أوصاف لا تحمل غير معنى واحد، اختارها الداعية السلفى والمرجعية الدينى لحزب الأصالة الشيخ محمد عبد المقصود، عند حديثه عن مستقبل الحكم فى مصر بعد ثورة يناير. دعا عبد المقصود كل القوى الإسلامية والليبرالية والعلمانية، وكل طوائف المجتمع المصرى، إلى الاتحاد لتشكيل كتلة متماسكة ل«كسر شوكة المجلس العسكرى»، ومنعه من الاستمرار فى الحكم، فمن وجهة نظره «الثورة تُخطف الآن على يد من حموها فى بداياتها»، حسب وصفه. «اندماج مع أى حزب إسلامى»، استعداد أبداه رئيس حزب العمل والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية مجدى أحمد حسين، «بشرط الاتفاق فى الأصول». وقال خلال مؤتمر المنسقية: نحن كإسلاميين لدينا استعداد للحوار والمناظرة مع أى شخص يزعم أن الإسلام قد انتقص من الديمقراطية أو من حق الأقليات، وقال «سعدت كثيرا بفكرة المنسقين»، مؤكدا أن شباب حزب العمل كانوا من أوائل من شاركوا فيها، ووصف فكرة المنسقية بأنها فكرة طيبة، تعمل على التقارب لوضع خطط إنقاذ الوطن مما أصابه من وهم وهمّ. وأوضح أن من بين أهداف القرآن الكريم تنظيم المجتمع على أساس الشورى، التى هى مثال لمبادئ المؤسسية، تماما كما هو حال التنسيق. التصريحات المباشرة لعبد المقصود، والمتفائلة لرئيس حزب العمل، جاءت خلال مشاركتهما فى مؤتمر منسقية العمل الإسلامى، الذى أقيم فى مركز الشيخ صالح كامل بجامعة الأزهر، مساء أول من أمس، فى حضور نائب رئيس حزب الوسط عصام سلطان. عبد المقصود، أثنى على فكرة «المنسقية»، واعتبرها وسيلة لوحدة الصف الإسلامى، لافتا إلى أن «أهم شروط الانضمام إلى حزب الله»، أن يتولى كل إنسان المؤمنين ويجتمع معهم فى الخير. وأضاف واصفا مصر بأنها القاطرة التى تقود العالم الإسلامى، «فإذا أصلحناها، صلح العالم الإسلامى كله». عصام سلطان قال إن قدر شباب مصر منذ قيام الثورة أن يكون فى المواجهة، وفى صدارة المشهد، ثم تأتى النخب من خلفه. فقد شهدت مصر مرحلة قاتمة سوداء، خلال ثلاثة عقود متتابعة، وجد الشباب المصرى نفسه أمام فجوة ما فى مسيرة التاريخ، ووسط حالة من التخلف العلمى والعملى والفكرى والثقافى، بسبب غلق باب الاجتهاد. وأوضح سلطان، أن البعض رأى أنه من الأفضل أن نقتدى ونسير وراء الغرب، ونأخذ كل ما لديه بحلوه ومره، حتى نقلل المسافة بيننا وبينهم، فيما دعا فريق آخر إلى الركون والصمت والبقاء فى كهوف التاريخ. وأضاف: «النظام السابق أراد أن يوطن لملكه بإشعال الحرب والخلاف بين الجميع، لذلك لم يرض بأن يخرج من بين الصفوف صوت وسطى معتدل يجتمع حوله باقى الأصوات، ليأخذها إلى الحداثة مع المرجعية الإسلامية الخالصة فى الوقت ذاته» متوقعا أن يحدث ذلك عما قريب على يد جيل جديد من شباب الثورة.