يلتقي اليوم الجمعة، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في لقاءٍ يشوبه التوتُّر بعد تبنيهما وجهات نظر مختلفة، وانتقاد ترامب لسياسة ميركل في استقبال اللاجئين، وغيرها من القضايا الأخرى . وقال مسؤولو البيت الأبيض : " عندما يلتقي الزعيمان اليوم، فسوف يحاولان وضع خلافاتهما جانبًا، والعمل معًا من أجل تقوية العلاقات بين الدولتين والعلاقات الشخصية بينهما " ، حسبما ذكر موقع NBC News الأمريكي . وصرح المسؤولون أيضًا، في محاولة لتهدئة الأوضاع قبل لقاء الزعيمين، " الرئيس ترامب مُنبهر للغاية بقيادة ميركل، ويتطلع للتعاون في قضايا محاربة الإرهاب والتجارة، ومن المتوقع أن يعبر عن تقديره لصداقة ألمانيا القوية بأمريكا ". وأثنت "برلين" على اللقاء الذي سيجمع الزعيمين، قائلة: إنه "فرصة عظيمة للإدارتين أن يعرفا بعضهما البعض، وأن ميركل سوف تكون ذات عقل متفتح، ويرى المسؤولون الألمان الاجتماع ليس فقط فرصة لحديث الزعيمين سويًا، ولكنه فرصة للاستعداد لقمة مجموعة العشرين في هامبورج في يوليو، وكذلك اجتماع مجموعة الدول الصناعية السبع في مايو المقبل" . فيما أوضح موقع " NBC" أن وجهات النظر المتعارضة قد لا توقف العلاقات بين الزعيمين، ومن المحتمل أن يجد القائدين بعض نقاط الاهتمام المشتركة والتي من المتوقع أن يتباحثا بشأنها، ونستعرضها في التقرير التالي : - بوتين وروسيا قد يهتم ترامب بميركل بسبب شيء يفتقر إليه؛ وهو الخبرة في التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويُوضِّح خبراء السياسة الخارجية - أن هذا قد يكون أحد أهم المحاور التي يتباحث الزعيمان بشأنها . وتحدّث ترامب كثيرًا عن رغبته في تحسين العلاقات مع الكرملين، ويقول أحد الخبراء من معهد بروكلين ل NBC News: " ميركل تعرف بوتين أكثر من أي شخص آخر، وقد تُعطي ترامب رؤية عمّا يريده الرئيس الروسي وأهدافه التي يطمح إليها ". وقد تكون خبرة ميركل مع بوتين أحد الهدايا في المباحثات حول أوكرانيا، وهو الموضوع الذي من المتوقع أن يكون من ضمن مباحثات الزعيمين اليوم الجمعة . وكان مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، قد أعلن في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، أنه تم الاتفاق على موعد زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى روسيا. وقال "أوشاكوف": إن "المستشارة الألمانية سوف تزور موسكو يوم 2 مايو المُقبل". وفي سياق متصل، أفاد المتحدث الرسمي باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف، بأن بوتين سيبحث خلال لقائه بميركل، الوضع في أوكرانيا. وكان بوتين صرح خلال لقاء مع وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل، أن روسيا تنتظر زيارة ميركل، وأن المهمة الأساسية التي تقع على عاتق موسكووبرلين حاليًا، تتمثل بتطبيع العلاقات بشكل كامل بين البلدين. جدير بالذكر أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أعلنت مسبقًا، أن العمل يجري حاليًا في ألمانيا، لإعادة العلاقات مع روسيا إلى أوجها، وهو الأمر الذي من شأنه أن يجعل من العقوبات أمرًا لا لزوم له بين الجانبين، فضلًا عن أن موسكووبرلين تتعاونان معًا في مختلف المحافل الدولية لحل معظم الأزمات الدولية والإقليمية، وعلى رأسها الأزمة الأوكرانية، وفق اتفاقيات مينسك التي تم التوصل إليها. - اللاجئين تعود عداوة الزعيمين