يقترب قطار الدورى المصرى من الوصول إلى محطته النهائية، ليشتعل الصراع بين الأندية الكبيرة فى سوق الانتقالات الصيفية المقبلة، والذى دائمًا ما يشهد منافسة شرسة بين ناديى القمة الأهلى والزمالك، على الفوز بالصفقات إلا أنه فى الآونة الأخيرة دخلت أندية أخرى فى اللعبة مثل سموحة، ووادى دجلة والتى تعتمد على إدارتها التى يترأسها رجال أعمال الذين يعتمدون على إغراء اللاعبين بالأموال. الصراع على شراء اللاعبين طبيعى فى كل دول العالم ودائمًا ما تكون القيمة التسويقية للاعب متساوية مع أو أكبر من قيمة شرائه من ناديه وتعاقده السنوى، وتعد القيمة التسويقية هى القيمة الشرائية الحقيقية للاعب فى سوق الانتقالات التى تعتمد على عمر اللاعب، وعدد مشاركاته مع النادى والمنتخب وسجله التهديفى وصناعة الفرص فى حال إذا كان مهاجما إلى جانب قيمته فى سوق الإعلانات. وفى أوروبا تعتمد الأندية فى شراء اللاعبين وفقًا للقيمة التسويقية الحقيقية للاعب، ويكون اللاعب محترفا بشكل كامل وحقيقى، ويتم استخدامه فى الحقوق الإعلانية للنادى، مثلما حدث مع ديفيد بيكهام حين انضم لصفوف ريال مدريد الإسبانى من مانشستر يونايتد الإنجليزى مقابل 35 مليون يورو، وبعد انضمامه جنى الفريق الملكى قيمة انتقاله من عائد بيع قميصه، علاوة على الدور الإنسانى وتأثره فى المجتمع، مثل زيارات النجوم للمستشفيات ودور الرعاية. لكن فى مصر نرى الأندية تصرف أموالا طائلة على شراء اللاعبين ومرتبات سنوية بما لا يتناسب مع قيمتهم التسويقية الحقيقية، وأحيانا تضم الأندية لاعبين بالملايين وتتركهم دون مقابل مثل إسلام عوض الذى اشتراه الزمالك ب6.5 مليون جنيه من إنبى، ونور السيد الذى تم شراؤه ب6 ملايين جنيه من الجونة، ورحل الثنائى مجانا وما زال الزمالك يدفع مستحقات شرائهم حتى الآن، ومايوكا الذى يكلف خزينة الزمالك سنويًا ما يقرب من 7 ملايين جنيه كراتب سنوى، لكنه حتى الآن لم يحقق أى مكاسب للفريق سواء تسويقيا أو فى الملعب، وميدو جابر الذى تعاقد معه الأهلى مقابل 8 ملايين جنيه لكنه لا يشارك بانتظام مع فريقه، وجون أنطوى الذى ضمه الأهلى بمليون دولار من الشباب السعودى، وتمت إعارته للمقاصة. وتواصلت « التحرير » مع عدد من مسؤولى التسويق بالأندية ووكلاء اللاعبين لسؤالهم عن هذه الأزمة التى يعانى منها الدورى المصرى.. من جانبه قال المهندس عدلى القيعى أحد أشهر مديرى التسويق فى القلعة الحمراء، وأول من أنشأ إدارة فى مصر للتسويق والاستثمار الرياضى: القيمة التسويقية لها علاقة بالحالة التنافسية والمادية، ودائما ما يكون لوكلاء اللاعبين دور كبير بسبب حصولهم على نسبة تترواح بين 10-15%، علاوة على أن هناك حالة من التسخين من جانب اللاعبين. وأضاف القيعى: قبل ثورة 25 يناير، كان الزمالك وإنبى أكثر الأندية إعطاءً للأموال للاعبين، مثلا فى القلعة البيضاء كانت عقود (عمرو زكى وأحمد حسام ميدو وحصول كل منهما على 6 ملايين جنيه، وشيكابالا 8 ملايين جنيه) وارتفاع قيمت