تساءل عبد المنعم الرفاعي، شيخ قبيلة «الرياشات» بشمال سيناء، «لماذا تحرك كل هؤلاء المسؤولين تجاه الأقباط النازحين من سيناء ولم يتحركوا لنا؟». وأوضح ل«التحرير» أن أسباب تساؤله هو أن شباب مسلمين يٌذبحوا كل يوم لمساعدتهم الجيش، ويختفى أخرون، والكثيرون قتلوا بالخطأ في الضربات المتبادلة بين الجيش والجماعات المسلحة، وتهدمت بيوت عديدة، ونزحوا آلاف، ورغم ذلك لم يأتي مسؤول واحد لهؤلاء على عكس ما حدث مع الأقباط مؤخرًا بعد موت 7 منهم. وكانت الأيام الماضية قد شهدت حوادث قتل استهدفت الأقباط في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، ونزحت على إثرها 100 أسرة (وفقًا لبيان الكنيسة) إلى الإسماعلية، حيث وفرت لهم المطرانية أماكن للسكن. لمزيد من التفاصيل: من العريش إلى الإسماعيلية.. الطريق الأصعب على أقباط سيناء وتحدث الرفاعي عن وجود نحو 2000 شهيد من رجال وسيدات وأطفال، و7000 آلاف مصاب، و17 ألف نازح من الشيخ زويد ورفح إلى العريش، ذلك منذ بدء العمليات العسكرية في سيناء بعد أحداث العنف التي شهدتها خلال الثلاث أعوام الماضية، واستند على الأوراق التي يحصل عليها من المصابين وأسر الضحايا بحكم مكانته وسط القبائل. وقال: «ليس هناك أي مساعدة تقدم لهؤلاء سوى 5 آلاف للمصاب و10 آلاف لأسرة الشهيد من مديرية التضامن الاجتماعي بعد عام 2014، أما الذين نزحوا من الشيخ زويد ورفح إلى العريش فلم يقدم لهم شئ، رغم أن أسعار الإيجار في العريش تتراوح من 1000 ل1400 جنيه». لذلك وصف تحرك الحكومة تجاه الأقباط فقط دون غيرهم من الأهالي ب«العنصرية»، قائلًا: «الأقباط جعلوهم يلتفتوا لما يحدث في العريش». وأكد الرفاعي أن العلاقة بين المسلمين والمسيحين في شمال سيناء جيدة جدًا، ومن يلقي الاتهامات على شيوخ القبائل والأهالي بأنهم يتعاملون مع الأقباط ك«وافدين» لأنهم ليسوا من أصول سيناوية، فهو «كاذب». شمال سيناء- الصورة أرشيفية - المصدر AFp ويتفق خالد عرفات، شيخ قبيلة «الخشاف»، مع وجهة نظر سابقه في أن «الارهاب لم يطل الأقباط فقط لكنه استهدف مسلمين أيضًا، لكن الإعلام لم يسلط الضوء عليهم». وقال ل«التحرير»: «الكثير من المسلمين يختفون ويقتلون، وهناك بيوت تُسرق وتحرق، ولا يعلم بها أحد». واختتم: «لدينا أمل أن يتم تطهير سيناء من الارهاب، ويعود الأقباط مرة أخرى إلى بيوتهم.. نحن متعاطفين معهم تمامًا». فيما رفض الشيخ حسن عتيق، الإجابة على سؤال حول وجود تجنيد لبعض الأهالي من قبل الجماعات المسلحة للوشاية على تحركات الأقباط بالمدينة. وذكر فقط خلال إتصالا هاتفيًا ل«التحرير» واقعة مقتل شقيقه منذ عام على يد الجماعات المسلحة بالعريش بعد خطفه عدة أيام، معقبًا: «إذن جميعنا في خندق واحد». سيدة تحمل ابنها في كنيسة الأنبا انطونيوس بالإسماعلية بعد هروبها من العريش - 25 فبراير 2017 كانت غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، قد التقت السبت الماضي، بمحافظ الإسماعيلية، اللواء ياسين طاهر، والأنبا سارافيم، أسقف الإسماعيلية، لبحث احتياجات الأسر، ذلك بعد أن أجرى شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، اتصالًا بالبابا تواضروس، ليؤكد اهتمام الدولة وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأوضاع المصريين المسيحيين بشمال سيناء، لذلك كَلف وزيرة التضامن بمتابعة أحوالهم وتلبية احتياجاتهم. ووعدت الوزيرة الأسر القبطية بالعودة إلى بيوتهم قريبًا.