جاء من بلدته بمركز أبو قرقاص بالمنيا باحثا عن فرصة عمل ب"قاهرة المعز" لتوفير حياة كريمة له وأسرته، لينتهي به المطاف داخل شقة بسيطة بشارع السلام بمنطقة العمرانية. رويدا رويدا، وجد الزوج "أحمد دكروري"، 41 عاما، أن الأموال التي يتحصل عليها من خلال عمله بمهنة السباكة لا تكفي لسد احتياجات الأسرة، لتقرر زوجته "شيماء"، مساعدته من خلال عملها كخادمة لدى مالك عقار بالمنطقة (ز) بهضبة الأهرام. طوال فترة عمل الزوجة، وجدت مضايقات من قبل حارس العقار محمد عبد الحليم 50 عاما، وشهرته "ربيع"، لكنها كانت تتحمل من أجل "لقمة العيش". ومع كثرة المضايقات، تركت صاحبة ال31 عاما العمل، دون إخبار زوجها بالسبب، لكن وساوس الشيطان لم تخرج من ذهن حارس العقار الذي ظل يطارد الزوجة ويروادها عن نفسها عبر مكالمات هاتفية، واعدا إياها بتوفير فرصة عمل جيدة براتب مناسب حال موافقتها على طلبه الذي استمر طوال 5 أعوام. اضطرت "شيماء" لإخبار زوجها بتفاصيل تلك الأزمة منعا لتفاقمها، ليتوجه الأخير لمقابلة صاحب العقار للشكوى من حارس العقار رقم 510، فلم يجده، وتقابل مع الحارس وعاتبه على ذلك، ونشبت مشادة كلامية بينهما، تطورت إلى مشاجرة أحضر على إثرها الحارس سكينا من غرفته محاولا التعدي عليه إلا أنه قاومه واستخلصها منه، وسدد له عدة طعنات أودت بحياته في الحال. مع سقوط حارس العقار جثة هامدة غارقا في دمائه بالسلم المؤدي إلى غرفته، أسرع زوج شيماء بتغيير ملابسه بأخرى خاصة بالمجني عليه، واستولى على هاتفه المحمول لكونه مسجل عليه رقم زوجته خشية فحصه وضبطه، وفر هاربا، ليحرق القميص الذي كان يرتديه أثناء ارتكاب الواقعة، والخاص بالمجني عليه، وتحطيم الهاتف المحمول. وبينما يتخلص "أحمد" من السكين بإلقائها بأحد مقالب القمامة بمنطقة العمرانية، تلقى اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بلاغا بالعثور على جثة شخص بهضبة الأهرام. وانتقل اللواء إسماعيل رجب، نائب مدير أمن الجيزة لقطاع الغرب، إلى مسرح الجريمة، وعُثر على جثة حارس العقار بها آثار طعنات بالرقبة والصدر والخد الأيسر، وجروح قطعية باليد اليسرى. وتوصلت تحريات العميد عبد الحميد أبو موسى، رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، إلى أن مرتكب الواقعة يدعى "أحمد د."، 41 عاما، سبق اتهامه في 7 قضايا آخرهم (ضرب)؛ لقيام المجني عليه بالاتصال بزوجته لمراودتها عن نفسها. وتمكن المقدم عمرو حجازي، رئيس مباحث الهرم، ومعاونه الرائد طارق مدحت، من ضبط المتهم بأحد الأكمنة، وأقر بارتكاب الواقعة قائلا: "أنا دافعت عن نفسي، بس كله إلا الشرف".