تشهد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تذبذبًا حيال موقفها من النظام السوري، على عكس إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الذي صرح بإمكانية توجيه ضربة جوية عسكرية ضد الحكومة السورية في 2013. تصريحات المسؤولين الأمريكيين المتناقضة في الآونة الأخيرة، توضح عدم خبرة الإدارة الجديدة في التعامل مع الأزمات الخارجية، فتارة تدعم الأسد وأخرى تصفه ب"مجرم حرب". وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ركزت في سنواتها الأخيرة على الوصول إلى اتفاق مع روسيا يقضي برحيل الأسد في نهاية المطاف، ولكن إدارة ترامب تركز على هزيمة متشددي "داعش". - ترامب: لن أتدخل في سوريا وأقوم بمحاربة الأسد قبل تولي ترامب الرئاسة رسميًا، وحينما كان لايزال مرشحًا، صرح بأنه في حال وصوله إلى البيت الأبيض لن يحارب نظام الأسد وسيركز جهوده في المقابل على مجابهة تنظيم "داعش". وقال "ترامب": إن "الولاياتالمتحدة لديها مشاكل أكبر من الأسد، وفي حال فوزي بالانتخابات لن أتدخل في سوريا وأقوم بمحاربة الأسد بمثل هذه الشدة". واعتبر أن المشكلة بالنسبة للولايات المتحدة تتمثل بتنظيم "داعش" وليس في الأسد. في حين كشفت صحيفة "ذا صن" البريطانية نقلاً عن "الأخبار" اللبنانية المقربة من النظام السوري رسالة من عضو بالكونجرس الأمريكي للرئيس السوري بشار الأسد أواخر العام الماضي، قائلة: إن "ترامب يرغب في التعاون مع السلطات السورية ضد داعش". وأضافت "الصحيفة" أن عضو الكونجرس عن ولاية هاواي تولسي جابارد، عند زيارتها سوريا في نوفمبر من العام الماضي ولقائها ببشار الأسد، نقلت رسالة مفادها أن الإدارة الأمريكية ترغب بتغيير جذري في سياستها تجاه سوريا. وبحسب ما نقلته "ذا صن"، فإن "جابارد" أبلغت الأسد أن مجيئها لسوريا كان بموافقة من ترامب، وأنه طلب منها نقل تصوره وأفكاره بشأن المنطقة، قائلة: إن "أولويات ترامب محاربة داعش، وأنه يرغب بالتعاون مع الأسد في محاربة هذا التنظيم". وتابعت "ترامب معجب بذكاء روسيا في إدارة الملف السوري، وهو يريد بناء تفاهم مع الروس في سوريا" من جانبه، لم يعارض الأسد التدخل الأمريكي في سوريا شريطة التنسيق معه، كما اشترط قبول تواجد الجيش الأمريكي على الأراضي السورية شرط الاعتراف بالحكومة الحالية، ومن ثم الاعتراف بشرعيته، وهي المرة الأولى التي يساوم فيها بشار الأسد واشنطن بشكل علني. - ريكس تيلرسون: مصير الأسد يحدده الشعب قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، خلال زيارة إلى تركيا، الخميس: إن "مصير الأسد على المدى الطويل سوف يحدده الشعب السوري". - نيكي هالي: الأسد مجرم حرب السفيرة الأمريكية في الأممالمتحدة نيكي هالي كانت من فريق الرافضين لبقاء الأسد، حيث قالت: إن "الولاياتالمتحدة تعتقد أن الشعب السوري لم يعد يريد بشار الأسد زعيمًا له، ولا يريده أن يترشح في أية انتخابات مقبلة" وأضافت "هالي" في مؤتمر صحفي بمناسبة تولي الولاياتالمتحدة رئاسة مجلس الأمن لشهر أبريل، أن الأسد عائق أمام السلام منذ فترة طويلة، وما يفعله بشعبه يعد جرائم حرب. وعند سؤالها عن تعليقات لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في العاصمة التركية أنقرة الأسبوع الماضي والتي قال فيها: إن "الشعب السوري هو الذي يقرر مصير الأسد"، أضافت "لا نعتقد أنه سيكون الشخص الذي يريد الناس بقاءه". وتابعت "أعتقد أن روسيا تحاول إيجاد حل سياسي، لكنها تحاول ذلك مع بقاء الأسد، وهذه مشكلة، فلن أخوض من جديد في مسألة هل يجب أن يبقى الأسد أم لا؟، لكن سأقول إنه يعرقل أي محاولة للتقدم، وإيران عقبة كبيرة أيضًا". - المتحدث باسم البيت الأبيض: نقبل بواقع الأسد أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، أنه على الولاياتالمتحدة "تقبل بواقع" حكم الرئيس بشار الأسد في سوريا. وأضاف "سبايسر" "نحن بحاجة الآن إلى التركيز على هزيمة داعش، فالولاياتالمتحدة لها أولويات راسخة في سوريا والعراق، وقد أوضحنا أن مكافحة الإرهاب وخصوصًا هزيمة التنظيم هي على رأس أولوياتها". وتابع "إذا تخلت الولاياتالمتحدة بشكل حاسم عن سياسة المطالبة برحيل الأسد، التي اتبعتها إدارة أوباما بوضوح، فإن إدارة ترامب تجعل سياستها أقرب في توجهها إلى روسيا التي تدعم الأسد ومناقضة لحلفاء أمريكا في أوروبا وتركيا".