في أقل من تسعة أيام من إعلان بعض الدول الخليجية أبرزها (السعودية - الإمارات - البحرين) بجانب مصر، قطع العلاقات مع قطر؛ بسبب رعايتها لجماعات إرهابية في المنطقة، مما يعزلها عن طريق غلق الطرق البرية والبحرية والجوية بينها والعالم الخارجي، يبدو أن منطقة الخليج على موعد جديد مع عدم الاستقرار الاقتصادي. - خسائر متوقعة على صعيد التداعيات الاقتصادية، تبقى قطر أكبر الخاسرين، فسيتكبد قطاع النقل واللوجيستيات خسائر قوية نتيجة منع قطر من المرور بالمنافذ البحرية والجوية للدول الأربع، حيث تبلغ الرحلات الجوية بين مطارات قطر وكل من البحرينوالإمارات والسعودية حوالي 37 رحلة يوميًا، كما تعتمد قطر على المعبر البري مع السعودية لعبور المواد الخام اللازمة لاستكمال مشروعات البنية التحتية اللازمة لاستضافة مونديال 2022، ويقدر حجم الاستثمارات لتلك المشروعات بحوالي 65 مليار دولار -طبقًا لبيانات صندوق النقد العربي-، علاوة على مرور من 600 إلى 800 شاحنة يوميًا من خلال هذا المعبر. - تداعيات المقاطعة ترتد على الرياضوأبوظبي يبدو أن الخسائر الاقتصادية والتجارية جراء الأزمة الخليجية لن تقتصر على الدوحة فحسب، بل ستمتد إلى الرياض و أبوظبي، ففي اليوم التالي للأزمة، الموافق 6 يونيو، تراجعت بورصات الرياضوأبوظبي و دبي وتلونت الأسهم باللون الأحمر، في حين حدث تحسن تدريجي لمؤشر بورصة قطر الذي خسر نحو 7.3% من قيمته في اليوم الأول للمقاطعة. ولاشك أن هناك ترابط إلى حد بعيد بين الاقتصاد القطري ونظيره الخليجي، وبالأخص اعتماد قطر على واردات الغذاء بصفة كبيرة من السوق السعودي، إذ تستورد قطر نحو 90% من احتياجاتها من الغذاء من خارج حدودها، وتصدر كذلك 30% من احتياجات الإمارات من الغاز الطبيعي الذي يمثل عصب قطاع الكهرباء في قطر، فبدونه ستنطفئ أنوار ناطحات السحاب بدبي. - العلاقات مع إيران تعد طهران أحد الأسباب الرئيسية للخلاف، خاصة بعد الجدل الواسع الذي أحدثه تصريح للأمير القطري تميم بن حمد، تجاه طهران الذي يناهض فيه العداء الخليجي لطهران، وعلى الرغم نفي هذه التصريحات والتأكيد على تعرض وكالة الأنباء القطرية الرسمية للاختراق، الإ أن ذلك اتخذ ذريعة للوقوف في وجه السياسات الطموحة لدولة قطر. علاوة على قيام قطر بتصدير أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال من أكبر خزان غاز في العالم -حقل الشمال البحري، الذي يحوي تقريبا معظم الغاز القطري-، ويمثل 20% من احتياطي الغاز العالمي، الذي تتقاسمه مع إيران، المنافس المكروه للمملكة العربية السعودية. - تقرير «بلومبيرج» فقدت شركات كبرى بالدول الخليجية التي قررت قطع العلاقات مع قطر، معاملتها التجارية في السوق القطرية، وبدأ الحصار المفروض على قطر، يحاصر الدول الخليجية المقاطعة من البحرين والسعودية إلى الإمارات، وفقًا لما نشرته وكالة "بلومبيرج" الوكالة أشارت إلى أن استثمارات هذه البلدان تواجه مشكلة في السوق القطرية، انطلاقًا من تعليمات دولها الآخذة في المقاطعة، بالرغم من عدم قيام قطر بأي إجراءات انتقامية في هذا المجال. ودفعت تلك المقاطعة منتجو المواد الغذائية في قطر للجوء إلى موردين جدد؛ لتأمين الطلب على الغذاء قاموا بزيادة صادراتهم لهذا البلد بشكل كبير، كما التزمت الشركات القطرية بإجراءات لتزويد الأسواق بالمواد الغذائية اللازمة. وتستورد قطر 80% من احتياجاتها الغذائية عبر جيرانها الخليجيين، الأمر الذي كان يشكل مصدر إيرادات مهم للشركات في الدول المقاطعة، وكذا آلية لتسويق الإنتاج الغذائي والزراعي. وتوجهت قطر نحو أسواق بديلة، وبدأت الشركات العمانية تصدر المنتجات نحو الدوحة، مع افتتاح خطين ملاحيين تجاريين، في حين قال مسؤولون إيرانيون اليوم إن طهران أرسلت أربع طائرات شحن محملة بالأغذية إلى قطر وتخطط لتزويدها بمائة طن من الفواكه والخضر يومياً. كما تدفقت المنتجات من تركيا والكويت وغيرها من الدول العربية، واليونان وأذربيجان والهند وغيرها إلى السوق القطرية، مع تأمين مخزونات تفيض عن حاجة السوق القطرية للسلع والبضائع، وفي نفس الوقت دخلت الشركات الخليجية في الدول المقاطعة أزمة ستتصاعد في حال طال أمد الحصار. - المواد الغذائية تسيطر السعودية على نحو 42% من إجمالى واردات قطر من الدول الخليجية والعربية من المواد الغذائية والمشروبات حيث بلغت قيمة واردات قطر من السعودية من المواد الغذائية والمشروبات خلال عام 2016 نحو 52% من إجمالي وارداتها الغذائية والمشروبات من دول الخليج. لا شك أن وقف التجارة من خلال المنافذ البرية سيعيق حركة التجار، إلا أن قطر لن تتأثر كثيرًا من هذا الحصار الذي يحمل طبيعة تجارية خاصة، حيث أجرت قطر محادثات مع إيرانوتركيا ودول أخرى لتأمين إمدادات الغذاء والمياه وفقًا لتقرير «بلومبيرج» . ولفت التقرير إلى أن شركة الخليج للسكر، أكبر مصفاة للسكر في العالم، الموجودة في الإمارات، هي من أبرز الخاسرين من جراء الحصار، وشرح أن المملكة العربية السعودية والإمارات توقفتا عن تصدير السكر الأبيض إلى قطر، بجانب تحركات من الهند والدول الأوروبية لتلبية احتياجات قطر من السكر. - المساعدات التركية متاجر عدة في قطر، أعلنت الجمعة الماضي، عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، عن وصول منتجات تركية، وألصقت أوراق في الرفوف كتبت عليها: «منتجات قادمة من تركيا جوا». ولاقت المنتجات التركية المتنوعة، إقبالا كبيرًا عقب وصولها متاجر قطر، ووفقا ل«الأناضول»، معتبرين إياه أول رد عملي من تركيا لمواجهة الحصار الاقتصادي الذي فرضته الدول الخليجية. لاشك أن ارتداد الأزمة قد تفضي لخسائر ليس فقط على الاقتصاد القطري بل قد تطول دول المقاطعة نفسها «الرياضوأبوظبي» فمع دخول الأزمة نفق مظلم قد تلجأ قطر لاستخدام أوراق ضغط تضر بمصالح السعودية والإمارات.