عيون باكية وأصوات خافتة وملامح حزينة سيطرت على أسرة الشاب شعبان طه محمد - 37 سنة، بعد أن تم اختطافه أثناء وجوده في لبيبا؛ بحسب اتصالات هاتفية بينه وبين أسرته والخاطفين. "التحرير" ذهبت إلى قرية الشنطور التابعة لمركز سمسطا جنوب غربي محافظة بني سويف، والتقت بالأسرة المكونة من 4 أشقاء في منزل بسيط تعيش فيه. وتحدثت معهم عن كيفية سفر نجلهم، وكيف استقبلوا خبر اختطافه وتعرضه للتعذيب.
في البداية يقول محمد طه (43 سنة - عامل مدرسة وشقيق الشاب المختطف) "أخويا عنده أربعة أولاد؛ محمد 10 سنوات، يوسف 6 سنوات، على 5 سنوات، رحمة شهرين، وكان قاعد معايا وقالي أنا مسافر بكرا ليبيا، وقلت له الطريق مش كويس، قالي أنا رايح مع جماعة من محافظة المنيا هيوصلونا لحد الحدود وهنركب طيران من هناك وهنوصل طرابلس".
ويتابع محمد "بعد أن سافر شقيقي يوم 3 ديسمبر الماضي تلقيت اتصالا منه بعدها ب15 يوما، يخبرني بوصوله إلى أحد المخازن ببني وليد بليبيا، ويخبرنى بدفع 7 آلاف ونصف جنيه للناس اللي سفروه هناك، علشان يعرف يطلع يشتغل، ودفعت الفلوس لواحد عندنا من البلد حتى انقطع الاتصال بينه وبين أخويا، لمدة تزيد عن الأسبوع أو 10 أيام، وبعدها فوجئنا باتصاله يخبرنا بأنه تعرض للاختطاف على يد عصابات مسلحة، وبيقولى أنجدوني بيكهربونى وهيموتونى ولازم تدفع 70 ألف جنيه، وإلا هيقتلونى، رديت عليه قولتله هجبلك منين قالي لو تعرف تبيع العيال بيعهم علشان أرجع، وروحت بعدها بعنا اللي معانا كله واستلفنا من الناس لحد ما جهزنا الفلوس، وأمي جتلها صدمة عصبية ومش بتكلم خالص وأبويا في بكاء مستمر". ويستكمل طه "بعد أن جهزت الفلوس كلمتنى العصابات اللي خطفوا أخويا من ليبيا، وقالوا لى روح بالفلوس على إسكندرية، وإحنا في الطريق قالوا لى أرجع وروح على البحيرة مركز المحمودية عند منطقة الإسعاف فيه واحد موجود هناك هيأخد منك الفلوس، وأوع تقوله حاجة، ولما سالته انت مين ضربوا أخويا وكرهبوه، وقالوا لى أخوك هيطلع الصبح وبعدها الموبيل اتقفل فقولنا خلاص مفيش أمل أخويا مات".
وأشار بنبرات الحزن والأسى "بعدها بثلاثة أيام تلقينا اتصال تانى من أخويا بيقولى أغيثوني بأى طريقة وأدفعولى 6 آلاف ليبى أنا وصحبى ودي أخر حاجة، وقعدنا 10 أيام شمال يمين نلم في الفلوس لحد مبقاش حيلتنا حاجة ولا أي حد في العيله اللي ورانا واللي قدمنا بعناه وقالوا لنا روحوا نفس المكان اللي سلمته فيه 70 ألف جنيه، وبلغنا مركز الشرطة علشان كل شويه هيطلبونا مننا فلوس، قبضوا عليهم وحررنا محضر رقم 845، ولما أتقبض عليهم جلنا اتصال من ليبيا قالوا لنا طلعوهم وإحنا نطلعلوكم اللي عندنا وأهاليهم اللي في البحيرة هددونا بالسلاح لأننا ناس غريبة. أتنازلنا عن المحضر علشان أخويا يرجع". وأضاف تلقينا اتصالا من ليبيا "بيقولنا ادفعوا 120 ألف جنيه لأخوك وصحبه أدبا ليكم لأنكم بلغتم الشرطة وخنتونا، أخويا كان عنده قطعة أرض صغيرة بعنها ورحنا دفعنا الفلوس ورحنا بلغنا الشرطة تانى ومحدش كان راضى يعمل محضر لأننا أتنازلنا قبل كده، وفيه ناس من دمياط أولادهم مخطوفين وضحكوا عليهم وخدوا منهم فلوس وراحوا حرروا محضر ضد نفس الأشخاص والمحكمة حكمت عليهم ب3 سنوات سجن وغرامة 100 ألف جنيه وعندهم استئناف على الحكم الشهر القادم".
وطالب محمد طه الرئيس عبد الفتاح السيسى بالتدخل السريع لدى السلطات الليبية والتوصل للخاطفين وتحرير شقيقه ومن معه من قبضتهم "لأننا لم يعد لدينا ما ندفعه إلى العصابة بعد ما دفعنا 130 ألف جنيه وفى الأخر محدش رجع".