عام كامل مضى على اقتحام نقابة الصحفيين، التى لاتزال جدرانها شاهدة على وقائع ما حدث من امتهان للكيان النقابي، وانتهاك لبلاط صاحبة الجلالة للنيل من قلعة الرأى والحريات، حينما إقتحمت قوة أمنية مبنى نقابة الصحفيين بشارع عبدالخالق ثروت، لإلقاء القبض على اثنين من المعتصمين بداخلها وهم الكاتب الصحفي عمرو بدر رئيس تحرير بوابة يناير ومحمود السقا، فى تحد سافر لنقابة الصحفيين بصفة خاصة والجماعة الصحفية بصفة عامة، ليجد جموع الصحفيين أنفسهم أمام حدث تاريخي جلل لايتكرر كثيراً، ليقرروا الاحتشاد فى جمعيتهم العمومية فى 4 مايو من العام الماضي، معلنين رفضهم اقتحام النقابة دون إذن نقيب الصحفيين وقتها يحيى قلاش ومجلس نقابته فى مشهد يظهر تلاحم الصحفيين قبل أن يؤول المشهد لإنقسام الصحفيين بين تيارين ما بين جبهة نقابة الصحفيين وجبهة تصحيح المسار، وينتهى المطاف إلى انتصار الداخلية فى معركتها على الجماعة الصحفية. "يوم العار.. جريمة لم تسقط بالتقادم.. سنرد الاعتبار.. عمومية الكرامة"، تلك العبارات ماتزال تٌزين أروقة النقابة حتى اللحظة الراهنة فى الذكرى الأولى لإقتحام النقابة، لتؤكد على رغبة الصحفيين فى استعادة كرامتهم ورفض الكيان النقابي للقبضة الأمنية على نقابة الحريات والرأى، ولترسخ مدى تمسك الجماعة الصحفية بحقوق أبنائها واستقلال مهنتهم. اليوم الإثنين، تحل الذكرى الأولى لتلك القضية التى لايزال يحاكم نقيب الصحفيين السابق يحيى قلاش وعضوي مجلس النقابة خالد البلشي وجمال عبدالرحيم على إثرها فى ساحات المحاكم حتى اللحظة الراهنة، ليتنهي بهم المطاف أمام محكمة النقض، استنكاراً للحكم الصادر ضدهم من قبل محكمة الجنح بالسجن لمدة عام مع إيقاف التنفيذ لثلاث سنوات بحقهم بتهمة إيواء صحفي ومتدرب لعلمهم بأنهم مطلوبين لسلطات التحقيق. ومن مفارقات القدر، أن يكون الطرف الرئيسي للقضية التى لاتزال تشغل الرأى العام حتى الآن، وهو الكاتب الصحفي عمرو بدر رئيس تحرير بوابة يناير الاليكترونية، عضواً فى مجلس النقابة الحالي، بعد معركة انتخابية نجح خلالها فى حصد أعلى الأصوات على مقعد العضوية "تحت السن". لم يُرد نقيب الصحفيين السابق يحيى قلاش أن يترك ذلك اليوم يمضي، دون أن يؤكد أن واقعة اقتحام نقابة الصحفيين يوماً للعار بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ودلالة، ليظل يوم ٤ مايو الذي توافد فيه أعضاء الجمعية العمومية للاجتماع بمقر نقابتهم رغم الحصار "يوما مشهودا لرد الاعتبار" . ويضيف قلاش على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "لا أجدني هنا في حاجة للوقوف أمام تفاصيل كل ما جرى من تداعيات الحادث ولا أهدافه ومراميه التي باتت واضحة للجميع.. ولأن الذين يملكون فضل وواجب الدفاع عن كيانهم النقابي في هذا اليوم التاريخي وفي غيره من الأيام، لاينتظرون مني أو من غيري إدعاء الحكمة أو رميهم بالمواعظ.. فقط أردت في ذكرى مرور عام على هذا الحدث الجلل أن أذكر نفسي وإياكم أننا قادرون رغم كل الصعاب أو التضحيات أن نحمي كياننا النقابي ونحمي مهنتنا مما يحاك لها، وللذكرى التي لم تتحول إلى ماض بعد". بينما كتب عمرو بدر عضو مجلس نقابة الصحفيين عبر صفحته الشخصية أيضاً، "النهاردة بتمر سنة على جريمة اقتحام نقابة الصحفيين والقبض علينا، لحظة فارقة وقرار غشيم كان مؤشر لإعلان السلطة اللي بتحكم أنها في خصومة مع المجتمع، وأن عصا القمع هتطول الجميع، لأن في قلب كل محنة منحة خرجت من قلب جريمة الاقتحام منحة مش بس للصحفيين لكن للمجتمع كله، لأننا شفنا إن في نفس اللحظة اللي كان النظام المتسلط بينفذ جريمته وبيعلن نفسه أحدا أحد فوق القانون والمنطق والعقل كان فيه جيل تاني من الورد اللي فتح في جناين مصر بيتولد، جيل عبر عن نفسه في جمعية ٤ مايو التاريخية اللي هزت السلطة، جيل عبر عن نفسه على مواقع التواصل وفي مؤسسات المجتمع المدني". وتابع: "الجيل ده هو المستقبل اللي هيكسر الجنون والعبث مهما كان شكله، الأكيد إن جريمة الاقتحام هتتكتب في التاريخ عار يلاحق صناعها، زي بالظبط ما هيتكتب اسم كل اللي اتصدوا لها وأدانوها بحروف من نور". واستمرارً لتخليد تلك الذكرى وملحمة الجمعية العمومية التى أقيمت فى 4 مايو الماضي، دعا جموع الصحفيين إلى إحياء احتفالية أسموها ب"عمومية الكرامة" للتعبير عن رفضهم وقائع ما جرى فى اقتحام نقابة الصحفيين واستنكار ما حدث من انتهاك للكيان النقابي فى هذا اليوم.