قلل رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل من شأن خلافاتهما حول اقتراح رئيس الوزراء الروسي اقامة منطقة تبادل حر بين اوروبا وروسيا. فقد قوبل اقتراح بوتين الذي طرحه في مقال بصحيفة ألمانية بفتور من المستشارة الألمانية في بادىء الامر. واكد بوتين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ميركل في ختام محادثاتهما الجمعة في برلين لا يوجد تناقض بيننا حول هذا الموضوع . واعتبرت ميركل انه يجب المضي في هذا الاتجاه خطوة بعد خطوة لكي نصبح شريكين بشكل وثيق اكثر . وقال بوتين بعد لقائه ميركل ورجال أعمال ألمان أثناء زيارته إلى ألمانيا: منطقة التجارة الحرة هي موضوع معقد يتطلب دراسة معمقة . وكان بوتين قد اقترح إقامة منطقة تجارة حرة تمتد من فلاديفوستوك على الطرف الشرقي لروسيا إلى لشبونة في البرتغال وقال ان فكرة كهذه ستجلب ترليونات من اليورو. ولكن ميركل سارعت الى التعبير عن عدم حماسها للفكرة، مشيرة الى التعرفة الجمركية الروسية والاتحاد الجمركي الذي خلقته روسيا مع الجمهوريتين السوفياتيتين السابقيتين كزاخستان وروسياالبيضاء. وقالت ميركل بالطبع ندعم فكرة المنطقة التجارية الحرة لكن الخطوات التي اتخذتها روسيا في الفترة الأخيرة لا تشير بهذا الاتجاه . وخففت ميركل من لهجتها العدائية بعد لقائها بوتين وقالت ان فكرة كهذه معقولة ولكن على المدى البعيد. وأكد بوتين أن علاقته بميركل دافئة، وأشار الى انهما تبادلا العناق والقبلات في الاجتماع، وقال إن العلاقات التجارية الوطيدة مع أوروبا حتمية وضرورية. ودافع بوتين عن الاتحاد الجمركي بين روسيا من جهة وروسياالبيضاء وكازاخستان من جهة أخرى قائلا إنه إنجاز عظيم. وقال ان العلاقات الجيدة هي طريق في اتجاهين، وشكا من أن الدول الأوروبية تضع العراقيل أمام الشركات الروسية. وعبر بوتين الجمعة عن أمله في أن تنجز روسيا الانضمام الى منظمة التجارة العالمية السنة المقبلة، وهو طموح تدعمه ميركل. يذكر أن روسيا التي بدأت سعيها للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية عام 1993 هي القوة الكبرى الوحيدة التي لم تصبح عضوا في المنظمة. وكانت الولاياتالمتحدة قد وافقت على عضوية روسيا التي قالت إنها توصلت الى صفقة مع الاتحاد الأوروبي ستمكنها من اكتساب العضوية العام القادم. وقالت ميركل ان عضوية روسيا في منظمة التجارة العالمية ضروية كونها عضو في مجموعة العشرين.