قال له سيدنا النبى بعد أن رآه يبكى رقية إن الله يأمرنى أن أزوجك أختها 1- يوم وفاة أم كلثوم جلس سيدنا النبى أمام غرفة الغسل يوجه من خلف الباب النسوة اللاتى يغسلنها، طلب منهن أن يغسلنها ثلاثا أو خمسا أو سبعا بماء وشىء من الكافور، وطلب أن يبدأن بميامنها ومواضع السجود منها، ولما فرغن مد يده وناولهن الكفن الذى كان يحمله. واراها الثرى إلى جوار رفات شقيقتها رقية، ثم وقف أمام القبر بدموعه يحمد الله على ما أعطى وما أخذ. 2- طلق عتيبة ابن أبو لهب ابنة الرسول أم كلثوم بعد أن أشهر رسالته. ذهب عتيبة لسيدنا النبى قائلا «كفرت بدينك وفارقت ابنتك، لا تحبنى ولا أحبك»، ثم دنا من الرسول وشده من قميصه فمزقه. قال له سيدنا النبى: اللهم سلط عليه كلبا من كلابك، فأصابه الوجوم، وكان أبو طالب حاضرا فقال لعتيبة: كنت فى غنى عن هذه الدعوة. بعدها بأيام خرج نحو الشام تاجرا، وعندما وصل الركب إلى مشارف الشام ليلا افترشوا مكانا للنوم.. وهناك استجاب الله دعوة سيدنا النبى. استيقظ عتبة من نومه وقد اقترب منه الكلب بعد أن تجاوز كل أفراد الركب، نظر إلى عينيه فقال عتيبة: أيقتلنى الآن محمد وهو فى مكة وأنا فى الشام؟ وكانت هذة الجملة آخر ما قاله. 3- عادت أم كلثوم إلى بيت أبيها فى أصعب لحظات حياته. كانت تستقبله يوميا، وعلى جسده ندوب المعركة وعلى ثيابه الطاهرة آثار ما كانت تلقيه عليه قريش من قاذورات، ذات يوم دخل إلى البيت بعد أن نثر فوق رأسه الشريف أحد المشركين ترابا، فأقبلت أم كلثوم تتغسل عنه التراب، وهى تبكى فقال لها سيدنا النبى «لا تبكى يا بنية إن الله مانع أباك». عانت من الحصار والجوع الذى فرضته قريش بقسوة وضراوة على المسلمين.. يقول سعد بن أبى وقاص عن هذه الأيام: «لقد بلغ بى الجوع أنى جعت حتى وطئت ذات ليلة على شىء رطب فوضعته فى فمى وبلعته وما أدرى ما هو إلى الآن!». كانت أياما صعبة.. ماتت السيدة خديجة بين أحضانها وعصف الحزن بكل أركان البيت، شهدت أباها وهو يدفن أمها بنفسه ويعود إلى بيته محزونا يتلمس شعوره باليتم من جديد. 4- بعد أن توفيت السيدة رقية حزن سيدنا عثمان حزنا شديدا وكان دائم البكاء عليها. أما سيدنا عمر فقد أزعجه كثيرا حزن ابنته حفصة، بعد أن مات زوجها حصن بن حذافة. فكر سيدنا عمر أن يداوى الجريحين، فعرض على عثمان أن يتزوج من حفصة، لكن سيدنا عثمان رفض، فثار عمر وذهب إلى رسول الله شاكيا مما حدث، فقال له سيدنا النبى: «يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هى خير من حفصة». أما سيدنا عثمان فقد تزوج ممن هى خير من حفصة.. تزوج أم كلثوم، قال له سيدنا النبى بعد أن رآه يبكى رقية «إن الله يأمرنى أن أزوجك أختها، والذى نفسى بيده لو أن عندى مئة بنت يمتن واحدة بعد واحدة زوجتك أخرى حتى لا يبقى بعد المئة شىء». قبل أن تدخل أم كلثوم دارا كانت أختها تسكنه، سالت دموعها حزنا على رفيقة الطفولة ورفيقة وجع أن تكون حماتهما المشتركة يوما ما هى أم جميل حمالة الحطب، تأملت خيال أختها فى كل ركن وظلت لست سنوات ترى طيف رقية كلما حانت منها التفاتة داخل البيت إلى أن توفيت. 5- تزوج سيدنا عثمان مرتين بعد ذلك، لكنه لم يتزوج بمن هى خير من أم كلثوم. أما حفصة فقد تزوجت من هو خير من سيدنا عثمان.. تزوجت سيدنا النبى.