يملك السويسري إنفاتينو، العديد من الأوراق الرابحة التي تمكنه من الوصول إلى غايته، وفي قارة كإفريقيا، يكفيه فقط أن يلوح بإمكانية زيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم، حتى يلهث وراءه رؤساء الاتحادات الإفريقية، طامعين في رضاه، وهو ما حدث بالفعل، إذ أعلن إنفانتينو، مطلع العام الجاري، موافقة الفيفا بالإجماع على زيادة عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم إلى 48 فريقا، بزيادة قدرها 16 مقعدا، وبذلك احتفظ لنفسه بورقة رابحة تضمن له ولاء إفريقيا من شمالها إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها، إذ إنه لم يعلن عن نصيب كل قارة من الزيادة التي جرت الموافقة عليها. تحركات إنفانتينو في القارة السمراء، كانت واضحة على الأرض، إذ تعددت زياراته للاتحادات الإفريقية التي ناقش خلالها قضايا تتعلق بالشفاقية الاقتصادية، وسياسة التغيير والتطوير، وهي بالمناسبة، نفس شعارات وكلمات أحمد أحمد، في حملته الانتخابية لرئاسة الكاف. ورغم أن منصب إنفانتينو يمنحه حرية الحركة والتنقل كيفما يشاء، إلا أن زياراته المتكررة للقارة السمراء، لا سيما قبيل الانتخابات، دفعت إلأى القول بأنها لم تكن زيارات عادية، الأمر الذي بدا جليا في 3 مشاهد: المشهد الأول التوقيت: يوليو 2016 المكان: نيجيريا الحدث: اجتماع لمناقشة تطوير كرة القدم في القارة السمراء عقد إنفانتينو، اجتماعا فى نيجيريا بحضور 20 من رؤساء الاتحادات الإفريقية، وكان السبب المعلن "تطوير كرة القدم في إفريقيا". ولكن، إذا كان الغرض من الاجتماع هو "تطوير كرة القدم في إفريقيا"، إذا لماذا لم يحضر الاجتماع، عيسى حياتو، الذي يشغل منصب رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، أو أي من أعضاء اللجنة التنفيذية للكاف؟ المشهد الثاني التوقيت: 19/2/2017 المكان: جوهانسبرج الحدث: رئيس الفيفا يدعو جميع اتحادات القارة لعقد قمة غير مسبوقة لأول مرة في التاريخ دعا جياني إنفانتينو، جميع اتحادات القارة الإفريقية ال54، لحضور قمة غير مسبوقة في جوهانسبرج. حضر القمة 50 اتحادا، جرى تقسيمهم على مجموعتين، كل مجموعة تضم 25 اتحادا، في اجتماع عقد على مدار يومين. كانت الأهداف المعلنة لهذا الاجتماع، بحث بعض الموضوعات العامة التي تخص كرة القدم إلى جانب شرح خطط الفيفا الخاصة بزيادة عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم. ولكن في الواقع، كان الاجتماع فرصة مثالية للسويسري، كي يلوح بورقته الرابحة المتعلقة بحصة القارة السمراء من المقاعد الإضافية في بطولة كأس العالم، إذ لوح خلال الاجتماع أنها قد تكون 9 أو 10 مقاعد، وهي نفس الورقة التي لوح بها أحمد أحمد، بشكل غير مباشر، خلال حملته الانتخابية. المشهد الثالث التوقيت: 24/2/2017 المكان: زيمبابوي الحدث: عيد ميلاد فيليب شيانجوا في ظل اقتراب موعد إجراء انتخابات الكاف، كان على رئيس الفيفا، أن يتخذ الخطوة الأجرأ، وتمثلت في حضور عيد ميلاد فيليب شيانجوا، رئيس اتحادات جنوب القارة الإفريقية "كوسافا"، والذي بدور، يعد أكبر معارضي حياتو في القارة، والذي أعلن في وقت سابق، دعمه لترشيح أحمد أحمد بشكل صريح، لرئاسة الكاف. الخطوة التي تعد صفعة لحياتو، لم تتوقف عند هذا الحد، إذ حضر إلى جانب إنفانتينو، 30 رئيسا لاتحادات إفريقيا، من أصل 54 اتحادا، ليتحول حفل عيد ميلاد شيانجوا، إلى حفل تنصيب أحمد أحمد، رئيساً للكاف. في هذا الأثناء، بات العداء واضحا بين حياتو وإنفانتينو، لا سيما بعد أن شارك الأخير مع شيانجوا في رقصة "زورا باتا" الشهيرة في زيمبابوي، الأمر الذي دفع الكاميروني إلى إرسال خطاب رسمي، موقع من السكرتير العام، هشام العمراني، لفيليب يُحذره من مغبة تصرفاته التي تُهدد زعزعة استقرار الكرة الإفريقية، وأن تصريحاته بشأن تأييد أحمد أحمد، ومهاجمته لحايتو قد تؤثر على تصويت رؤساء هذه الاتحادات. وقد أعلنت لجنة الانضباط التابعة ل "الكاف"، فيما بعد، استدعاء شيانجوا إلى مكتبها بِسبب "مساعيه وتصريحاته االتي أضرّت بِسمعة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ورئيسه وأعضاء اللجنة التنفيذية". وبهذا نجح التحالف في إسقاط الأسد الكاميروني العجوز عن عرينه، وتنصيب المدغشقري المغمور، أحمد أحمد مكانه.