عقودهما فى ذلك الوقت هو ما أحدث طفرة كبيرة فى سوق الانتقالات، وكان فى ذلك الوقت محمد بركات ومحمد أبو تريكة يأخذان مليونا ونصف المليون، لكن حين علم الجميع عقود ثلاثى الزمالك وجدد بركات تم رفع قيمة عقده إلى 3 ملايين جنيه. وأردف مدير التسويق فى القلعة الحمراء السابق: بعد الثورة الأهلى أصبح أكثر ناد يعطى اللاعبين أجورا سنوية، كما أنه فى آخر 6 سنوات، ارتفعت مرتبات اللاعبين داخل الأهلى بشكل كبير، لكن مع تحمل اللاعبين نسبة الضرائب التى تتراوح بين 20 و25%، عكس ما كان يحدث فى السابق بتحمل النادى الضرائب. وتابع القيعى بالحديث عن الحل لتلك المشكلة قائلا: لا بد أن تتفق الأندية الكبيرة على تحديد سقف للتعاقدات مع اللاعبين، والأهم تطبيق الاحتراف بمعناه الحقيقى، وأن يكون اللاعب محترفا بشكل حقيقى، ولا يقدم برامج تلفزيونية ويكون له دور كبير ومحترف، ولا يمتحن الحكام مهنة سوى التحكيم، ونحن الآن نرى حكاما يعملون فى البنوك وشركات البترول. فى المقابل تحدث أحمد سليمان ، عضو مجلس إدارة الزمالك السابق قائلا: كل ما يحدث ناتج من الصراع والمنافسة، ووجود بعض المصالح والتربيطات بين بعض الوكلاء والمسؤولين فى الأندية، ووكلاء اللاعبين لهم جزئية كبيرة من خلال تسويق اللاعبين فى الإعلام، والحل لا بد أن يقنن اتحاد الكرة جزئية التسويق، ويتم تقنين عدد الانتقالات للأندية. وتحدث نادر شوقى ، وكيل اللاعبين قائلا: المشكلة أن الأهلى بيحب يشترى ومش بيحب يبيع، ويترك اللاعبين دون مقابل كنوع من الكبرياء.. وفى الفترة الأخيرة الأهلى أصبح يدفع أموالا كثيرة، وذلك جديد (وحين كان جدو فى الأهلى كان يأخذ 4 ملايين جنيه، وبعد أن انتقل للإنتاج الحربى أصبح يأخذ 600 ألف جنيه).. وأى ناد بيكسب فلوس من بيع اللاعبين أكثر من الأهلى، ولا بد أن يتعلم من مصر للمقاصة، فى تسويقه وعرضه لنجومه.. لكن أعتقد أن تلك المشكلة ستحل نفسها بنفسها، وعلى الورق الأهلى ناجح. وقال محمد شيحة ، وكيل اللاعبين: «هنالك لاعبون لا تستحق الأرقام التى يأخذونها، وذلك ناتج من سوء التقييم، ووكلاء اللاعبين لهم دور وأنا واحد من الناس ممكن أجامل لاعب أو مدرب زميل، علاوة على أن كل مدرب يذهب للنادى برجالته، والأهلى أكثر ناد يخسر أموالا فى مصر وبيشترى بأموال كبيرة ويترك اللاعبين ببلاش، والحل لا بد أن يكون هناك إدارة تسويق مخصصة ومدير رياضى يحدد قائمة اللاعبين الذين يحتاج إليهم النادى». من جانبه قال مصدر مسؤول داخل النادى الأهلى: قيمة الأهلى ترفع من القيمة التسويقية للاعب، ولا بد من وجود معايير محددة لضم اللاعبين مثل السن والمشاركات الدولية وعدد الأهداف والإصابات وصناعة الأهداف. بينما تحدث خالد مرتجى ، العضو السابق بمجلس إدارة النادى الأهلى ولجنة الأندية بالاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، قائلا: الصراع بين الأندية الكبيرة وبالأخص الأهلى والزمالك، هو الذى ينتج عن أرقام ورواتب وقيمة تسويقية غير حقيقية للاعبين.