كتب: أمير الشعار لطالما تنتهج قطر أسلوبا مغايرًا لطبيعتها العربية مع دول الجوار، لكن أن تشيد بعلاقتها القوية مع إيران وتعلن معاداة أشقاءها، فهي بذلك أصبحت بمعزل تام عن العالم العربي، وعليها أن تدفع ثمن ذلك من أجل تحسين العلاقات. الانقلاب الأول فمنذ الانقلاب الأول في قطر قبل 22عامًا، حدثت تغيرات عديدة على الساحة العربية، لكن البيت القطري لم يتأثر بذلك الانقلاب، لكن ما حدث اليوم من الدول العربية، ماهو إلا عقاب جماعي وردًا على افتراءاتها وأن ما تدّعيه قطر بتدخل الدول العربية في شؤونها محض افتراء، لأنها لطالما سعت إلى الوقوف بجوارها. لكن اليوم، زادت خسائر قطر بشكل كبير، بعد قرار إغلاق السعودية ومصر والإماراتوالبحرين، الحدود وعبور المواطنين وإغلاق المنافذ البحرية والجوية. اضطراب تميم السفير جلال الرشيدي مندوب مصر السابق في الأممالمتحدة، أكد ل" التحرير " أن موقف الدول العربية بقطع العلاقت مع قطر، جاء في وقته، وأن تصريحات الشيخ تميم حول الأشقاء العرب كونهم ليسوا على دراية بما يحدث في قطر، إضافة إلى الإساءة المباشرة لهم، ينم عن اضطراب عقلي. وكانت قطر وقّعت مع دول المنطقة، "وثيقة جدة" منتصف سبتمبر 2014، تعهدت من خلالها دحر الإرهاب ووقف تمويل الجماعات المتطرفة، وتقديم كل من له صلة بالإرهاب أو متورط في أحكام قضائية للعدالة. توتر قطري لكن الشيخ تميم رفض تنفيذ بنود الوثيقة، بل زاد الأمراء سوءًا حينما أعلن تقربه من إيران، والاستقواء به، ماتسبب في خلق توتر مع حليفتها أمريكا، الأمر الذي يتسبب في سحب القاعدة العسكرية الأمريكية من قطر، بحسب السفير الرشيدي. ونوه إلى أنه ليس من المستبعد أن تحل تركياوإيران بديلًا لأمريكا في التواجد العسكري، وذلك بعد توقيع اتفاقية عسكرية مشتركة منذ 3 أشهر بين تركياوقطر. مصر والخليج "ولما لا تحل مصر بديلًا لقطر في مجلس التعاون الخليجي".. هذا ما أشار إليه مندوب مصر في الأممالمتحدة السابق، وذلك نظرًا للعلاقات الوطيدة والكبيرة بين الدول العربية ومصر. وتمنى "الرشيدي" ألا يحدث تقسيم بين الدول العربية، وأن يظلوا متحدين، كوننا نحتاج إلى لم الشمل بشرط تعقل الشيخ تميم. استنكار قطري ورغم كل الإجراءات التي اتخذتها الدول العربية، إلا أن قطر استنكرت ردود الأفعال، وأعربت عن أسفها لقطع العلاقات "الغير مبررة" من قبل الدول العربية، الأمر الذي يثير إلى أن قطر ما زالت مُغيبة، وتعيش في معزل عن العالم العربي، بحسب المندوب الأممي. وحول دعوة وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، الدول الخليجية للحفاظ على وحدتها والعمل على تسوية الخلافات بينها، بعد قطع العلاقات، لفت "الرشيدي" إلى أن هناك تعقل أمريكي حول القضية العربية، وذلك حفاظًا على توحد مجلس التعاون الخليجي، لكن مايهم حاليا هو موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إزاء تصريحات "تميم" المثيرة للجدل، والتي قد تدفعه إلى حافة الهاوية. تآمر الدوحة في نفس السياق، قال السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق: إن "الدول العربية كانت تأمل أن تتراجع قطر عن موقفها العدائي، لكن موقفها المتآمر". وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق ل"التحرير" "من المواضح أن مصر والدول العربية، تمتلك معلومات حول تدخل الدوحة في شؤونها الداخلية"، مؤكدًا أن قطع العلاقات سيؤثر على العلاقات مع أوروبا باعتبارها شبكة دولية كبرى. "ربما تُدرج مصر في مجلس التعاون الخليجي بدلًا من قطر"، نظرًا لمكانة مصر وقوتها في المنطقة، هذا ما صرح به "السفير بيومي". وحول العلاقات القطريةالأمريكية، نوه إلى أن هناك تراشق كبير بين الطرفين، وذلك بعد تصريحات المسؤولين القطريين المسيئة لإدارة ترامب، ما قد يتسبب في زعزعة العلاقات الاستراتيجية، نافيًا في الوقت نفسه أن تسحب أمريكا قاعدتها العسكرية من الدوحة. إيران وإسرائيل وتابع "أن علاقة قطربإيران ستخلق أزمة كبيرة في المنطقة العربية، وستؤثر على دول الخليج دون غيرها، وأن الإدارة الأمريكية لن تتأثر بالتطبيع بين طهرانوالدوحة". لكن ما قد يخلق أزمة بين الدول العربية، هو أن إسرائيل ستقيم الأفراح ابتهاجًا لما يحدث من شقاق في الصف العربي، وفقًا للسفير جمال بيومي. وكانت قد قطعت كل من مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، علاقتهم الدبلوماسية مع قطر، بسبب دعمها وإيوائها للجماعات الإرهابية.