذلك على لسان المتحدثة باسم الوزارة الأمريكية هيدز ناور، عقب لقاء الوزيرين، في ظل اتصالات موسعة من العديد من الجهات الأمريكية منها وزارة الدفاع من أجل تهدئة التوتر بين السعودية وقطر. تركيا تبحث عن مقعد في الوساطة: سننهي الخلاف تسعى تركيا إلى لعب دورًا مؤثرًا في حل الأزمة، رغم تصريحات رئيسها رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، والتي أظهر فيها دعمه الكبير لقطر، منتقدًا المعاملة التي تلقتها على أيدي المقاطعون في الخليج، والتي اعتبرها "لا إنسانية، وبالتأكيد غير إسلامية"، فيما شدد مجددًا على أن الدوحة لا تؤيد الإرهاب، وأن العقوبات المفروضة على قطر هي "مذكرة إعدام". وفي الوقت ذاته، دعا أردوغان، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، إلى حل القضية، قائلا "إنه اللاعب الرئيسي المسؤول في هذا الصدد". وخلال زيارته لقطر، سار وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، على نهج أردوغان، عبر تأكيد دعم بلاده للدوحة، وأن "قطر دولة شقيقة والقطريون إخواننا ونحن هنا تضامنًا معهم"، مضيفًا أن بلاده نسعى لإيجاد حل للأزمة الواقعة بين قطر ودول خليجية، مشيدًا بعدم تصعيد الدوحة "برغم موقفها القوي"، ولافتًا إلى أن وقوف أنقرة مع الدوحة لايعني "أننا ضد أحد أو أننا اخترنا أحد الأطراف". أنقرة تدعم قطر وتذهب إلى السعودية أعلن وزير الخارجية التركي، في ختام زيارة إلى الدوحة الأربعاء، أنه سيتوجه اليوم الخميس، إلى الكويت للتباحث في سبل حل الأزمة بين قطر والسعودية التي سيزورها الجمعة، للقاء الملك سلمان. وقال تشاوش أوغلو، بحسب وكالة أنباء "الأناضول"، إن الأزمة "يجب أن يتم تجاوزها حتمًا، ويجب أن يتم تجاوزها عبر الحوار والسلام، وتركيا ستساهم في ذلك". القاعدة التركية في قطر: تأمين لا تهديد كان إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد قال في مؤتمر صحفي بأنقرة، الأربعاء، إن "أولويتنا الرئيسية في إطار جهودنا مع كل من قطر والسعودية والدول الخليجية الأخرى، هي حل هذه الأزمة عن طريق المفاوضات وليس تصعيدها". وأوضح المتحدث باسم أردوغان، أن القاعدة العسكرية التركية في قطر التي أقيمت قبل اندلاع الأزمة، تأسست لضمان أمن المنطقة بأسرها ولا تشكل أي تهديد عسكري لأي دولة. أسئلة حائرة.. ماذا بعد؟ مع كل هذه المساعي والتحركات، وقبول السعودية في النهاية تدخل أطراف خارج الخليج، لحل الأزمة بعد مكابرة أوردتها التصريحات الرسمية بالرياض على لسان عادل الجبير وزير الخارجية، هل تهدأ الأزمة؟ وهل يتنازل أي من الأطراف؟ وما المقابل؟ وماذا سيكون موقف الدول الأخرى المقاطعة وعلى رأسها مصر والإمارات والبحرين؟ وغيرها من التساؤلات والتفاصيل الأخرى التي ستكتف عنها الساعات والأيام المقبلة.