شاب ثلاثينى من ذوى الاحتياجات الخاصة، يُدعى رمضان محمد إبراهيم، مسكنه بغرفة "تحت سلم" إحدى العقارات، وملجأه نفق الإبراهيمية بشاطيء البحر في محافظة الإسكندرية، حيث يبيع من خلاله "المناديل"، وبالرغم من عدم حصوله على شهادة دراسية أصبح مؤلف قصص ودواوين شعرية حتى أغلفة كتبه هو مبدعها. وبحديث رمضان مع "التحرير"، روى قصته وكيف أصبح مؤلفاً يشيد بقصصه ودواوينه رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وقال: " أنا رمضان محمد ابراهيم من مواليد الثمانينيات حياتي كلخا مأساة، متعلمتش ومش معايا شهادة، بعشق الكتابة والتأمل والفكر". وأضاف: "أول ماتولدت والدي مات وأمي ماتت وأنا عندي 29 سنة، خالي طمع في الميراث وسلبه مني ودخلني ملجأ "دار اسكندرية بنين" لرعاية الأيتام، وهناك إكتشفوا لإن عندي قصور ذهني وابتدا يجيلي تبرعات كتيير جداً.. ولما جيت أطالب بحقي في التبرعات دي مديرة الملجأ عذبتني وضربتني ولما جائني صحفي وقتها واتكلمت معاه إتهمتني بعدها إني باتحرش بالمشرفات وإني مجرم".
وتابع رمضان: "حولتني مديرة الملجأ للأحداث مع عيال متشردة.. هناك إبتديت أتعلم القراة والكتابة بس متعمقتش يادوب إتعلمت أ، ب.. لقيت بعدها المسئولين هناكك والأطفال بيبيعوا السجاير عادي فكرت في حاجة إيجابية، بإني أقطع السجاير دي.. وقعدت اتكلمت مع الأطفال وأقنعتهم إنهم يبطلوا تدخين وقابلت ده بالاضطهاد في الأحداث واتضربت". واستطرد: "قابلت اللواء عادل لبيب في 2004، واتكافأت ب10 آلاف جنيه، ومدير الأحداث رشحني إني أقوم بتأليف قصة وقاللي إن في مسابقة عن تأليف القصص القصيرة، ووعدني إني لو نجح هاخد أجازة من الأحداث لمدة شهر، ولو فشلت هيضربني.. علت قصة "كفاح شاب"، وطلعت الثاني على المسابقة اتكافأت مكافأة مالية.. وبعد ما خرجت من الأحداث طلعت ب4 آلاف جنيه جملة المكافآت اللي اتكافإت بيها!".
وحكى رمضان عن حلمه منذ الطفولة قائلاً: "بحلم من صغري أكون رحالة.. ده اللي خلاني أساف من اسكندرية لأسوان وخدت "مخلة" أعيش فيها.. لكني رجعت تاني اسكندرية.. وأحد السعوديين تعاطف معي وجابلي شقة هناك وأيام ثورة 25 يناير تهجم عليا بلطجية وكانوا عاوزين مني فِردة.. واتنصب عليا من مهندس جاري مضاني على عقد بيع الشقة على أساس إني أعيش معاه.. إكتشفت إنه عاوز يوديني لدكتور عشان يبيع أعضائي.. وطبعاً رفضت وده اللي خلاه يطردني من الشقة". وأوضح أن مسكنه الحالي هو غرفة "تحت السلم"، وأحياناً شواطيء البحر يلجأ إليها، وأكمل قائلاً: "بقيت دلوقتي ببيع مناديل وكل اللي مريت بيه ده خلاني أطلع موهبتي في تأليف الكتب، الفت ديوانين شعر واحد منهم بيتكلم عن الأمل والتاني اسمه "رمضان بائع البهجة"، إلى جانب قصص الأطفال وقصص عادية".