السادة أصحابَ المعالي والسعادة: الوزراء والسفراء، ورجال الفكر والسياسة، والعلماء، ورجال الصحافة والإعلام... السيدات والسادة الحضور: أسعد الله مساءكم بكل خير: أشكركم على تلبية دعوتنا وتشريفكم هذا الاحتفال الذي يعقد بمناسبة ذكرى استقلال جمهورية كوسوفا.. تلك الجمهورية الوليدة التي شهدت في الأونة الآخيرة تناميا كبيرا في أعداد الدول التي اعترفت بها كدولة مستقلة ذات سيادة. وإنه ليشرفني في هذه المناسبة أن أنقل إليكم تحيةَ حكومة دولة كوسوفا، وتحيةَ وزير خارجيتها، وتحيةَ شعبها الذي يُكن لمصر وأهلها كل احترام وإعزاز وتقدير. السادة الحضور:نحتفل اليوم بالعيد السادس لاستقلال جمهورية كوسوفا في رحاب قاهرة المعز.. نحتفل في مصر بلد الأزهر الشريف.. أرض التسامح والمستقبل والسلام.. أيها السادة: إن احتفال هذا العام له طابع خاص بعد اعتراف جمهورية مصر العربية بحجمها وثقلها وتأثيرها في المحيطين الإقليمي والدولي باستقلال بلدنا كوسوفا كدولة مستقلة ذات سيادة... وسوف تكتمل منظومة الفرح بافتتاح سفارة كوسوفا في مصر كنانة الله في أرضه. وعلى الرغم من أن جمهورية كوسوفا دولةٌ ناشئة إلا أنها تتمتع بكل مقاييس الدولة -سياسيًّا ودبلوماسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا– ولديها القدرات اللازمة لتحقيق السلام. ومن أجل هذا فقد بادرت أعظم دول العالم ديمقراطيةً بالاعتراف باستقلال كوسوفا ، وقد بلغ عدد الدول التي اعترفت بدولة كوسوفا حتى الآن 106 دولة منها 62 دولة قامت بتبادل التمثيل الدبلوماسي معها وفتح سفارات فيها. ودولة كوسوفا غنية بالثروات المعدنية والبشرية والحضارية والثقافية، وشعبها على درجة عالية من الفكر والثقافة، وهي دولةَ تسعى جاهدة لتحقيق السلام العادل والدائم في العالم عامةً وفي منطقة البلقان خاصةً وتنبذ العنف وتحترم الآخر. هذه هي ثقافة الشعب الكوسوفي.. ثقافةٌ قوامها التحلي بالتسامح والحِلم والعفو وتأسيس علاقات طيبة مع جميع دول العالم. السيدات والسادة الحضور: إن الشعب الكوسوفي ينظر إلى الشعب المصري بعين الاحترام والتقدير منذ آماد بعيدة، فالعلاقات بين كوسوفا ومصر وطيدة، ووثيقة منذ قرون عديدة، وذلك لأن كوسوفا جزء من الشعب الألباني الذي يقطن في منطقة البلقان، ولو رجعنا إلى الوراء قليلاً لتذكرنا عصر محمد علي باشا ذلك القائد الألباني العظيم. ومنذ تولي محمد علي حكم مصر توثقت العلاقات الألبانية المصرية (بين الشعب المصري والشعب الألباني) وظلت العلاقات تنتقل من مرحلة إلى مرحلة حتى يومنا هذا. وتم عقد كثير من الاتفاقيات بين المؤسسات المصرية والمؤسسات الكوسوفية؛ لدعم العلاقات الثنائية والاستفادة من الخبرات المصرية في شتى المجالات، وهذه الاتفاقيات تعتبر من الركائز المهمة للتعاون بين البلدين، وتسهم في تحقيق إنجازات بالغة الأهمية على الصعيدين المحلي والدولي. وفي هذا الصدد نتطلع إلى مزيد من التعاون بين مصر وكوسوفا وبما يخدم المصالح المشتركة للدولتين الصديقتين. السيدات والسادة الحضور: باسم دولة كوسوفا حكومةً وشعبًا نُقَدِّم خالصَ الشكر وفائقَ الاحترام إلى الحكومة المصرية وإلى الشعب المصري الأبيِّ. كما أشكر لكل السادة الحضور على مشاركتكم الفاعله في العيد القومي لجمهورية كوسوفا المستقلة، داعيا المولى عز وجل أن يُسبِغَ نِعِمَهُ على جمهورية مصر العربية الشقيقة، وأن يوفقَ قادتها وشعبها العظيم إلى ما فيه الخير والرشاد وتحقيق الأمن والاستقرار .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته