بعد أيام قليلة من عرضه، نجح مسلسل "الأب الروحي" في جذب عدد كبير من المشاهدين، وربما هذا يدفعنا للاعتراف بأنه أصبح أحد أهم الأعمال الدرامية في السنوات الأخيرة، كما أن الوجوه الجديدة التي ظهرت به تمكنت من اقتناص مكانة كبيرة من اهتمام المشاهدين. لفت المسلسل الأنظار إليه من خلال أحداثه الاستثنائية والجديدة على الدراما المصرية، وربما هذا وضعه في موضع اتهام البعض حول تشبيهه بالثلاثية الأمريكية الخالدة "الأب الروحي"، بالإضافة إلى تشبيهه أيضًا بمسلسل "صراع العروش" على خلفية الأحداث ورحيل الأبطال الأبرز. و وسط زخم الأحداث والتشبيهات، هناك بعض المشاهج التي أثارت جدلًا كبيرًا منذ عرض المسلسل حتى الآن، ربما يعود ذلك بسبب أخطاء فنية احتوتها هذه المشاهد، أو أحداث صادمة غريبة على التلفزيون المصري. ونحاول من خلال هذا التقرير رصد بعض المشاهد التي أثارت جدلًا كبيرًا فور عرضها، بل وتمكن من صدمة المشاهدين، وجعلت من المسلسل حديث الجميع. خطأ ديني كارثي في الحلقة ال17 من المسلسل، والذي ظهر به "زين العطار" في الماضي وهو في عمر الشباب، وكان وفقًا لأحداث المشهد، يعترف بارتكابه جريمة قتل بحق أحد أبناء عائلات قريته الكبرى. حيث ظهر خلال المشهد والد الضحية وهو يستشيط غضبًا بسبب اعتراف "زين العطار"، وهو ما دفعه للمطالبة بقتله علنًا أمام الجميع. الخطأ هنا جاء كارثيًا للغاية، حيث حاول والد الضحية الاستشهاد بآية قرآنية لتدعيم موقفه، وبالطبع لم يكن هناك أنسب من الاستشهاد بالآية ال 179 من وسورة "البقرة" "وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ"، إلا أنه قالها بشكل خاطئ: "ولكم في الحياة قصاص يا أولي الألباب". المثير أن أحدًا لم يعلق على الأمر، ومر على فريق العمل بالكامل، بداية من الممثل ذاته، مرورًا بالمخرج وباقي الممثلين، لكنه في حقيقة الأمر يعتبر خطئًا دينيًا بمثابة كارثة. خناقة زكريا العطار في الحارة في الحلقة ال15 من المسلسل، ظهر الفنان أحمد فلوكس أو شخصية "زكريا العطار"، وهو يدخل الحارة من أجل إنقاذ شقيقته "ميرهان حسين" واسترجاعها بعد اختطافها. المثير في المشهد كان أسلوب "فلوكس" ونبرة صوته العالية، وكلمات التهديد التي أطلقها، ما دفع الجمهور لتوجيه اتهام له بأنه يحاول تقليد الفنان محمد رمضان في مسلسل "الأسطورة"، في المشهد الشهير الذي تعارك فيه مع "عصام النمر". ربما هناك العديد من أوجه التشابه بين المشهدين، وخاصة الديكور الخاص بهم، بالإضافة إلى أداء "فلوكس" والاشتباك الذي حدث بينه وبين أهل الحارة. المشهد الأول (الأب الروحي) المشهد الثاني (الأسطورة) مشهد مقتل أحمد فلوكس نجح مخرج المسلسل "بيتر ميمي" بطريقة أخاذة في صنع حالة من الألفة بين الجمهور وبين أبطال المسلسل، وذلك من خلال العديد من المواقف الدرامية التي علمت بشكل كبير مع المشاهدين، وبالتأكيد يعود ذلك أيضًا إلى الأداء الاستثنائي من بعض الممثلين، ولعل أبرزهم في هذه هو الفنان أحمد فلوكس. إلا أن أحداث المسلسل ضربت بهذه الألفة عرض الحائط، بعد رحيل الأبطال واحدًا تلو الآخر، وخاصة رحيل بطل العمل أحمد فلوكس في الحلقة ال32، والتي شكلت صدمة كبيرة للمشاهدين. حيث تم قتل "زكريا العطار" على يد أحد رجال الأمن بأمر من "اللواء محسن" الذي يقدم دوره الممثل أحمد حلاوة، وهو المشهد الذي آثار جدلًا كبيرًا وقتها وخاصة من قبل الجمهور الذي رفضه بشكل تام. المثير أن العديد من المشاهدين هددوا بمقاطعة المسلسل في حال مقتل الفنان أحمد