أدار الندوة: محمد فوزى- ناصر عبد الحميد- محمد الخولى- أحمد سعيد حسانين عقدت «التحرير» ندوة استضافت خلالها عددًا من نجوم الإعلام فى قناة «إكسترا نيوز» لمعرفة رؤيتهم للتحديات، التى يشهدها الواقع الإعلامى فى الوقت الراهن، وموقع الفضائيات المصرية من خريطة المنافسة، ومدى قدرة «إكسترا نيوز» على مزاحمة الفضائيات الكبرى إخباريًا، وغيرها من القضايا. مروج إبراهيم: لا ننافس أحدًا.. ولسنا موجهين التحرير: مرَّ الإعلام بتحولات جذرية خلال الفترة الماضية، وظهرت بعض القنوات الإخبارية كان من بينها «إكسترا نيوز» و«أون لايف»، إذا اخترنا أن نكون فى صف المشاهد لنحكم على تجربة «سى بى سى إكسترا» بعد 6 أشهر تقريبًا من انطلاقها: كيف ترونها؟ وهل هى قناة محلية أم دولية؟ وما هويتها تحديدًا، ومن تنافس؟ مروج إبراهيم: من وجهة نظرى وباعتبارى جزءًا من المنظومة فى «إكسترا نيوز»، أرى أننا لا ننافس أحدًا على المستوى المحلى، لكننا ننافس أنفسنا فقط، فنحن لدينا مجموعة قواعد وأسس نسير عليها، ونسعى لمضاعفتها خلال الفترة المقبلة، فنحن نحاول جاهدين أن يكون لدينا مساحة من التفرد والإجادة، ولا أعتقد أن «أكسترا نيوز» تضع أمامها أى قناة محلية داخل مصر لتكون هدفًا بالنسبة لها لكى ننافسها. وعلى المستوى الدولى، أعتقد أنه لا توجد محطة فى مصر يمكن أن تصبح مثل قناة الجزيرة القطرية، لسبب بسيط أننا فى مصر مرتبطون بسياسة دولة، بما يعنى أنه لا توجد قناة فى مصر يمكنها أن تشذ عن باقى القنوات الأخرى، لأن مصر كدولة فى الوطن العربى سياستها ليست سياسة صدام، إنما سياسة الدولة أقرب ل«الأخ الأكبر»، فسياسة مصر الخارجية متوازنة فى كل القضايا، وتحترم كل قادة الدول والأنظمة السياسية، ولا نسعى لصدام مع أحد، أما قناة الجزيرة، على سبيل المثال، تخوض معارك ضد الأنظمة السياسية، ولها أجندتها التى تفرضها على البلدان العربية، فهى متحررة من قواعد الفنية والموضوعية واحترام مصائر الشعوب، وخطها التحريرى ينعكس على كل برامجها فى تحليل الأخبار نفسه، وقناة العربية أيضًا على سبيل المثال تخوض صدامًا مع نظام الأسد وتعمل وفقًا لأجندات محددة، إنما فى مصر نطبق سياسات دولتنا، التى تفرض علينا أن يكون نهجنا معتدلًا وموضوعيًا، ونحترم اختيارات الشعوب، وأزعم أن خطنا التحريرى فى «إكسترا نيوز» محايد، ويراعى قواعد الدبلوماسية. وللإجابة عن الجزء الخاص إذا كانت القناة تعد محلية أم دولية، فأنا أرى أن أولوياتنا داخل القناة للجمهور المحلى، فنحن لسنا قناة موجهة لذلك أولوياتنا لجمهورنا المحلى، لكننا نركز أيضا على الشأن الدولى لسببين: الأول هو تعريف المجتمع المصرى والمواطن المحلى بالشأن الدولى، والثانى أن لدينا جمهورًا عربيًا يعيش فى بعض البلدان العربية والأجنبية، ولو افترضنا أن القنوات المصرية كانت غائبة عن منافسة القنوات العربية طوال السنوات الماضية بسبب الإمكانيات الرهيبة والخبرات الفنية والأجنبية التى تعتمد عليها القنوات العربية، فإن الإعلام المصرى لا يزال يعتمد على التراث الذى يفرض نفسه ويسمح بالمشاهدة، وهناك الكثير من دول العالم تتواصل معنا، لأننا نقدم لهم مضمونًا جيدًا ومحترمًا. وفيما يتعلق بجانب الهوية، فقناة «إكسترا نيوز»، التى انطلقت منذ 6 أشهر تقريبًا تحاول خلق توليفة تجمع بين الحياد والموضوعية، وتركز أيضًا على الجانب الفنى والإجادة فيه، حتى تكون لدينا هوية حقيقية، ويكون لدينا شكل واضح، وإدارة القناة أكدت لنا أننا خلال فترة قريبة سنصل لتلك المعادلة. لما جبريل: هويتنا حقيقية.. ونختلف عن باقى القنوات *التحرير: كيف ترين المنافسة مع قناة «أون لايف» الإخبارية؟ وهل تزاحم «إكسترا نيوز» على الصدارة؟ لما جبريل: أعتقد أن «إكسترا نيوز» لديها خط مختلف فى تناول الشئون الإخبارية والقضايا المحلية والعربية والدولية مغاير لباقى القنوات الأخرى، وأريد أن أؤكد أن قناة «إكسترا نيوز» لديها هوية حقيقية، فحينا نتحدث لجمهور محلى فهذه هى هويتنا الحقيقية، وحينما نتكلم عن جانب خدمى فهذه هى هويتنها، وحينما نطرح قضايا فتكون هويتنا ظاهرة فيها، فنحن لدينا هوية حقيقية. حسام حداد: نحتاج إلى أرض صلبة حتى ننافس إقليميًا ** التحرير: كان للكاتب الصحفى الكبير جوزيف مؤسس جريدة الأخبار اللبنانية كلمة شهيرة حينما قال «مفيش صحفى أو إعلامى محايد»، بمعنى أنه لا بد أن يكون لك وجهة نظر، ووفقا لها سيتحمل التكلفة، لكن ليس شرطًا أن تكون موضوعياً بمعنى أنك تتيح كل وجهات النظر، فأين «إكسترا نيوز» من تلك المساحة؟ حسام حداد: أريد أن أؤكد عدة أشياء فى البداية: الإعلام من وجهة نظرى صناعة تعتمد على 3 أسس، هى رأس المال والمادة الخام والأيدى العاملة، وأى مؤسسة إعلامية ستبدأ يجب أن يكون متوافرًا لديها العناصر الثلاثة، ونحن المصريين موجودين فى كل الفضائيات الكبرى، فنحن لدينا أيدى عاملة ماهرة ومدربة، كما أن المادة الخام وهى الأخبار موجودة، لكنها تحتاج العين الجيدة لتفرز الأخبار، والأمر الثالث هو التمويل، وغالبًا يأتى إما من القطاع العام أو الخاص، وحسب الدولة واتجاهها السياسى، وأريد أن أشير إلى أن صناعة الإعلام فى مصر ليست صناعة جديدة، ولا أستطيع أن أقول إننا قادرون على المنافسة إقليميًا، لأننا لا بد أن نؤسس فى البداية لأرض صلبة، والواقع أنه كان هناك 3 قنوات إخبارية فى مصر، وهى «سى بى سى إكسترا وأون تى فى لايف والنهار اليوم»، إن قناة إكسترا كانت فارقة بخطوات واضحة عن باقى الفضائيات الإخبارية الأخرى، وكل قناة كانت تلعب فى مساحتها حتى قررت «سى بى سى» و«النهار» دمج القنوات، وظهرت «إكسترا نيوز»، وأعتقد أن إكسترا أصبحت الأعلى فى السوق عن غيرها من القنوات الإخبارية فى الآونة الأخيرة، وذلك بفضل الانطلاقة الجديدة، وأعتقد أن «إكسترا نيوز» تضم كوادر أصحاب خبرات على كل المستويات. أحمد خير: مصر محملة بمسئولية صنع إعلام قوى.. لكن دون الإنفاق عليه ** التحرير: وإذا نظرنا بشكل أكثر اتساعا، أين تقف الفضائيات المصرية من قطار المنافسة مع القنوات الكبرى فى العالم؟ أحمد خير: أريد أن أؤكد أكثر من جزئية: هناك رغبة من الدولة فى عمل أكثر من شىء فى نفس الوقت، فهى تبحث عن إعلام عبد الناصر، وتريد أحداث تأثير أكبر فى البلدان العربية وعلى المستوى الإقليمى، لكن بأدوات وإمكانيات أقل تأثيرًا، فنحن نبحث عن المنافسة، لكن لا توجد إتاحة البذل والتركيز والإنفاق الكبير على الفضائيات المصرية، فمصر محملة بمسئولية صنع إعلام قوى، لكن دون الإنفاق عليه، وإذا أخذنا قناة الجزيرة القطرية فى هذا الإطار، فيجب أن نؤكد أن قطر ليس لديها تراث قوى، لكنها دخلت تلك التجربة بإقرار أن تنفق فيها كل الأموال لتبنى قوى ناعمة لديها. ** التحرير: البعض يرى أن خلافات مصر مع قطر وتركيا ظهرت بشكل واضح فى تناول القضايا والموضوعات فى أغلب الفضائيات، فما مساحة التحرك فى «إكسترا نيوز» فى تلك القضايا؟ مروج: دعنا نؤكد حتى يعى البعض الأمر جيدا، أن الفضائيات لا تعمل وفقا لأوامر أو تعليمات من الحكومة الحالية فى تناول تلك القضايا، لكن نتعامل مع تلك القضايا وفق الإطار العام للدولة بأكمله ودون الإخلال بقواعد المهنة، فنحن نسعى أن نتعامل مع كل الأحداث والقضايا التى تعرض أمامنا بنوع من الحيادية وأن لا ننحاز لأى شىء إلا للمهنة وخدمة المشاهد فى نقل كل ما يريد أن يطالعه على شاشتنا. ** التحرير: القنوات الإخبارية تعانى من تحديات كبرى لا سيما فيما يتعلق بالجانب الإعلانى، كما أن هناك انحصارًا لمشاهدة البرامج الإخبارية والقضايا السياسية لصالح المسلسلات والأفلام، فما مساحة الإدراك فى «إكسترا نيوز» لهذا الأمر؟ خير: نريد أن نؤكد، أن الإعلام فى العالم بأكمله يشهد أزمة كبرى، لها علاقة بالمنتج وشكل الصحفى والمنتج التقليدى، كما أن الحراك الذى يحدث فى العالم والحروب التى تشهدها بعض البلدان العربية وتقوم بنقله الفضائيات فى مختلف أنحاء العالم نكتشف يوماً بعد الآخر أنه ليس ذات تأثير مهم على الشارع المصرى، فى المقابل هناك أزمة فى تعامل الدولة مع الإعلام، كما أن نظرة المواطن إلى الإعلام ليست بالصورة المطلوبة، وهذا سيأتى تأثيره على الإعلام خلال المرحلة المقبلة. هانى حتحوت: حاولت أن أصنع شيئًا مختلفًا.. وراض عما قدمته ** التحرير: كيف يمكن لبرنامج رياضى فى قناة إخبارية أن ينافس نجوم الإعلام الرياضى فى القنوات الأخرى، كيف ينظر إلى هذه المساحة؟ هانى حتحوت: أريد أن أؤكد فى البداية، أننى عملت فى إذاعة الشباب والرياضة لمدة 5 سنوات منذ 2011 حتى 2016، وكنت أتمنى أن أنتقل للعمل التليفزيونى، وبمجرد أن حدث ما تمنيت وجدت نفسى فى مهمة صعبة للغاية، لأننى كنت أظهر على قناة إخبارية أغلب برامجها ذات طابع سياسى تبدأ منذ الصباح حتى المساء فى إذاعة برامج إخبارية، وكان الاختبار بالنسبة لى كيف يمكن أن أظهر بالصورة المناسبة فى برنامج مدته لا تتجاوز الساعة إلا الربع، وسط تلك البرامج الإخبارية وأنافس نجوم الإعلام الرياضى مثل إبراهيم فايق ومدحت شلبى وأحمد شوبير وكريم حسن شحاتة وغيرهم، وكان هذا تحديًا كبيرًا بالنسبة لى، لذلك حاولت أن أصنع شيئًا مختلفًا، عبر اختيار أخبار ليست موجودة عند الآخرين، وتتناسب مع طبيعة القناة الإخبارية، وأتعمد تحليل الخبر ورؤية زوايا مختلفة، ونجاحى فى هذا الأمر ظهر أثره فى تصنيف برنامجى ضمن برامج الرياضة الموجودة على الساحة الرياضية، وراض بنسبة كبيرة على ما قدمته ووضعنى على خريطة البرامج الرياضية. ** التحرير: أين «إكسترا نيوز» من قضية الحياد والموضوعية فى نقل ما تقدمه للمشاهد؟ مروج: لا نستطيع أن نصل إلى مرحلة الحياد الكامل، لكننا نحاول أن نكون موضوعيين أو نلامس الحياد، لأن ترتيب الخبر نفسه من الوارد أن يخل بمبدأ الحياد نفسه، والزوايا التى تنقلها القنوات الإخبارية بالخارج نفسها قد تكون غير محايدة. ** التحرير: كيف كان سيتعامل مذيعو «إكسترا نيوز» إذا ما تعرضوا لنفس ما تعرض له مذيع «بى بى سى» حينما استضاف محللًا سياسيًا ودخل طفلاه عليه أثناء إجراء مداخلة عبر سكايب؟ أحمد خير: أعتقد أن كل شخص سيتعامل مع الموقف، حسب رؤيته للحظة وقتها، وظهور المذيع على الهواء وتركيزه فى أكثر من جانب ليس أمرًا يسيرًا. مروج: أعتقد أن المذيع الماهر فى أوقات الضغط يمكنه أن يتعامل مع مختلف المواقف، ولكل مذيع أسلوبه وطريقته، وأن يكون لديه قدرة على التلون مع الموقف.