اعتبر محللون سياسيون روس، اليوم الجمعة، من الذين استطلعت وكالة "سبوتنيك" آراءهم، أنه من غير المستبعد ظهور مرشحين جدد في الانتخابات الرئاسية الروسية القادمة بعد عام، ويمكن أن تكون مشاركة وزير المالية السابق أليكسي كودرين، مثيرة للغاية. ورجح المحللون، الذين تم استطلاع آرائهم، كفة الفوز للرئيس الحالي فلاديمير بوتين، الذي كما يعتقد الخبراء، أنه سيترشح بالتأكيد لانتخابات عام 2018. وفي الوقت نفسه، هم لا يستبعدون في حال فوز بوتين، أن يفسح الطريق لخليفته، الذي سيبدأ بتحضيره، قبل انتهاء مدته الرئاسية". وأعلن كل من زعيم "الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي"، فلاديمير جيرينوفسكي، عن عزمه المشاركة في الحملة الانتخابية، وكذلك فعل المعارض أليكسي نافالني، المفرج عنه إفراجا مشروطاً في قضية اختلاس أموال تابعة لشركة "كيروفليس" للأخشاب، ويرى خبراء القانون، أن هذا الحكم المشروط، على الأرجح، لن يسمح له بالترشح للرئاسة الروسية. أما حزب "يابلوكو"، فقد أعلن هو الآخر، أنه اتخذ قراراً بترشيح زعيمه، غريغوري يافلينسكي، في حين أعلن حزب "روسيا العادلة" عن ترشيح مرشح رئاسي خلال مؤتمر الحزب، المقرر أن يعقد خلال فترة الخريف القادم. ويتفق الخبراء الروس أن الرئيس بوتين، لن يرشح نفسه فقط في الانتخابات، بل وسيفوز فيها أيضاً، بهامش واسع من المنافسين المحتملين. ولذلك، قال نائب رئيس مركز التكنولوجيات السياسية، أليكسي ماكاركين، بهذا الخصوص: "أعتقد أنه سيرشح نفسه، وأنه سيفوز، وأنا لا أرى أي فرص لدى المنافسين لفلاديمير بوتين". فيما تحدث خبير العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية الإنسانية، البروفسور فلاديمر سلاتينوف، في هذا الصدد: " من المرجح أن يكون الجواب "بخصوص الترشح لرئاسة البلاد" — "نعم"، وليس "لا". ولكن، كما أفهم، لم يتم اتخاذ أي قرار نهائي بعد "فيما يتعلق بعملية الترشح". بالإضافة إلى ذلك يرى المحللون والخبراء، أنه حتى الآن، لا يوجد منافس حقيقي، للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولا يوجد حتى من يمكن أن يصبح بديلاً له، من ناحية الاعتراف والدعم الشعبي. وأوضح الخبير ماكاركين: "أن نسبة الموافقة على نشاطات بوتين تفوق ال80 %، فماذا يمكن أن يقال؟ وهذا يعني أنه حتى الناس الذين سيصوتون على سبيل المثال، للمرشحين من الحزب الشيوعي، أو حتى من حزب "روسيا العادلة"، أو لصالح المرشح جيرينوفسكي، لا يرون فيهم رؤساء…أنا لا أرى هنا أي سياسي، يمكن أن يكون قادراً، على تحقيق أي منافسة جدية".
وأضاف الخبير: "هم، في الواقع، أناس مملين.. ولا يمكن أن نتوقع شيئا جديدا من مشاركتهم. وبشكل عام، فإن مشاركتهم، سيكون لها تأثير سلبي للغاية، على الصورة العامة للانتخابات، وستؤدي مشاركتهم إلى حد ما، لتشويه سمعة النظام السياسي الحالي". ويشاطره الخبير ماكاركين هذا الرأي أيضاً، لافت النظر إلى أن "السياسيين القدامى، لا يثيرون العواطف حالياً، وهم مملون ومتعبون". ويرى الخبير ماكاركين، أن زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي، فلاديمير جيرينوفسكي، "هو رجل، على الأرجح ، يليق بأن يكون من رجال عالم الترفيه والملاهي"، وبالتالي "يمكن أن يعطي للحملة بعض الاهتمام الإضافي"، ومع ذلك حتى الناس الذين سيصوتون لصالحه، لا يرون في شخصيته رئيساً حقيقياً لروسيا، شأنه شأن رئيس الحزب الشيوعي، غينادي زيوغانوف، ورئيس حزب "روسيا العادلة"، سيرغي ميرونوف. ولذلك قارن سلاتينوف مشاركة كل من يافلينسكي وجيرينوفسكي، والمشاركة المحتملة لزيوغانوف وميرونوف "بتأثير البرامج الترفيهية في ليلة رأس السنة"، حيث تظهر لدى الجزء الأكبر من المجتمع، رغبة بإيقاف التلفزيون"، بسبب ظهور وجوه قديمة مملة ضمن البرنامج. أما رئيس حزب "يابلوكو"، غريغيوري يافلينسكي، فيرى ماكاركين، أن لديه فرص ضئيلة جداً، مشيراً في الوقت نفسه: "بالنسبة للناخبين، هذا رجل بدون تاريخ، لأنه الرجل الذي لم ينتهز فرصته". ويرى سلاتينوف أن مشاركة ميخائيل كاسيانوف في الانتخابات، ستكون أكثر ملائمة بالنسبة لسلطات البلاد لأنه "ليس هناك نظرة سلبية حول صورته، ولا يوجد شعور بالكلل من رؤيته… وهو سيكون أكثر إقناعا مقارنة مع يافلينسكي، ولكننا ندرك أنه في الحقيقة ليس لديه أية فرص للفوز في منصب الرئيس. والجدير بالذكر أن لجنة الانتخابات المركزية الروسية، أعلنت في وقت سابقٍ، أن الانتخابات الرئاسية الروسية، ستجري خلال شهر آذار/ مارس من عام 2018.