فلوكس، وهو ما حاول البعض تنفيذه بالفعل بعدما قتل "فلوكس"، إلا أنهم لم يطيلوا الأمر بسبب أحداث المسلسل. ودفع حزن وصدمة المشاهدين، المخرج بيتر ميمي، لتصوير مقطع فيديو خاص وجهه لمشاهدين المسلسل، وقال فيه: إن "موت الشخصيات في مسلسل "الأب الروحي" لا يعني موتهم في الحقيقة"، مضيفًا بسخرية: "أحمد فلوكس في بيته في أكتوبر دلوقتي بياكل ويشرب ومبسوط". خطأ بملابس ضابط الشرطة لم يكن مشهد مقتل الفنان أحمد فلوكس، مثيرًا للجدل فقط بسبب موت "زكريا العطار"، بل شهد أيضًا خطأ فني آخر، بينما هذه المرة وقع الخطأ بسبب ملابس الممثلين، حيث وضع زي رجال الشرطة في هذا المشهد صناع العمل في ورطة كبيرة. حيث أنه خلال المشهد حضرت قوات الشرطة وهي ترتدي الملابس الصيفية باللون الأبيض، بينما كان يرتدي الممثلين على الجانب الآخر في المشهد ذاته ملابس شتوية، ولعل ملابس الفنانة مي سليم كانت بشكل خاص هي أبرز تأكيد للأمر، حيث كانت ترتدي بالطو خلال أحداث الحلقة. مشهد اغتصاب دنيا يعد مشهد اعتداء الفنان "دياب" والذي أدى شخصية "عبد الله" خلال أحداث المسلسل، على النجمة "دنيا" والتي قامت بدور "عائشة"، واغتصابه لها، أحد أكثر المشاهد التي أثارت الجدل خلال أحداث المسلسل. تعود تفاصيل المشهد إلى اغتصاب "عبدالله" ل"عائشة"، بعد اكتشافه خيانتها له مع ابن عمه، وهو ما دفعه للاعتداء عليها داخل غرفتها. المثير في الأمر أن الدراما المصرية لم تكن معتادة كثيرًا على هذه النوعية من المشاهد، إلا أن فريق العمل برغم كل الانتقادات التي وُجهت لهم بعد هذا المشهد، نجحوا في خروجه بشكل يليق بالتلفزيون المصري، والذي كان خالي من أي شئ مبتزل أو خارج عن المألوف. مشهد قتل "عبدالله" لوالده في مشهد صادم للغاية، وربما هو الأغرب على الشاشة الصغيرة، قام أحد أبطال العمل وهو المطرب دياب، والذي يقوم بدور "عبدالله"، بقتل والده والذي يقوم بدوره الفنان "صبري عبد المنعم". وتعود تفاصيل المشهد لخلاف حاد بين الأب وابنه، دفع الأخير إلى توبيخ الابن، وهو ما رفضه "عبدالله"، ما دفعه لخنق والده وقتله، في مشهد صدم جميع المشاهدين. وهاجم بعض المشاهدين صنَّاع العمل بعد هذا المشهد، واتهموهم بأنهم يروجوا لهذا النوع من الشخصيات والأفعال الشاذة، وهو ما لم يرد عليه أي من صناع العمل. وتعرض العديد من الفنانين لهذا النوع من الهجوم، ولعل أبرزهم المخرج خالد يوسف، بعد المشهد الذي تضمنه فيلمه "حين ميسرة"، عقب حديث الابنة "سمية الخشاب"، والأم "سوسن بدر"، والذي تضمن بعض الكلمات الجريئة والتي لا تصلح أن تخرج من ابنة لوالدتها، إلا أنه في النهاية يدافع الفنانين عن أنفسهم ويؤكدون أن هذه الشخصيات وهذه النوعية من العلاقات موجودة على أرض الواقع بالفعل. مشهد الشطرنج في الحلقة ال16 من المسلسل، يقوم الفنان أحمد راتب أو شخصية "هاشم الدهبي"، بالانتقام من عائلة "العطار"، من خلال توجيه عدة ضربات في هذا الوقت، ويقوم برواية تفاصيل الأمر أثناء لعبه لدور "شطرنج" مع ابنته. ربما لم يعرف الكثيرين هذا الأمر، ولكن من شاهد الثلاثية الأمريكية التاريخية "الأب الروحي"، سيعي أن هذه هي الطريقة التي كانت تُدار بها المؤامرات في الفيلم، مما يؤكد للبعض التشابه بيه العملين، أو على الأقل يؤكد المحاولة من جانب صناع العمل. حيث كان زعيم المافيا ينفذ مخططاته من خلال القيام بعمل ما ويروي تفاصيل ما ينوي القيام من من جرائم في نفس الوقت، ويتم تقطيع المشهد بين الحدث الأصلي والأحداث الإجرامية الأخرى.