"أنت حمادة، أخوك محمد عندنا، لو عايزه هات 72 ألف جنية،..هنكلمك تاني"..مكالمة تلفونية تلقها المواطن حمادة صلاح، الكائن في قرية شريف باشا التابعة لمركز بني سويف، ليكتشف أن شقيقة الصغير محمد الذى سافر منذ أيام إلى ليبيا، مختطف من قبل إحدي العصابات يقول:"أخر مرة سمعت صوت أخويا فيها، قالي أنه وصل للسلوم، وهناك كان المفروض يقابل واحد أسمه نادر محمود، شغال فى مزرعة في ليبيا". لم يستطيع حمادة، التصرف فلجأ إلى مديرية بنى سويف، وحرر محضر يفيد بأختطاف شقيقة، وهناك قال:"أخويا كان بيعيط في التلفون، وقالى ادفعلهم، دول بيعذبوا فيا، وقطعوا جسمي، بيع أى حاجة ياحمادة..بيع الأرض أتصرف، أنا مربوط بسلاسل".
لم يكتفي حمادة بالمحضر الذى قدمة للمديرية، فحاول الأتصال بالرقم الذى حدثة مرار وتكررار، لكنه كان يجده مغلق، كما أستطاع الوصول إلى نادر محمود، الذى كان من المفترض أن يقابل حمادة المختطف في السالوم، والذى قال أنه لأن فى مدينة "بني وليد" بطرابلس.
الخوف سيطر على حمادة وأسرته، الذين عجزوا عن جمع الفدية:"أستلفنا من اللى نعرفه ومنعرفوش"، فلجأ إلى وزارة الداخلية هاتفيا، عن طريق أرقام الشكاوي، لكنها قالت له:"قالولى مبناخذش شكاوي فى التلفون، وأن مفيش حاجة فى أيدهم لأن مفيش بعثة دبلوماسية لمصر فى ليبيا". وسط حالة العجز التي أًصابت حماد، عاد الخاطفين للأتصال به مجددا،:"خلوني أكلم أخويا، وقطع قلبي، ولقتهم بعتنلى صور على الوتساب، فيها أخويا مربوط بالسلاسل ومتعذب". نشر حمادة الصور على حسابة الشخصي "فيسبوك"، التى أظهرت أصابات شقيقة، وعشرات أخرين مصريون ولم يعلن إلى الأن عن أختطافهم، يقول:"لما نشرت الصور، لقيت ناس بتكلمنى وتقول أن قرايبها فى الصورة".
منذ ساعات، تلقي حمادة مكالمة أخري، تحدث فيها مع شقيقة، الذى قال له:"عملت أيه الناس هنا بيعذبونا"، ليرد حمادة:"هات حد طيب أكمله.. أنا هديهم الفلوس أزاى"، فيرفض شقيقة أعطاءه للعصابة، وهو يبكيى "أنا اللى هدلك على كل حاجة..هتروح البحيرة فى حتة أسمها دمنهور، ولما توصل رن علي الرقم وهيقولك بعد كدا، ليقطع إحد المختطفين مع حمادة حديثهم:"ياعم حضرت فلوسك ، لما تحضر فلوسك أبعت رسالة وقول أنك فى موقف البحيرة". تسجيل المكالمة لتنتهى المكالمة، بتعاطف حمادة لهذا الشاب:"وغلاوة أخوك لو أخذت الفلوس هترجع أخوي"، ليكون الرد "أنا دافع ومستني أخوك وهنمشي أنا وهو، فى حد هناك هياخذ منك الفلوس وينقلها بمركب لليبيا"، لتكشف المكالمة أن هناك عناصر للعصابة في مصر.