محمود عبد الصبور وسمر فتحي: صرخات مكتومة يعتصرها الألم من خلف جدران الجيران، كانت البداية في الكشف عن ماسأة إنسانية بمعني الكلمة، بعدما حولت ربة منزل بيتها إلى "سلخانة تعذيب وحرق" لطفلي شقيقتها التي أودعتهما لديها قبيل وفاتها، دون أن تاخذها بهما رحمة أو شفقة أو صلة دم. التفاصيل بدأت بتلقي الرائد أحمد سمير، رئيس مباحث مركز شرطة كفر الدوار، بلاغا من أهالي «كوم البركة» بالعثور على الطفلة «حبيبة» 8 سنوات، عارية بحمام منزل خالتها وعليها أثار حروق شديدة في انحاء جسدها الذي يغطيه كميات من الدم المتجلط، وشعرها من محروق وفي حالة إعياء شديدة، وقال الأهالي في البلاغ إنهم سمعوا صوت صراخ الطفلة ومع عدم فتح صاحبة البيت للباب اقتحموه ليفاجئوا بوضع الطفلة. بالعرض على اللواء علاء شوقى مدير أمن البحيرة، تم القبض على خالة الطفلتين وتدعى «سناء. م.» وتبين من التحري أن المتهمة قامت باستلام الطفلة "حبيبة" وشقيقها "كريم" بموجب محضر تعهد ودابت على تعذيبهما. هيثم السيد، المحامي، وجار الطفلة قال إنه سمع صرخات شديدة وتوجع، خلف شباك حمام أحد جيرانه، وتدعى "سناء" ذات ال45 عاما، ولديها من الأبناء شابان فى سن العشرين. وأضاف المحامي ل«التحرير» أن صرخات «حبيبة» كانت مخيفة، فاقترب مسرعا من باب شقة جارته وطرقه ولكن لم يرد أحدا منهم، ولاحظ تعالي صرخات حبيبة وقولها «الحقونى أنا بموت يا ماما الحقيني يا ماما»، فقام ومعه بعض الجيران بكسر باب الشقة لنجدة الطفلة. وتابع السيد أن المشهد كان مخيفا وبشعا حيث عثر على الطفلة عارية وملقاة على الأرض بالحمام، مكتوفة الأيدى والأرجل،وشعرها محلوق ومسلوخة بمياه نار ورجليها مكسورة وجسمها متغطي بدم متجلط . واستطرد في حديثه «على الفور قمنا بإبلاغ الشرطة وجاءت للمعاينة والتحريات وقامت بالقبض على خالة الطفلين وأبنائها». وكشف الشاهد أن الطفلة حبيبة حكت لهم أن خالتها قامت بتعذيب أخيها حتى الموت وقامت بتقطيعه أمامها وتعبئته بأكياس ولا تعرف أين ذهب، ولم تتركها بل قامت بتعذيبها هى الأخرى قائلة لهم «خالتى عذبتنى وحرقتنى هى وولادها». واستكمل قائلا «لم تكن المرة الأولى التي تقوم الخالة بتعذيب طفلا شقيقتها، بل هذه المرة الثالثة وقمنا من قبل بإبلاغ مركز الشرطة بكفر الدوار واتهمها الجيران بالتعدي على الطفلين وتعذيبهما ولكن ليس لديهم أحد يرعاهما بعدما توفيت والدة الطفلين الصغار وهرب الأب بعدما خرج ولم يعد، تاركا أبناوءه فى أيدى أناس قلوبهم قاسية». واختتم المحامي شهادته بقوله «حسبي الله ونعم الوكيل مشهد الطفلة فى منتهى البشاعة ولابد من عقاب هذه السيدة وابنائها والتعامل معم دون رحمة».