يدلي البريطانيون اليوم بأصواتهم للاختيار بين تيريزا ماي رئيس وزراء بريطانيا التي تتبع حزب المحافظين، وجيريمي كوربن زعيم حزب العمال المعارض؛ وذلك عبر صناديق الاقتراع في أول انتخابات تشريعية بعد خروج لندن من الاتحاد الأوروبي. وتجري عملية الاقتراع وسط إجراءات أمنية مشددة بعد سلسلة من الحوادث الإرهابية التي شهدتها البلاد الفترة الماضية، واستطلاعات رأي وتحليلات تؤكد تراجع شعبية رئيسة الحكومة وارتفاع حظوظ غريمها كوربن. وفتحت مراكز التصويت في الساعة السابعة على أن تغلق في العاشرة مساء، وذلك بعد 3 اعتداءات شهدتها بريطانيا، وأسفرت عن مقتل 35 شخصا خلال أقل من 3 أشهر. من جانبها أعلنت السلطات البريطانية أنها ستفرض إجراءات أمنية بالغة المرونة في العاصمة لندن؛ ليتاح نشر قوات للشرطة بالسرعة القصوى، بعد 5 أيام على اعتداء أسفر عن سقوط 8 قتلى في العاصمة البريطانية، ولن تصدر أي أرقام عن استطلاعات الرأي عند خروج الناخبين من مراكز الاقتراع قبل انتهاء التصويت، أما النتيجة النهائية فيفترض أن تعلن فجر غد الجمعة. ويجري هذا الاقتراع الذي دعِي أكثر من 47 مليون بريطاني للمشاركة فيه، قبل 3 سنوات من انتهاء ولاية رئيسة الوزراء المحافظة تيريزا ماي، التي تأمل في تعزيز أغلبيتها في مجلس العموم لتتمكن من التفاوض من موقع قوة بشأن خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي؛ وطلبت ماي من الناخبين طوال حملتها "أن يمنحوها تفويضا واضحا للتفاوض حول أفضل اتفاق ممكن للمملكة المتحدة". وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم المحافظين، لكنها تكشف عن تقلص الفارق بينهم وبين العماليين بقيادة جيريمي كوربن بمقدار النصف على الأقل، بعدما كان أكثر من 20 نقطة عند الإعلان عن الانتخابات المبكرة في أبريل الماضي. ويصعب معرفة تأثير الاعتداءات على الاقتراع، ويرى المحللون أن المحافظين الذين يعتبرون أكثر صلابة في القضايا الأمنية يواجهون انتقادات، لأنهم لم يتمكنوا من منع وقوع هذه الهجمات، ولأنهم ألغوا عشرين ألف وظيفة في أجهزة الشرطة منذ 2010. أما خصم رئيسة الحكومة العمالي جيريمي كوربن فيعد أحد أعمدة الجناح اليساري بحزبه، ولم يشغل في الماضي أي منصب وزاري، ورغم أنه يتبنى نفس موقف ماي بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي، فإنه يريد تبني موقف أكثر تصالحا مع المفوضية الأوروبية والمحافظة على منفذ إلى السوق الأوروبية الواحدة. ويرى الخبراء أنه رغم أن سبب التصويت هو الخروج من الاتحاد الأوروبي فإن كوربن وماي لم يتبنيا أي رؤية مستقبلية للمرحلة التالية.