الكبيرين إلى قرار ميركل بالسماح لبعض اللاجئين بالدخول إلى ألمانيا من الدول التي مزقتها الحروب . وبعد أن رأت أن حزبها اهتز بنتائج الانتخابات في سبتمبر 2016 ، قالت ميركل : " لو كنتُ أقدر، لكنت عدت بالزمن إلى الوراء؛ لأعد الحكومة بأكملها وجميع السلطات لهذا الموقف الذي فاجأنا في أواخر صيف 2015". وأظهرت ميركل بعض الانفتاح لتغيير سياسة الباب المفتوح الخاصة باستقبال اللاجئين، ولكن أوضحت أن موقفها الشخصي من القضية لن يتغير . وقال المتحدث الرسمي باسم المستشارة الألمانية، عقب المكالمة الهاتفية بين الزعيمين بعد قرار حظر اللاجئين الأول الذي وقّعه ترامب : إن "المستشارة الألمانية مقتنعة بأن المعركة الحاسمة والضرورية ضد الإرهاب لا تبرر تعليق دخول أفراد بعينهم من مناطق معينة أو دين معين ". ولم يعلق البيت الأبيض وقتها على أي مباحثات حول الهجرة، ولكن توقع أحد المسؤولين بالبيت الأبيض، اليوم الجمعة، أن يتم مناقشة هذا الأمر في لقاء الزعيمين اليوم، باعتبار أنهم تحدثا هاتفيًا بخصوص تلك المسألة، ويكمن السؤال في كيفية تناولهما هذا الأمر . - المناخ قد يتناول الزعيمان في لقائهما، اتفاقية باريس للمناخ، والتي سوف تُبين النوايا لمزيد من التعاون الدولي في المستقبل، والاتفاقية شهدت التزامًا دوليًا بمحاربة التغير المناخي، ولكنها معرضة لخطر انسحاب الولاياتالمتحدة منها . ويأتي القرار في الوقت الذي يقول فيه مدير وكالة حماية البيئة الأمريكية: إنه "غير مقتنع أن ثاني أكسيد الكربون هو المساعد الأساسي في ظاهرة الاحتباس الحراري" . وذكرت مصادر مقربة من البيت الأبيض، أن ترامب سوف ينسحب من الاتفاقية، عاكسًا أحد القرارت الأخيرة التي اتخذها الرئيس السابق باراك أوباما . - الاتحاد الأوروبي هناك أيضًا مسألة الاتحاد الأوروبي، التي يجب على القائدين مناقشتها، خاصة بعد تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد . وهنأ ترامب نفسه خلال الحملة الانتخابية، لتوقّعه نتيجة التصويت، وسعى للحصول على نصائح من أشخاصٍ بمعسكر الخروج مثل " نايجل فاريج " خلال الحملة، الفترة الانتقالية، وأيضًا الآن خلال فترة رئاسته . وكان نايجل - الرئيس السابق لحزب الاستقلال البريطاني - معروفًا بمواقفه المعادية للمهاجرين، وأيضًا بكونه أحد القادة البارزين في عملية دفع بريطانيا لمغادرة الاتحاد الأوروبي . وكان نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، التقى الشهر الماضي بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في ميونخ، وأعطى رسالة واضحة حملت موقف أمريكا من الاتحاد، حيث قال : إن "الولاياتالمتحدة مُلتزمة بالحفاظ على علاقتها القوية والوثيقة بالاتحاد الأوروبي، ومُعترفة بمساهمات الاتحاد في حفظ السلام والرخاء الدوليين ". - نفقات حلف الناتو هاجم الرئيس ترامب مرارًا وتكرارًا حلف الناتو، مُشيرًا إلى أنه يجب تحمل عبء الميزانية على جميع شركاء الحلف، وأشاد البيت الأبيض بموقف ألمانيا التي قالت: إنها "ستزيد من نفقاتها الدفاعية لتصل إلى 2% بحلول عام 2024". وبينما كان "بنس" في ميونخ الشهر الماضي، صرح بأن على الدول زيادة نفقاتها الدفاعية، مُشيرًا إلى كل من ألمانيا، فرنسا، وإيطاليا، دون أن يُسمهم، وفي نفس المؤتمر الصحفي، قالت ميركل: إن "ألمانيا لن يتم استغلالها بسبب النفقات، وإنهم وعدوا بتكثيف إنفاقها النقدي بحلول 2024".